الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين ، أما بعد ،
كلنا متفقون على وجوب البر بالأم ووجوب تكريمها ورعاية حقوقها؛ لأنّه أمر فطري وإن قصّر فيه بعضهم،
وهذا هو المعنى الجميل الذي من أجله يتبع كثير من النّاس الغرب في الاحتفال بما يُسمى عيد الأم .
لكن تخصيص يوم محدد في العام للاحتفال بالأم يتعارض مع تحديد الشرع لأعياد المسلمين بعيدين لا ثالث لهما ،
ففي الحديث : عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَلأَهْلِ الْمَدِينَةِ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا،
فَقَال:َ « قَدِمْتُ عَلَيْكُمْ وَلَكُمْ يَوْمَانِ تَلْعَبُونَ فِيهِمَا، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ يَوْمَيْنِ خَيْراً مِنْهُمَا: يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ النَّحْرِ»
[أخرجه أحمد في المسند رقم (13164)،
وصححه الألباني في صحيح الجامع 4381]،
ولا بد من بيان لهذه المشكلة؛ لأنّها تمثل شبهة كبيرة لدى من لا يقتنعون بوصف ما يسمى
بعيد الأم بالبدعة ، وسيدور موضوعنا اليوم عن هذين السؤالين:
هل للأم عيد في ديننا؟؟!!
هل هو عيد للأم ،، أم فتنة وبدعة آلم ومعاناة ؟؟!!
بداية نتذكر قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) :
" لتتبّعن سُنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع, حتى لو سَلكوا جُحر ضُب لسلكتْموه ,
قلنَا : يا رسول الله اليهود والنصارى؟؟ قال : فمَن !؟"
رواه البخارى (3269) وسلم (2669).
الأن ما دخل هذا بحديثنا اليوم ؟
أقول وبالله التوفيق أليس الغرب مجتمع أكثره مكون من يهوداً ونصارى ؟؟
وهم أكثر من خصص أيّام بعينها في السنة للإحتفال بشيء يرغبون في تذكيرالمجتمع به؛
لأنّهم يشعرون بأهميته،
أو لأنّهم يشعرون بإهمال في حق جانب أو شخص أو فئة اجتماعية،
فيبحثون عن مناسبة لتذكير المجتمع بها،
وهذا هو المنطلق والأساس لفكرة الأعياد والأيّام التي كثر تخصيصها في الغرب،
مثل: يوم المرأة،ويوم الطفل، ويوم عيد الأم، ويوم عيد العمال... إلخ.
وهم في هذا لا ينطلقون فيما يبتدعونه من دين أو شرع،
وإنّما يخترعون هذه الأعياد بمحض أهوائهم ونظرتهم وحاجاتهم الاجتماعية،
عيد المرأة ؛ لأنّهم يرون المرأة مسلوبة الحقوق مظلومة في مجتمعاتهم،
وعيد الأم كذلك نبع من علل وأمراض في مجتمعات ليس لديها شرع صحيح تقوم عليه كما في الإسلام،
ففي المجتمعات الغربية قصور كبير في علاقاتهم الاجتماعية، ولا سيما علاقة الأبناء بالأمهات،
ولعلاج هذا القصور ابتدعوا عيدًا يعالجون به تقصيرهم وإهمالهم وعقوقهم،
في يوم واحد في السنة، ولتذهب الأمهات بعده إلى دار المسنين أو غيره..
وهكذا ظهرت هذه البدعة لتلبي تلك الرغبة المحدودة.
ويقال إنّ فكرة الاحتفال بعيد الأم موروثة عن الإغريق،
حيث كان لهم احتفال في الربيع بآلهة تسمى الأم ريا،
وكان اسم العيد (هيلا ريا)،
وللإنجليز احتفال قديم باسم (أحد الأمهات) كان يقيمون في احتفالاً لمريم ـ عليها السلام ـ ، ثم تطور إلى تقـديم الهدايا للأمهات بعد عام 1600م ،
وفي الولايات المتحدة كرّمت الكنيسـة في 1908م الآنسـة "آنا جافرس"
لجهودها في الدعوة لتكريم الأم باحتفال عام رسمي ؛
لتعالج ما رأته ظاهرة في المجتمع من إهمال لحقوق الأم وتنكّر لفضلها ومكانتها ،
ووافق الكونجرس الأمريكي في عام 1913م على جعله عيدًا رسميًا في مايو من كل عام ،
وانتشر الاحتفال بعد ذلك في دول ومجتمعات كثيرة ، واختارت كل دولة اليوم الذي تحتفل به لهذه المناسبة ..
والأنسة أنا جافرس لم تتزوج وكانت تحب أمها بدرجة رهيبة
وإليكم المزيد ، حول نزعة تقليد الغرب " وهو الاتباع الأعمى "
والتي انتشرت في العالم العربي ومنها " فكرة الاحتفال بعيد الأم " :
بدأ ذلك في مصر حينما شكت امرأة للكاتبين الصحافيين مصطفى أمين وأخيه علي عقوق أبنائها،
فعرضا ذلك على القراء، واقترحا إقامة يوم لتكريم الأم كما في كثير من دول الغرب،
ووافقهما كثير من القراء، وعارضه بعضهم.
ثم عرضا على القراء اختيار اليوم ، واتفقوا معهم على 21 مارس ؛
لأنّه بدء الربيع ليكون مبعث البهجة والسرور،
وانتشر بعد ذلك شيئًا فشيئًا إلى باقي الدول العربية.
ثم توسـع الأمر بعد ذلك إلى أن أصـبح احتفالًا رسميًا له طقوسـه ومراسـمه منذ عام 1956م،
وترصـد له وسـائل الإعلام البرامج والأغاني والأفلام وصفحات الجرائد والمجلات،
ويتم إعداد حفل لاختيار الأم المثالية،
وتوسّـع الأمر فصارت المدارس تحتفل به،
لكن من هي الأم التي سيكرمونها في المدرسة؟
لما لم يجدوا أمًا من النسب يحتفلون بها تكون معهم في مكان العمل جعلوا ناظرة
المدرسة هي موضع الاحتفال،
وعلى مستوى كل فصل يُشجع التلاميذ على أن يأتي كل واحد وواحدة بهدية لمدرسة الفصل باعتبارها أمه الثانية.
وهكذا تتولد البدع ويتفرع بعضها من بعض،
حتى يصبح أمر الاحتفال بالأيّام وبالأشخاص ممجوجًا ثقيلًا لكثرته؛
لعدم وجود حدود تحكمه،
فما يكادوا يودّعون عيدًا أو مولدًا أو يوم ذكرى حتى يأتيهم بعد أيّام يوم احتفال مبتدع آخر،
وهذه الفوضى نتيجة حتمية لكل من تخطى حدود الشرع الحكيم
أعياد وهي ليست معان يضفيها القلب على الحياة وليست تضيفها الأيام على القلب
بل إنه تكامل بين كليهما وبين الكون بأسره ,
وما من يوم يقدره الإنسان ليبتدع عيدا ويوافق ما بين قلبه وأيامه ليشبع ثغره السعادة
التي لطالما نقصت من ضعف الإيمان .
إن كل بدعة ضلالة وما ابتدع الإنسان شيئا أعظم مما أبدعه الخالق عز وجل
وما كان لنفس أن تحيا بمنهاج أو تموت على يقين إلا كتابا يلقاه منشورا .
ولِكم اعتدنا ونحن صغارا أن نكتب عن عيد الأم مديحا وإعجابا ,
لكنني اليوم أراه من منظور آخر , منظور غير معتاد !
وأبدأ كتابتي عن :
- المخالفات الشرعية في الإحتفال بعيد الأم .
- ثم عيد الأم ومعاناة أم ، وطفل ، وحل للمشكلة .
- كلمات عن الأم ، وخاتمة !
![]()



رد مع اقتباس













المفضلات