إِنْهُ الشِعرُ
يَخْتَبِي فِي الكَلَـام كَمَـا تَخْتَبي خَاصِيةُ المَغنطَةِ فِي المَغْنَطِيس
يَجْذِبُكَ
فتَبْحَثُ عَنْ جِسْمهِ لِتَلْمسَهُ ، لِتَعْرِفَـهُ فَينفَلِتُ مِنْ بَين يَدَيْك لَطِيفَاً كالنُورِ
فَيبقَى حَيثُ هُـو . . . فلَـا أَبْصَـرته مَجَـاهِر المَنْطِق وَ لَـا أَدَرَكَتْه شَبَكَـات الفَلْسَفةِ
وَ لَـا لَـمَسَتْهُ مَشَـارِطَ الَـأطِبَاءِ فِي أَجسَـادِ أَهلَـه
مَعْنَي كَالجَمَـالِ . . . هَـذا هُـو الشِعـر
لَـا كَيفَ لَه وَ لَـا كَم وَ لَـا حَجْم
فَهُـو إذاً إِشعَـاعٌ مِن الرُوحِ
حَمَلَ صِفتَهَـا
وَ ليس لِصَاحِبَكُم بالشَعرِ مِن دِرَاية
إنمَا يَأبى إلَـا وَ أن يَضعَ نَفسهُ مَوضِع الحَرج
وَ ينْشُر بَعضاً مِن خَربشَاتِه
سُبْحَانْكَـ اللهُ كَم فِي الطبِ مِنْ عَجَبٍ
يَـا شَاعِرَ الطِب أَلْهِم شَاعِـرَ الـأَدَبِ
يَـا شَاعِرَ الطِب كَم أَنْشَدتَ قَافِيَة
يَحَـارُ فِي حُسنِهَا صَنْاجَةُ العَـرَبِ
فَالشِعْرُ فِي حَقِنَـا نُظْمٌ وَ قَـافِيَةٌ
وَ الشِعْرُ فِي حَقِكُم سِحْرٌ مِن العَجبِ
فَكم عَبرتَ بِنَا فِي حَلِ مُعْضِلَـةٍ
أَجَبتَ عَنْهَا فَلم تَعْجَـز وَ لَم تَهب
أَكَـادُ أُبْصِـرُ حَقـاً حِيْن أُبْصِـرَهُـ
دفْقَاً مِنْ الطِب أَو جَمْعَاً مِن الكُتبِ
أَحبَبْتَهُ قَبل أَن تُبْصِرهُـ نَاظِرَتِي
وَ الحُب عَن بُعْدٍ لَـا كالحُب عَنْ كَثبِ
وَ الطِبُ مَا الطِبُ أَخلَـاقٌ وَ مَعْرِفَةٌ
وَ قَد وهِبتَهُمَا مِنْ مُنْزلِ الكُتبِ
مَا مَكْنَ اللهُ لِي فِي الشِعْرِ قَافِية
إلَـا لـأُكرِمُ أَهل العِلمِ وَ الَـأدَبِ
كَلِمَاتٌ حَقٍ إستحقهَا أَحْدُ أساتِذتِي بالجَامِعة
فجَـزاهُـ اللهُ عنَا كُلَ خَير
المفضلات