أُختي الفاضلة يوريوكو :

إياكِ ومثل هذا القول ثانيةً، فاللـهُ عندَ حُسن ظن عبدهِ به،أنبي نفسكِ وراجعيها أجل،

لكن إياكِ أن تقنطي من رحمة اللـه أو أن تقولي بأنَ اللـه قد طمسَ على قلبك،

لأنَ من طمسَ اللـهُ على قلبهِ فقد ضلَ وزلَ وغوى ولا هاديَ له، وأنتِ لستِ منهُم،

لأنهُ لو كُنتِ منهُم لما جأتِ تطلُبينَ المُساعدة والمشورة، ولبقيتي على حالكِ،

ثانياً : بالنسبة للإنكار فلامانعَ أبداً من الإنكار لكن إن كانَ من تُنكرينَ عليه لا يعترف بهذا الشيء أصلاً

فماذا تفعلين ؟!، في بادئ أمري كُنت أُجالس من يُدخنون ولا أتكلم وكانوا يخجلون ويتوقفون عن التدخين،

ولم أُنكر بلساني لكنَ إنكارَ القلب موجود كيفَ لا وأنا أرى أحد إخواني وأحد أفراد أُمة الحبيب عليهِ السلام يحرقُ

مالهُ ونفسهُ ويعصي ربه ؟!، وكانَ البعض منهُم لا يُصلي أبداً، وكانَ البعض يتكلم مع الفتيات ويُطلق نظرهُ يميناً وشمالاً،

بعدما خالطتهُم وأحبوني وعرفوا أنَ الدين الإسلامي دينٌ وسط لا تشدُدَ فيه ولا تفريط، بدأةُ مُناصحتهُم، والكرم معهُم

والإنكار عليه، فكانت الإستجابة فورية، لكن حتى تكسبي قلبَ من هُم معكِ يجب عليكِ أن تُعامليهم بلُطف، بكلمة

طيبة وحسنة، بمُساعدة دون مُقابل، بكأس عصير أو كوب من الشاهي، وأيضاً أهم شيء وركزي عليه

" أن تدعي لمن تقومي بدعوته أو توجيهه أو نُصحه " لأنَ الدعوة إلى اللـه لها جُزأن جُزءٌ في النهار وهوَ السعي بينَ الناس

وجُزءٌ في الليل وهوَ الدُعاء لمن نسعى بينهُم في النهار، فهكذا سوفَ ترينَ محبتكِ تُزرع رُغماً عن أنفِ من تدعينه في

قلبه، وسوفَ يكون لكلامكِ أطيب الأثر على قلبه، وسوفَ ترين الإستجابة السريعه بإذن اللـه، لكن لا تستعجلي

عليهم بل هذا العمل يحتاج جُهد وصبر كبيرين ودُعاء وتضحية أيضاً فلا تملي، وتذكري أنَ بيئة المدرسة تختلف كُليا عن بيئة الجامعات،

خصوصاً وأنها جمعت جميع الأجناس والأفكار والأشكال، وكثير من هذهِ اأشكال قد تأثرة بما ترى على شاشات هدم الحياة

المفسديون - التلفزيون لكن والدي يُسميه بهذا الإسم -، لذلك إصبري واسألي اللـه الثبات فقد مررنا بما مررتِ به،

ونعلم علمَ اليقن شعوكِ، لكن اجتهدي في بيئة الجامعه بنية رضاء اللـه ثُمَ الدعوة إلى تحصُلي على الخير الكبير

والصغير معاً، فمن إجتهد للفردوس الأعلى نالَ مافي طبقات الجنة الأُخرى، وفقكِ ربي لكُل خير،

ثبتكِ اللـه وأحسنِ الظنَ باللـه، وإياكِ ومثل هذا الكلام ثانيةً، وفقكِ ربي لكُلِ خير والحمدُ للـه رب العالمين ^_^.