(6)




هل (المظاهرة) جائزة ؟!



المظاهرة : إعلان رأي، أو عاطفة بصورة جماعية ..
هكذا عرَّفها مجمع اللُّغة العربية، كما نقل ذلك المعجم الوسيط .
وزعم طائفة من أهل اللُّغة المعاصرين أن استعمالها بهذا المعنى خطأ، لم يرد في معاجم العربية ..
وقالوا: إنّما وردت بمعنى المعاونة، والمؤازرة ،
كقوله عز وجل: (وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ).. ، وقوله: (وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَدًا)..
ولها معنى آخر في الشرع، وهو الظهار: (أن يقول لامرأته : أنت عليَّ كظهر أمي) .
وظاهَر بين الثوبين: طابق بينهما، ولبس أحدهما على الآخر .
وهذا من المانعين جمود ظاهر، وضعف في النظر؛ فإن جميع هذا المعاني موافقٌ لمعنى المظاهرة الشائع في عصرنا، دالٌّ عليه بالمطابقة، والتضمن، واللزوم، دون تكلّف،
فالمعاونة، والمؤازرة بالمطابقة، وكذلك المطابقة بين الثوبين، وكلّ مطابقة فيها تضمن وزيادة،
والمظاهرة بما يدّل عليه الظهار، ويلزم منه من القطيعة، والفراق، والتحريم، وما تدل عليه المظاهرة في المحتجّ عليه دلالةُ التزام.
وتزيد على ذلك معنى الظهور، والبروز، وإظهار المخالفة، أو الموافقة، والسير في الظهيرة؛
لأن العرب تقول: أظهر القوم .. أي: ساروا في الظهِيرة .
وهؤلاء حينما نقدوا هذه اللّفظة لم يتحفونا باسم بديل لمعنى المظاهرة اليوم، وما إخالهم واجدين سواه،
ويلزمهم أن لا يثبتوا التسمية بالسيّارة، ولا الطيّارة، ولا الهاتف ؛
لأن إطلاقاتها في كلام العرب، ليست كإطلاقاتنا اليوم ..

وأمّا المظاهرة في الإسلام فلم تكن معروفة، مع وجود أسبابها يومئذٍ.
والواقع يشهد أن ضررها أكبر من نفعها، وهي عاطفة عاصفة، تجمع ما هبّ، ودبّ، ودرج من الرجال والنساء والولدان، وفيهم المتردية، والنطيحة، ومَن كان ذا رجل صحيحة..

وهذا تذييل عارض، ليس من شأن (لحن القول) التفصيل فيه.