السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أختي الفاضلة رحمة طارق
- بداية أدعو الله لك الشفاء و أن ييسر لك حالك و حياتك و أن يهب لك صحة في طاعة ، لاشك أن طرح للمشكلة هنا هو رجاءك بمشاركة أخوانك و أخواتك بطرح حلول و مقترحات لحل المشكلة ، أعلم يقينا أنني لست أهلا لحل مشكلة كهذه بطريقة صائبة ، لكن يعلم الله أني أردت المشاركة فقط لأضيف ما لدي و أتمنى أن يهديني ربي للصواب في إيصال ما أردت المشاركة فيه .
- بالنسبة لقضية النسيان ... طرح الأخوة الفضلاء قبلي جلة من الحلول المناسبة ،، لكن أردت التعليق على بعض النقاط ،، هناك نقطة لا أعلم علميا مدى صحة تطبيقها هنا ،، لكن حاولي أن تبدئي بعلاج نفسي شخصي ، هذا على فرض عدم إستشارة { طبيب مخ و أعصاب ، أو حتى طبيب نفسي } في الفترة القادمة القريبة ، مقصدي بأنه جربي تطبيق هذا الأمر الآن ، أقنعي نفسك بعدم وجود المشكلة .. أو حتى أنها مجرد أحداث في أوقات معينة و في ظروف خاصة ، لا تلقي لها البال ، نظمي وقتك و أمورك ، صفي ذهنك و أريحيه لبعض الفترات خلال اليوم ، قللي من الانفعالات و التوترات ، إن كنت تحملين هماً ... حاولي و لو لهذه الفترة أن تزيحيه من عقلك و تفكيرك ، تفاءلي كثيرا و كوني إيجابية في حياتك ، لا تفكري كثيرا في الأمور التي تحدث من حولك ، حاولي التقليل بشكل كبير من الدخول للعالم الافتراضي و الانترنت ، مشكلتنا أحيانا أننا نجلس لفترات طويلة على الانترنت نجهد عقولنا و أدمغتنا و الأهم أنه قد ينعكس على حالتنا النفسية و قد يؤدي إلى الملل و الاكتئاب و غيرها من الأمور النفسية ، إعلمي يقينا أن الأمراض النفسية مثبت أنها تؤدي إلى أمراض عضوية ، أعرف شخصا يقضي ساعات كثيرة على الأنترنت ... أصبح كثير النسيان كأن ينسى هاتفه أو كتبه أو أجهزته و لا يستطيع تذكرها بل يبحث عنها ساعات طويلة إلى أن يجدها .
- حاولي التقليل من التحدث و الكلام لفترات طويلة لأنه يصحبه توتر لفترات طويلة تؤثر عليه ، أيضا هناك معلومة سمعتها من طبيب نفسي { السر في قدرة على الأحتفاظ بالمعلومة ، هو أن تتلقاها و أنت في راحة لا في توتر ، و إلا فإنها ستحفظ في الذاكرة القصيرة في عقولنا }
- بالنسبة لإستشهادك بما حدث في ذلك الأختبار ، فلا أرى أن حادثة واحدة تكون مقياسا ، تحدث لي في بعض الأوقات مثل هذه الأمور ، ربما الخطأ يكون من أنفسنا ، جربي في مذاكرتك للمواد بأن تضعي دفتربجانبك و تكتبي ما تحفظينه ، لو حتى رموزا أو مختصرات ، صار لي نفس موقفك ، تفاجأت بالأختبار بنسيان ما قرأته من إجابات على الرغم من قرأتها قبل سويعات قليلة ، لكن غيرت الطريقة في المذاكرة و طبقت كتابة الأجابات ، إنتفعت منها و لله الحمد .... لا تقيسي حالتك على حدث واحد ، فذلك الفشل يجب أن يكون هو محفزنا على النجاح لا أن نتعلل به .
- هناك أمر يجب أن ننتبه له ، هو أننا إن كلما أكثرنا من الحديث عن المشكلة و التفكير بها كمعضلة ، قد تتطور إلى أمور أخطر ، قد تكون في البداية مجرد وساوس أو أفكار ، لكن العقل الباطني سيخزن المشكلة عنده و يعترف بها و تتفاقم أطراف القضية و يزيد تأثيرها على حياتنا ، هذا أتذكر أنني تعلمته من كلام الدكتور أحمد الفقي رحمه الله و أسكنه فسيح جناته ، أيضا أنصح بألا تلقي بالا لكلام من حولك ، حاولي أن تجعليهم يساندونك لا أن يزيدوا همك ، ما الذي سيحدث إن ذكروك و شاركوك بالحديث ؟! هل سيخسروا شيء ؟ لا تجعليهم عبئا عليك ، حاولي أن تطلبي نصيحة من القريبين إلى قلبك ، حتى من تحدث عن الزهايمر ... ألى هذا وصل الأمر ؟ ثقي بالله ، الحمدلله انت مسلمة طائعة لربك محافظة على دينك .
- الأهم و الأهم و الأهم .... الدعاء ، الدعاء ، الدعاء ثم بر الوالدين .
- أذُكر بأن حديثي هذا ليس مبني على علم طبي أو نفسي ، قد تكون الطريقة خاطئة ، لكن ربما تنجح ، لا أنكر الحلول التي يقدمها الأطباء و قد تكون مفيدة ، لا أريد التبجح و نكران و التطاول على هذه العلوم المشوقة المفيدة من علم النفس و علم أمراض المخ و الأعصاب ، ، لكن كما قلت سابقا ، حاولي و أسأل الله لك النجاح
- إن تفاقم الأمر لا سمح الله ، فلا يمنع من إستشارة طبيب نفسي ، أعلم صعوبة الأمر على النفس ، لكن ديننا حثنا على البحث عن العلاج و التداوي ، نحمدالله أن لدينا كوادر إسلامية في أقسام الطب النفسي يشار لها بالبنان ، الحفاظ على سرية معلومات المريض من أولوياتهم ، مشكلة مجتمعاتنا هي إنكار التداوي بهذا العلم ! هناك الآف من الحالات تداوت على أيديهم بفضل الله ثم بفضلهم .
أطلت الحديث لذا أعتذر عن ثرثرتي و كثرة حديثي ، أعتذر إن كان تدخلي في غير محله
بارك الله لك في وقتك و شفاك و هداك إلى طريق الحق و الصواب
بالتوفيق


المفضلات