بسم الله الرحمن الرحيم ،،
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،،
ما بين "السعودة" و "الدين لله والوطن للجميع" !
قبل أن أبدأ،أنوه أني أوجه حديثي هذا،لكل من صدق بنظام السعودة،لكل من اعتقد أهميته،وآمن به،لكل من عمل به وطبقه ويدعو إليه،وما أخال مؤرمنا حق الإيمان إلا بمفضل المون على أن إليه يدعو!
"السعـــــــودة" .. مصطلحٌ سمعته ألف مرة،وفي كل واحدة منها تصدر عن إنسانة أحب وعلى درجة عالية من الثقافة والمعرفة التامة والدراية بالإسلام وتعاليمه،لكن ما يكون منها إلا أن تطعنني وتثقب جراحي غير الملئمة بكلمتها تلك!
"السعودة،مافائدة كل المباني والمنشئات التي نبني وعليها ننفق أموالنا،مالم يكن العاملين بها من أبنائنا ومالم نر العاملين بها سعوديين؟"
"بحمد الله الأطباء الآن معظمهم كوادر سعودية وطنية،ولن نتوقف حتى يصبح جميع العاملين سعوديين"
"لحل مشكلة البطالة في السعودية،لابد لنا من نظام أسلفناه سابقاً،ماهو؟..بلى، السعودة"
الثلاث جمل قيلت من أكثر المعلمات تفانياً وإخلاصاً في شرحهن واللواتي تحدثن مئات المرات عن فضل الإسلام وأن لا رفعة دونه !
سبحان الله!..كيف أراكم تناقضون أنفسكم مرات ومرات،في منهج التاريخ للصف الثاني الثانوي الأدبي لستُ أنسى ما كتبتم في مقدمته "الإسلام هو أكمل الأديان والوحيد جالب السعادة للإنسان،لأنه متكامل روحيا وماديا،فلا يفرق بين إنسان وآخر قط،لالون ولاغيره سوى بالتقوى" و " كان نظام التعليم في الإسلام يقوم على المساواة بين جميع المتعلمين،الفقراء إلى جانب الأغنياء،لا اختلاف بين اثنين قط،وقد نتج عن هذا النظام خروج علماء أجلاء من طبقة معدمة من الناس،مثل الشافعي والضحاك والبخاري وغيرهم..!"
وفي ذات العام في الجغرافيا تتحدثون عن"السعودة" وأهميتها!
أتساءل إن كان هؤلاء يخبؤون عن أولئك ما يكتبون!
ربــــاااه أتعلمون ماذا تعني "السعودة"..ماذا يعني أن تغلقوا أبواب الرزق ،أن تبتروا عيش، آلاف بل ملايين من المصريين والسوريين والباكستانيين وغيرهم..لكن اسمعوني لحظة هؤلاء قبل أن يكونوا بخاريون أو أفغانسيون فهم أولاً مسلمون وقبل كل شيء هم مسلمون،ولهم عليكم مثلما على المسلمين من حقوق للمسلمين،ما أداراكم أنى الخيرة،لكم أم لهم؟..مايكون حالكم أن تروهم يتقدمونكم على الصراط يوم يبعث الخلق وتتهاوى الأقنعة وتسقط الفروقات ولا تبقى سوى الصدور وما حملت والجوارح وما عملت..ما حالكم لو أبصرتموهم كالريح تجري على الصراط إلى جنة الخلد وأنتم جثاة تثقلكم أعمالكم ومن تحتكم جهنم تغلي؟!!
أولئك يا بني ديني_لمرة واحدة فقط اعلموا _ ليسوا بأجانب والله بل هم مسلمون!
لم لا تقولون نريد دولة إسلامية؟..ليس ليد الأجانب الكفار أيد حظ منها،بأيد إسلامية،بروح إسلامية،بعمالين مسلمين؟!..متى تحولوا لفظ "الأجنبي"لأولئك الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر؟!!
ياقوم اتقوا الله..تعميم ملكي ينشر بين الأطباء"منع إعطاء دوائي الضغط والسكر للمرضى الأجانب مجاناً قط"!..وكأنكم تحكمون بالموت جهاراً على أبناء يؤمنون بذات الدين الذي به تؤمنون،ويتحدثون بذات اللسان الذي به تنطقون!
إن سألت إحداكم،ما رأيكم فيما يقول المصريين"الدين لله والوطن للجميع"لرأيته يهز رأسه أسفا،وتقطر شفتاه"أستغفر الله"ويصيح"لا وألف لا"..فإن كانوا قائلي تلك المقولة قد ساووا جهلاً بين النصارى والمسلمين وزعموا أن هؤلاء إخوانا لؤلئك عياذ بالله..وكنتم أنتم يا عالمي الدين،يامن تهتفون على الدوام وتملؤون صحف الدراسة ومناهجها أنكم أكثر دولة تلتزم بتطبيق شرع الله تعالى وسنة الحبيب صلوات الله وسلامه عليه، قد حكمتم بالإختلاف الشاسع والبعد البعيد بين اثنين من أبناء الدين ذاته واللفة ذاتها إنما فقط لأن الأرض التي أنجبتهم اختلفت،فقط لأن الخانة التي تحمل اسم"الجنسية"في شهادة الميلاد اختلفت!..سبحان الله ،والله إنكم لتبكونني على حالكم،إن كان أكثر أناس عارفين بشرع الله هكذا،فما حال البقية؟!!
حسبي الله ونعم الوكيل فيمن يقول عنا أنا لصوصاً وحرامية تتخطف أموال السعوديين!
كلا والله بل بأيدينا وعرق جبيننا وكدنا نحصد،وليتكم تنصفونا،تستنزفزن شبابنا، حتى إذا ما بتنا كهولا ترمون بنا غير معقبين!
لكم أعطتنا بخارى،لكم أفادتنا أفغانساتان،لكم علمتنا الشيشان،لكم على تلك الدول التي اقتحرتم من جل فضل على المسلمين!
متى تهفو أنفسكم اشتياقاً لدول إسلامية وبأيد إسلامية وفضل إسلامي،لا دخل للأجانب الكفار فيها،لاحظ لأموال المشركين والنصارى ودعمهم منها،فقط مسلمين،متى يتنقل إحدانا في بلاد المسلمين،يذهب من مصر إلى السعودية ومن السعودية إلى مصر فلا يكاد يجد اختلافاً،يُقابل بالبشاشة،ويُبدأ بالسلام،ويلقى الطيبة ذاتها والمعاملة الحسنة ذاتها في كلتا الدولتين،يتحدث فيجيبه محدثه بذات اللغة،لا لهجات تمزقنا،كلنا باللغة العرية الفصيحة،كلنا بتعاليم الإسلام نعامل بعضنا بعضاً،متى يتحول القرآن إلا خلقنا وحديثنا وتعاملنا وحياتنا كلها،متى يذهب أحمد إلى بلاد الكفار فيلقى إحداهم:
-مِن أين أنت؟!
-من بلاد المسلمين.
-لا،أعني من أي دولة،مصر ،الجزائر ،السعودية؟!
-لا،لا،ليس لدينا هكذا،نحن جميعا ننتمي لدولة واحدة،هي دولة الإسلام،وما تلك إلا مسميات أسميناها للمناطق حتىُ تُعرف بها!
متى.نعيش في رحب أرض إسلامية،نترحل بين رحيق المساجد الثالثة،نصلي في الأقصى ونتطيب بثرى فلسطين،ونحصد ثواب الأخريين؟!!
متى يا بني الإســــــــــــــــــــلام؟!

رد مع اقتباس




المفضلات