’
’
دولة إسلامية عريقة ، آثارها بارزةٌ إلى يومنا هذا ،
كانت خير منبعٍ للعلم والأدب والحضارة الإسلامية بشكلٍ أعم ،
تغنّى بها الشعراء والكتاب ، وضربت بها الأمثال ،
أفلتت من أيدي المسلمين بعد تفككِ شعبها وضعفهم وإنغماسِهم بالملذات والشهوات ..
الأندلس ، أو ما عُرف بـ [شبه الجزيرة الأيبيرية]
ابتدأت عهدها كـ إمارة في ظل حكم الدولة الأموية - في الشام - بنجاح كبير من قبل الوليد بن عبد الملك ،
ثم تولاها عبد الرحمن الداخل فيما بعد كـ عصر جديد للدولة الأموية الثانية ..
قيل انها قد تكون محرفة من [وندلس] حيث اعتاد العرب على إبدال الواو ألفاً .
والأندلس في عهد العرب القدامى هم [فاندال] ؛ وهم شعب جرماني نزحوا من جرمانيا إلى أيبيريا ، وانتقل جزء كبير منهم أيضاً إلى شمال أفريقيا بعد غزو القوط الغربيون لـ أيبيريا .
وذكر ابن عذاري المراكشي في كتابه : [البيان المُغْرِب في اختصار أخبار ملوك الأندلس والمغرب] :
«وقيل أن أول من نزل الأندلس بعد الطوفان قوم يُعرفون بالأندلش (بشين معجمة) ، فسميت بهم الأندلس (بسين غير معجمة)»
ويرى البعض أنها مشتقة من قبائل الوندال التي أقامت بهذه المنطقة مدة من الزمن ،
ويرى البعض الآخر أنها ترجع إلى أندلس بن طوبال بن يافث بن نوح .
تقع الأندلس في الطرف الغربي لـ أوروبا وتشمل الآن أسبانيا والبرتغال ، ويفصلها عن قارة أفريقيا مضيق جبل طارق .
- موقعها على الخارطة :
من أقدم سكانها شعبيّ اليبين والكلتز ، كما أستوطن اليونانيون والفينيقيون بعض المدن والثغور الأيبيرية .
غزاها الرومان وقاموا بتحويلها إلى ولاية رومانية الثقافة وكاثوليكية الدين بعد أن كانت تنتشر العقيدة الآريوسية بين أهل البلاد ،
ونجح الرومان في تغيير اللغه إلى اللاتينية .
ولانتشار العقيدة الآريوسية بين أهل البلاد الأصليين الأثر في اعتناقهم الإسلام بعد الفتح الإسلامي لقربها من العقيدة والفكر الإسلامي .
فتحها طارق بن زياد في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك عام 92 هـ بعد ان اختاره موسى بن نصير والي المغرب لذلك ؛
وجعلوا الأندلس جزءاً من الدولة الإسلامية .
ويعتبر عبد الرحمن الداخل (صقر قريش) المؤسس للدولة الأندلسية والتي كانت مستقلة عن الدولة العباسية ،
واعتبرت الأندلس امتداداً لدولة بني أمية التي قضى عليها العباسيون في الشرق عام 132هـ .
وفي سنة 756 بنى عبد الرحمن الناصر (الثالث) مدينة قرطبة والتي أصبحت عاصمة الأندلس واعتبرت المدينة المنافسة لبغداد عاصمة العباسيين .
لطارق بن زياد فضل كبير في إخضاع القبائل البربرية في شمال أفريقيا وفي فتح الأندلس وهزم القوط في "معركة نهر لكه" و"معركة وادي موسى" .
وبالرغم من قلة جنده وشحّ المساعدات ، وبالرغم من المصاعب التي واجهها في بلاد يدخلها لأوّل مرة ،
إلا انه استطاع فتح الأندلس وتحقيق الانتصار .
إلا أن كل هذا لم يشفع له عند موسى بن نصير الذي ربما يكون قد توجه للأندلس عام 712 لا ليقدّم المساعدات لطارق بن زياد بعد رسالته إليه ،
وإنما لينسب فتح الأندلس لنفسه .
لقد كان موسى بن نصير حاقداً على طارق لأنه تقدّم أكثر مما أراد !!
وبدلاً من تهنئته قام بإهانته وتوبيخه ثم عزله وسجنه ولم يطلق سراحه إلا بعد تدخّل الخليفة الوليد !!
توجه طارق بن زياد بصحبة موسى بن نصير إلى دمشق ومعه 400 من أفراد الأسرة المالكة وجموع من الأسرى والعبيد والعديد من النفائس .
ولما وصلا طبريا في فلسطين ، طلب منهما سليمان ولي العهد التأخّر حتى يموت الخليفة الوليد الذي كان يصارع الموت ،
لكنهما تابعا تقدّمهما ودخلا مع الغنائم إلى دمشق .
وبسبب هذا غضب عليهما سليمان ، لأنه كان يريد أن ينسب الفتح والغنائم لنفسه ..
وعندما تولّى سليمان الخلافة ، عزل موسى وأولاده ، وقتل ابنه عبد العزيز بن موسى الذي شارك في فتح الأندلس .
أما طارق بن زياد جالب النصر والغنائم فأهمِلَ وبقي بدون شأن ومات فقيراً سنة 720 م .
عانى طارق بن زياد من الظلم والحبس عند موسى بن نصير ، فحسب أن العدل عند الخليفة الوليد .. لهذا توجه إلى الشام ؛
ولكن بعد وصوله مع موسى بن نصير إلى دمشق مات الخليفة بعد أربعين يوماً
وتسلّم السلطة وليّ العهد الذي كان يتوعدهما والذي انتقم من كليهما .
مات طارق بن زياد معدماً ؛ وقيل انه شوهد في آخر أيامه يتسوّل أمام المسجد !!
وكان يستحقّ أن يكون والياً على البلاد التي فتحها مثله مثل عمرو بن العاص الذي فتح مصر وتولى ولايتها !
# مِما قرأتُه في أحدِ مواقع التاريخ ، لمستُ فيها تضادّاً غريباً ، نقلته للإستزادة فقط ، ولستُ أعلمُ صحتهُ من عدمِه ..
كان للأندلس تأثيراً كبيراً على أوروبا والممالك المجاورة لها ، وعند قيام الدولة الأموية في الاندلس كان يقصد قرطبة العديد من أبناء أوروبا لطلب العلم .
وقد دام الحكم الإسلامي بالأندلس قرابة 800 سنة .
وفي العصر الحاضر لا تزال منطقة جنوب إسبانيا تعرف باسم الأندلس وتعتبر إحدى المقطاعات التي تشكل إسبانيا الحديثة وتحتفظ بالعديد من المباني التي
يعود تاريخها إلى عهد الدولة الإسلامية في الأندلس ، وتحمل اللغة الإسبانية كثيراً من الكلمات التي يعود أصلها إلى اللغة العربية .
وقد قارن الطبيب الأمريكي المؤرخ فيكتور روبنسون بين الحالة الصحية وغيرها في الأندلس وفي أوروبا خلال فترة الفتح الإسلامي للأندلس فقال :
"كانت أوروبا في ظلام حالك ، في حين كانت قرطبة تضيئها المصابيح ، وكانت أوروبا غارقة في الوحل ، في حين كانت قرطبة مرصوفة الشوارع" .
وقد تعاقب على حكمها هذه الفترة ستة عصور تاريخية :ومن أشهر المدن : طليطلة ، وغرناطة ، وقرطبة التي اهتم الأمويون ببناءها ، وقد بلغ عدد مساجدها 1600 مسجداً ،
- - عصر الولاة من سنة (95هـ) إلى سنة (138هـ)
- .................- الـدولة الأموية بالأندلس من سنة (138هـ) إلى سنة (422هـ)
- .............- عصر ملوك الطوائف من سنة (422هـ) إلى سنة (484هـ)
- ............- المرابطون بالأندلس من سنة (484هـ) إلى سنة (540هـ)
- ...........- الموحدون بالأندلس من سنة (541هـ) إلى سنة (633هـ)
- ......................- دولة بنى الأحمر فى غرناطة من سنة (636هـ) إلى سنة (897هـ)
وأشهرهم جامع قرطبة ؛ وقال الإدريسى أنه لا نظير له في المدن الإسلامية .
وبلغ عدد حماماتها 600 وفيها مائتا ألف دار وثمانون ألف قصر منها قصر دمشق شيده الأمويون حاكوا به قصورهم في بلاد الشام
وقد بلغ عدد أرباض قرطبة (ضواحيها) تسعة أرباض كل ربض كالمدينة الكبيرة ،
ودور قرطبة ثلاثون ألف ذراع ، وفي ضواحيها ثلاثة الآف قرية في كل واحدة منبر وفقيه .
وقد قدر بعض المؤرخين عدد سكان قرطبة في أيام أزدهارها بمليوني نسمة ،
وكان بالربض الشرقي من قرطبة مائة وسبعون امرأة يكتبن المصاحف بالخط الكوفي .
وقد كانت شوارعها مبلطة وترفع قماماتها وتنار شوارعها ليلاً بالمصابيح ويستضئ الناس بسروجها ثلاثة فراسخ لا ينقطع عنهم الضوء .
وفي ذلك يقول الشاعر :
بأربع فاقت الأمصار قرطبة .. منهن قنطرة الوادي وجامعها
هاتان ثنتـان والزهراء ثالثـة .. والعلم أعظم شيء وهو رابعها
وقال آخر:
وليس في غيرها بالعيش منتفع .. ولا تقوم بحق الأنس صهباء
وكيـف لا يذهـب الأبصـار رونقهـــــــا .. وكل روض بها في الوشى صنعاء
أنهارها فضـة ، والمسـك تربتهـا .. والخز روضتها والدر حصباء
وللـهواء بهـا لطـف يرق بـــــــه .. من لا يرق وتبدو منه أهواء
يرى المؤرخون الأسبان أنه في 718 بدأ ضعف الأندلس وذلك في معركة كوفادونجا أو مغارة دونجا
وفيها انهزم ابن علقمي اللخمي شر هزيمة من قوات "بلايه" ، وانتهت بتأسيس أولى الإمارات الفرنجية في شمال الأندلس .
كانت بقيادة عبد الرحمن الغافقي ، انتصر المسلمون في بدايتها ، وهزموا من قبل تشارلز
مؤسس الامبراطوريه الكارولينجيه بعد استشهاد عبد الرحمن الغافقي
حيث عمت الفوضى والإضطراب بين المسلمين .
وبهزيمتهم توقف الزحف الإسلامي نحو فرنسا ،
ويقال أن هزيمة المسلمين حفظت الديانة المسيحية في أوروبا .
بعد أن استمرت الأندلس دولة إسلامية متماسكة موحدة بدأت تقام ممالك فرنجية في شمال إسبانيا المحررة مثل
ممالك "قشتالة" و "أراجون" و "مملكة ليون" و "الباسك" قامت دولة بني ذو النون في "توليدو" (طليطلة)
وبدأ صراع مع ملك"سرقسطه" ابن هود ولجأ الطرفا يطلبان مساعدة ملوك إسبانيا المسيحيين ؛ وكان هؤلاء
يساعدون المسلمين على بعض مقابل الحصول علي مال أو قلاع أو اراضي أو مدن ،
واستمر نزاعهما من 1043م إلى 1046م ، وبعد فترة صراعات بين البيت القشتالي انتهى بوحدة مملكتي قشتاله وليون
تحت صولجان "الملك الفونسو السادس" ؛ وبعد أن استتب له الامر فرض الحصار على "توليدو" في 1084م
ولم يقم أحد بمساعدة اخوانهم المسلمين الا المتوكل ابن الافطس الذي ارسل جيش كبير لنجدة توليدو
لكنه تعرض لهزيمة ساحقة من الجيش المسيحي .
واستمر الحصار 9 أشهر إلى أن استبد الجوع بالناس ولم تفلح محاولات المسلمين للوصول إلى تسوية فـ لم يرضَ الفونسو سوى
بتسلم المدينة كاملة وبالفعل تم ذلك في 25 مايو 1085م
وتوجه إلى المسجد الكبير الذي حوله الي كاتدرائية وصلى فية قداس الشكر
وصارت العاصمة لمملكة قشتالة الفرنجية
وتم استردادها وتم منح المسلمين كافة الحرية لمغادرة المدينة أو البقاء فيها وحرية التصرف في أملاكهم .
استغل المسيحيون ظروف المسلمين لاسترجاع قرطبة واشبيلية نهاية بسقوط دولة بني الأحمر في غرناطة ،
واتحدت مملكة ليون وقشتالة مع مملكة أراجون ،
واستطاع الملك فيرنانديو والملكة إيزابيلا استرجاع الممالك العربية في الاندلس الواحدة تلو الأخرى
إلى أن سقطت في أيديهم غرناطة آخر قواعد المسلمين سنة 1492م .
هي مؤسسة أُسست سنة 1478م بهدف إبادة من لا يعتنق الكاثوليكية من الشعب الإسباني ،
ومن ثم شملت من أجبر على التنصر من المسلمين سنة 1502م .
ويكفي أن ننقل ما سطره غوستاف لوبون في كتابه "حضارة العرب" حيث يقول عن محاكم التفتيش :
«يستحيل علينا أن نقرأ دون أن ترتعد فرائضنا من قصص التعذيب والاضطهاد التي قام بها المسيحيون المنتصرين على المسلمين المنهزمين، فلقد عمدوهم عنوة،
وسلموهم لدواوين التفتيش التي أحرقت منهم ما استطاعت من الجموع. واقترح القس "بليدا" قطع رؤوس كل العرب
دون أي استثناء ممن لم يعتنقوا المسيحية بعد، بما في ذلك النساء والأطفال، وهكذا تم قتل أو طرد ثلاثة ملايين عربي» .
وكان الراهب بيلدا قد قتل في قافلة واحدة للمهاجرين قرابة مئة ألف في كمائن نصبها مع أتباعه .
وكان بيلدا قد طالب بقتل جميع العرب في أسبانيا بما فيهم المتنصرين، وحجته أن من المستحيل التفريق بين الصادقين والكاذبين
فرأى أن يقتلوا جميعاً بحد السيف، ثم يحكم الرب بينهم في الحياة الأخرى، فيدخل النار من لم يكن صادقاً منهم .
ويقول د. لوبون : «الراهب بليدا أبدى ارتياحه لقتل مئة ألف مهاجر من قافلة واحدة مؤلفة من 140 ألف مهاجر مسلم، حينما كانت متجهة إلى إفريقية» .
# رُسمَت العديد من اللوحاتِ واصفةً التعذيب الذي تعرّض له المسلمون في محاكم التفتيش تلك ،
قصر الجعفرية - سرقسطة
قصر الحمراء
صورة آخر ملوك الأندلس ، أبو عبد الله محمد الصغير
لوحة زيتية لپاديا توضح استسلام أبو عبد الله لفرديناند الثاني وإيزابيلا
صندوق للحلي
إشبيلية
قرطبة
غرناطة
مالقة
المرية
قادس
ولبة
جيّان
+
قصر الحمراء
لوحة إستسلام قرطبة داخل المسجد
يا أرض أندلس - محمد السلمان :
http://www.4shared.com/mp3/uOxfhLGk/___online.html
أندلساً - علي العنزي :
http://www.4shared.com/mp3/VAQMz_9K/_-__.html?
لكل شيء إذا ما تم نقصان - القصيدة لأبي البقاء الرندي ، ولا أعلم لمن الأداء :
http://www.4shared.com/mp3/vGFtgnja/_____-___.html?
ما نسينا خبرّوها - أبو علي :
http://www.4shared.com/mp3/VAQMz_9K/_-__.html?
- الحضارة الإسلامية في الأندلس : P1 + P2
- هل سألت نفسك لماذا ضاعت الأندلس ؟! > هنا
#أذيع فيلم وثائقي لسقوط الأندلس - 4 أجزاء - على قناة الجزيرة وددتُ إرفاقه هُنا ، لكنه للأسف يحوي ألحاناً موسيقية .. !
هدية بسيطة لمصممة الفواصل ؛$
فااااضي بالحيييييل أدري بس أحسن من لا شيء :\
.
أتمنى أن الموضوع حاز على رضاكم رغم بساطته ،
حاولت الإختصار قدر الإمكان بشرط الوضوح ، عدا قصة فتح الأندلس ، نقلتها من موقع للقصص الإسلامية ولم أزِد أو أنقِص منها حرفاً ؛
فهي لمن أراد الإستزادة فقط ..
وبالنسبة لمحبي الكرتون الإسلامي < p;
http://www.youtube.com/watch?v=TWNGn4okAYs
شاهدته سابقاً للإستزادة من أجل مسابقة عمر وليس حباً في الإنتاج =="
الرسم نوعاً ما سيء ، لكن القصة جميلة ومختصرة ..
وهو ما دفعني للكتابة عن الأندلس ، إضافة لمسابقة عمر أيضاً كانت الدافع الأول
إن رأيتُ أني وفقتُ في طرحي فسأطرح قصة فتح إسلامي آخر بعون الله ~
ألقاكم على خير ، أستودعكم الله ,.
,
,
المفضلات