مرحباً بك وبالجميع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
..
في الواقع لولا بعض الإشكالات في الموضوع لكنت من قيَّمته ..أولا : أشكرك جزيلا لفيض مدادك وإثرائنا بين الفينة والفينة بفصيح المفردات على سلاسة ويسر .. مع خيال يجوز أن أقول (تراثي .. تقليدي) أو ميال لهذا النوع جدا .. هذا ما يظهر لي من القراءة لك .
بالعكس وددتُ لو قيَّمتِ ولو بصفر .. إننا نعرف أنفسنا بالمقارنة والنقد ، وتخطي الخطأ خطأ مثلُه ..
أما الشكرُ فلستُ أهلاً له وذلك أني أكتبُ لحاجة في نفسي لو عهدتم إليَّ بذلك لاستلزمت عليكم الشكر غير أنها زكاةٌ أو خَراج .. فرضٌ لانفل وعزيمةٌ لارخصة .
بالنسبة للخيال فأعرفُ أنه على اسمه يُخيَّلُ إلى المرء فإن أثبتَه بالكتابة صار روايةً أو كتابة وإن أفلتُه لم يتمثل وفي الحياة من الخيالات مالا يصح له القيد فيصعب حينئذ تصنيفه .. إني أكتب ما يَخيل لي وأنتم تقيمون بما يُخيَّلُ لكم كتلك الأصناف التي ذكرتها فاعذريني إن اعتذرت عن فهمها ..
أ- فهمت من العنوان والسياق أن المؤلفين كلهم أموات إلا واحدا, مقبور دار الرواية ..
هذا ما عرفتُه بادئ الأمر غير أني استبنت لاحقاً أن ألبرتو مانغويل حي .. أما الصيداوي فقد مات ولا شك .. وأما محمد الداود فهو حيٌ يرزق ..
إذاً يحقُّ لك أن تجعلي اثنين منهم في فهمك أحياءً ..
ب- لما دخلنا في خيالك -شخصيا- أشعر أن الكون الذي شكله خيالك محصورا لدرجة بدى لي أن المكان ضيقا .. ربما لأنك مضطر لمزج الخيال بالواقع .. كونك تسرد مذكرة حقيقية .فلم يكن خيالا بحتا ..
هذا أمرٌ مؤكد .. لأنك لو استحضرت فكرة الرواية لما استطرد بك الأملُ في مسارح الأرض وغاباتها .. إنني أروي ما تخيل في مكان مكون من أربعة حيطان وسقف أعلاه .. لو أنني بدأت أصف تلك الكتب لكنت خرجت من روايتي وأسلمتها إليهم .. إنني أصف باختصار لحظات رؤية الكتاب وإمساكه وشرائه فقط لاغير ..
أنا أوافقك أن المكان ضيقٌ ... ولو زرت المعرض لضاق بك الخيال عن تجاوز دائرة قطرها متر .. تلك هي طبيعة المكان والضيقُ روح الرواية ..
ج - برأيي لمعالجة النقطة السالفة (ب) فلتكثر من الوصف مثل ما ذكرت أنك عثرت ع شاخص قرمزي ووو فلتصف أيضا الأعمدة ولباس الناس والممرات بين القبور والأصوات كيف بدت في مسامعك ووو . (تذكرت أسلوب فكتور هوجو << كان كثير الوصف تقرأ الصفحة تلو الصفحة كلها وصف) وهو كالملح برأيي فقدره .
هذه تلحقُ بأختها فوقها .. وما أحبُّ أن أكثر الوصف فأنحو منحى القاصِّ .. أحببتُ أن أربط كلماتي بالمعرض فكلما استطرد الخيالُ جذبته إليَّ ألا يخرج بعيداً لكيلا تكون روايةً من أجل الرواية إنما هي فكرةٌ تجسدت في قصة ..
وأخالفك في كثرة الوصف إلا أن تكون تكتب رواية من صفحات كثيرة أما إن كتبت قصيصة لتحملَ فكرة " أن الكتب نصبُ أهلها أوكما يقول ابن الجوزي ابنُ العالم الخالد " فلا تكثر الوصف لأنك ستخرجُ من دائرة الفكرة إلى دائرة الخيال والاستمتاع ..
د - أستغرب تغافلك عن مسألة مهمة وهي ما هي ! وأنت نعرفك .. المسألة هي : هل مررت بقبر أبي رغال فرجمته كما رجمه العرب .. أو عرجت بفرسك قرب مقبرة تضطرب عندها البهائم فعلمت أنهم يعذبون "بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا" .. إلى غير ذلك مما لا يعجز قلمك كَتبه ولا خيالك وصوله .. لأني أؤمن أن النص يجب أن يحوي ع رسالة وقيمة أما إن زخرف وحلي فلا يعدو كخضراء الدمن .
أما هذه فلا أملك معها صرفاً .. صدقت صدقت عفر الله لي
هذا والله يسخر أقلامنا وأقلامكم للذب عن حياض الدين والنصح لكل مسلم وحمل رسالة الخلافة .. آمين .
آمين اللهم آمين
شكراً لك أختنا وفقك الله وشكر لك نقدك الواثق ..

رد مع اقتباس

المفضلات