بسم الله الرحمن الرحیم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تذكرون عندما كنا صغارا ؟ بعيدا عن كل شيء أريد أن نتذكر ردود فعلنا تجاه من يعتدي على ممتلكاتنا الخاصة أو حتى أفكارنا التي نؤمن بها ..
فمثلا : كيف تعاملنا مع من أفسد بيت الطين الذي تعبنا في بنائه أو حطم بقدمه بناية من المكعبات كنا فخورين بها مع أنها لا تعجب الكبار .. لا يهم إنها تعجبنا فحسب .
بيت الأطفال البلاستيكي الضخم في الروضة لا أذكر أن الأطفال يحبونه جدا بخلاف ما هو خاص بهم فقط .. فبيت الأطفال مفتوح للجميع الكل يدخل من تحب ومن لا تحب ولا يسيطر عليه إلا المعلمة إننا لا نحبه ليس خاصتنا .. أما ما كان لنا فدع أحدا يقترب منه لنطلق صفارات الإنذار .. كنا ندافع عن أشيائنا إنها لنا ليس من حقك أن تفسدها نحن من يتصرف نعطيعها من نشاء ونمنعها عن غيره.. نبدأ بالصراخ والعويل لا شيء يقف أمام احتجاجاتنا وصراخنا الحاد .. نفرد ذراعينا أمام خصمنا ونحمي بظهورنا ما نحب وعيوننا مغرورقة بالدموع ووجوه محمرة وأفواه مفتوحة بالصياح ..
يا إلهي إنها استماته في الدفاع .. كم تبدو الأشياء مقدسة عند الصغار ! ..
أما إذا لقننا أحد نحبه أمرا .. آمنا به .. وليس من شأن أحد أيا كان أن يسخر منا أو ينتزعه من عقولنا ..
المعلمة تقول : الأغاني حرااااااااام .. يعني حرااااام .
ونضع أصابعنا في آذاننا : لا نريد أن يسكب فيها الرصاص الأغاني حرام .. وهكذا مع كل شيء نؤمن به .
أضعفنا موقفا سواء مع الأفكار أو مع الأفعال إذا ووجه وأحس أنه انكسر هرب .. وضم فخذيه إلى بطنه وبكى في أظلم مكان في المنزل وأكثرها حرارة لا يريد أن يراه أحد .. لا أدر ما الذي يريد قوله هذا النوع من الأطفال ؟ ربما : أنتم لا تحبونني لأنكم لا تؤيدونني .. أو ربما يقول : لم لست كبقية أصحابي كم كان موقفي مخجلا .. لا أدري بالضبط .. لكنه على أية حال لديه ردة فعل ..
لنذهب إلى اليوم :أهلا بكم في عالم الكبار .. ألا يوجد تشابه بين صغرنا وكبرنا .. لأوضح أكثر .. تلفتوا حولكم ارفعوا رؤوسكم فلنفتش في عقولنا.. ألا ترون .. حاجياتنا صارت أكثر ضخامة وتطورا معلوماتنا أصبحت أكثر وإيماننا يجب أن يكون أرسخ منه أيام طفولتنا .
إن أفكارنا اليوم وإيمانياتنا أصبحت تخترق ويعبث بها من يشاء ونحن .... وممتلكاتنا أصبحت تسرق وتباع أحيانا ونحن ....
لأثبت لكم هذا فلنأخذ مثالا للمعتقدات والأفكار : الأغاني أصبحنا اليوم نسمعها بمُأول المؤثرات الصوتية !!! لماذا تغيرت المعتقدات هل تغير الدين أو تغيرنا ؟
أما الممتلكات والأغراض فمثال لها : أرضينا المحتلة في كل مكان ..دماؤنا التي تسفك .. المحال التي تبيع ( المعسل الشيشة الجراك الدخان المعازف ....) وتأخذ حيزا من مدينتنا فهلا أنكرنا ذلك .. إنه اعتداء سافر على عقولنا وصحتنا وأموالنا .. أمور لا نرضى بها تحصل داخل بيوتنا ومحافلنا وحواسيبنا أيضا ووو.. فأين ألئك الملوك الصغار ؟ .. هل تلاشت تيجانهم أم سرقت أم صارت أصغر من رؤوسهم أم وضعوها أم صدأت ..... ؟
------------------------------------------------------------------------
أراكم في مقالة أخرى إلى اللقاء ..
طالع هنا : فلننشئ زوايانا .
المفضلات