نقلاً عن مناضل سوري
صدقوني... الموضوع أكبر من مجرد خروج في مظاهرة ضد النظام، وأغلى من التبرع بمدخرات المستقبل للثورة، وأكثر عُمقاً من (تجربة) حياة التّقشف في ظلّ الحصار، ومن الصّبر على أجواء الرعب والتهديد والتّرقب في غابة من الوحوش المفترسة..
الموضوع أكبر من أن تستجمع بعض شجاعتك لتقول كلمة حق، أو أن تعتبر نفسك بطلاً مقداماً إن رفعت الظلم عن مظلوم، أو تظن نفسك محسناً كبيراً إن وُفقت بتوفير سلة غذائية لعائلة منكوبة أو ضمادة لجريح، أو رصاصة لجنديّ حر...
الأمر يستدعي أكثر من ذلك.. إنه يستدعيك كلّلك، بكل ما تملك، لا مجال فيه للاستثناءات ولمزيد من الحسابات والتخوفات حول المستقبل...
لن تموت قبل أجلك ولن تجوع ورزقك مكتوب، لن تتشرد وربّ السماء يرعاك، ولن تُضام وحارسك الحق...
ابذل دون تخوّف، أعط بسخاء.. أنفق ما بوسعك، قدّم نفسك بالكُلّية لله.. ودع بقية التخطيط والتدبير عليه... لا تتعب نفسك في حسابات ستُخفق حتماً.. غيرك حاول أن يتذاكى، فاحترقت أوراق حساباته، واحترق معها كلّ ما آثره على الله...
نحن في معركة حق، حياة أمّة أو موتها... لا تعتقد أن النصر معقودٌ عليك فأمر الله نافذ، والنصر قادم... فكّر فقط كم ستكون تجارتك خاسرة إن قررت السير في القافلة الخطأ..
.
.
أكتبُ على وهج قنبلة ضوئيّة... تكتب في السماء حيرة النظام من الجيش الحُرّ.. فيخجل حبري من حجم تضحياتهم... وينزوي قلمي فيرقم نقطة الختام..
اللهم نصرك الذي وعدت

رد مع اقتباس

المفضلات