الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم
فهذا هو القانون الثانى من سلسلة قوانين البيت المسلم
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ".... وإنكم قادمون على إخوانكم فأصلحوا رحالكم وأحسنوا لباسكم حتى تكونوا شامة في أعين الناس، فإن الله لا يحب التفحش.
لاحظ قوله عليه الصلاة والسلام: "إنكم قادمون على إخوانكم فأصلحوا رحالكم وأحسنوا لباسكم حتى تكونوا شامة في أعين الناس" فإصلاح الرحل يقابل في عصرنا إصلاح السيارة، وهيَ بيت الإنسان الخارجي، وإصلاح اللباس يدخل فيه ما يحسن منظر الإنسان للآخرين، هذا أدب المسلم مع رحمه وإخوانه وهو أدبه داخل بيته، فمن دخل بيتك لا ينبغى أن يقع بصره على شيء مستنكر ولا مستقبح، وهذا يقتضى ترتيباً وتجميلاً وحسن هندام، وينبغى أن يكون هذا أدب أهل البيت جميعاً، فالمرأة أمام زوجها وأمام أولادها ينبغى أن تكون قدوة وكذلك الرجل بالنسبة لأهل بيته، وكذلك سكان البيت ينبغى أن يُؤدبوا على ذلك، إلا لعارض أو لعمل، فالمسلم يلبس لكل حالة لَبوسها.
لقد اعتدنا من بعض شيوخنا سواء جئناهم في ليل أو نهار أن يكونوا على أحسن هيئة، وأن يكون كل شيء عندهم مرتباً،
فهم كالجندى فى حسن ترتيبه وفى استعداده الدائم للقيام بالواجب، وقد اعتاد كثيرون من الناس الفوضى فى حياتهم وعدم المبالاة فى مظاهرهم، تجد الطاولة بغير نظام والمكتبة بغير نظام، واللباس مبعثراً أو ليس فى محله المتعارف عليه، وتقع العين هاهنا على فوضى وهاهنا على منظر غير مريح، وتجد أحياناً امرأة تبقى فى لباس نومها بعد الاستيقاظ،
وتجد طفلاً فى فوضاه وفى أوساخه وكل ذلك يتنافى مع الأدب.
هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظف أسامة وهو طفل لأنه رآه على غير نظافة
وهذه عائشة تنصح المرأة بأن تُحسن منظرها فى عين زوجها،
وهذا ابن عباس يأمر الرجل أن يتزين لزوجته كما تتزين المرأة لزوجها.
وبالجملة فإن أدب الرجل فى بيته وخارج بيته: حسنُ الترتيب وحسن الهندام إلا لعارض...
ومن أجل حسن الترتيب وحسن الهندام داخل البيت، فليلاحظ أهل البيت المسلم ما يلي:
أولاً: أن يكون كل شيء في البيت مرتباً، وأن يرتب كل شيء بعد نومٍ أو عمل، وأن يكون لكل شيء محله الخاص به، وإذا استعمل فإنه يُرجع إلى محله بعد الاستعمال.
ثانياً: أن يعتاد كل فرد في البيت ألا يبعثر أغراضه وأن يضع كل غرض من أغراضه الخاصة في المحل المعتاد.
ثالثاًً: أن تعطى كل غرفة حقها في الترتيب بما يناسب حالها سواء في ذلك غرفة الضيوف أو غرفة النوم أو المكتبة أو المطبخ.
رابعاً: أن يكون كل ما على الطاولات من كتب أو أوراق أو غيرها مرتباً.
خامساً: أن يسارع أهل البيت بعد الاستيقاظ من النوم إلى لباسهم المعتاد، وأن يُرتب أمر الأولاد بما يعوّدهم الترتيب وحسن الهندام وحسن الهيئة.
لاحظ أن فقهاء المسلمين لم يولوا الترتيب حقه فحسب بل أعطوا الترتيب مستحقه، فمثلاً: يجعلون كتب العربية تحت كتب العلوم الشرعية،
وكتب العلوم الشرعية تحت المصحف، فلا يكتفون بالترتيب، بل يلحظون حق الأشياء فى الترتيب.
ومن المهم أن نتذكر أن ترتيب أمر النوم ضروري وخاصة بالنسبة للصغار مع ما يتفق مع الواجبات الدينية والدنيوية
والقواعد الصحيحة، وينبغ أن يراعى فى النوم التفريق بين الأولاد وخاصة التفريق بين الذكور والإناث.
نسأل الله عز وجل أن ينفعنا بما علمنا وأن يرزقنا الإخلاص فى أقوالنا وأفعالنا
ونذكركم بالدرس الأول
قوانين البيت المسلم (المقدمة والدرس الأول)
المفضلات