(2)
سيَّما
من الشائع على الكتاب والشعراء والعلماء والواعظين إسقاط ( لا ) من ( لا سيمّا )
وهو من الّلحن الذي أنكره أبو بكر الزُّبَيدِي ( ت 379 هـ ) قبل ألف سنة وخمسين عامًا في كتابه ( لحن العامّة ) ولم ترد في شعر المتقدمين ممن يستشهد بكلامهم .
بل لم ترد ( لا سيّما ) برمَّتها إلا قليلا , ومن ذلك قول امرئ القيس في معلقته :
ألا رُبَّ يومٍ لك منهنَّ صالحٍ .. ولاسيّما يومٌ بدارةِ جُلجُلِ
قال في ( تاج العروس ) : قال السَّخاوي عن ثعلب : ( من قاله بغير اللفظ الذي جاء به امرؤ القيس فقد أخطأ ) ذلك بأن معنى (لا سيّما) لا مثل ,
فإذا قلت : تعجبني كتب النحو لا سيما كتاب سيبويه , كان معناه اختصاص كتاب سيبويه بإعجاب زائد على سائر كتب النحو ,
فإذا طرحت (لا) وقلت : سيما كتاب سيبويه صار المعنى : مثل كتاب سيبويه ,
وهذا غير مراد , فإن أراده من تكلم به قلنا له : إنّ العرب لم تتكلم بها إلا مع (لا)
وقد نصّ أبو جعفر النحاس شارح المعلقات عند شرحه لبيت امرئ القيس على أن ّ (سيما) لا تستعمل إلا مع (لا)
, ومن الشعراء الذين ولِعوا بحذف (لا) ابن الروميّ ,
ولعل الشريف الرضيَّ استأنس بذلك حينما صرّح بجواز الحذف ,
ولغرابة هذه الّلفظة توسّع المتأخرون في التصرف فيها بحذف الواو , وتخفيف الياء , وفتح السين , وحذف ( ما )
ورأى النحاة التوسّع في إعراب ما بعدها فأجازوا فيه الرفع والنصب والجرّ .
المفضلات