المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Hercule Poirot
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
هناك محوران لمناقشة موضوع التخصص، الأول مجموعة محاذير والآخر نظرة بعيدة للواقع المستقبلي الذي يلي التخصص.
فلنبدأ بالأول:
- لا تختاري تخصصًا لأنكِ سمعتِ أنه مرغوب ومطلوب بشدة في سوق العمل.
- لا تختاري تخصصًا لأن العائلة ترغب أن يكون أحد أبنائها طبيبًا أو مهندسًا أو غير ذلك.
- لا تختاري تخصصًا لأنه كان حلم والدك أن يختاره ولم يتمكن من تحقيقه ويريدك أن يتحقق على يديك (رغبات الوالدين على الرأس والعين، ولكن يمكن الخروج من مثل هذا بالحوار والإقناع عادة).
- لا تختاري تخصصًا لأنك تستطيعين دخوله بسهولة بلا بذل جهد إضافي للحصول على درجات عالية.
- لا تختاري تخصصًا فقط لأنه يحتاج درجات عالية لدخوله، فكون المجتمع والجماعات تعده اختصاصًا مميزًا لا يعني بالضرورة أنه يناسبك.
- لا تختاري تخصصًا لأن صديقتك أو قريبتك اختارته، وتريدين البقاء إلى جانبها.
- لا تختاري تخصصًا لأنه كان حلمك وأنت طفلة، فأفكار الطفولة شيء وواقع الاختصاص شيء آخر.
- لا تمتنعي من اختيار اختصاص لأن اسمه يبدو متواضعًا وهزيلاً بين أسماء الاختصاصات الأخرى، أو لأنك ترين الكثيرين يثبطونك عن اختياره وهم لم يجربوه.
- لا تختاري تخصصًا قبل أن تسألي فئة متنوعة من الناس عنه. هذه الفئة يُحبّذ أن تشمل: أشخاصًا درسوه وتخرجوا منه، وآخرين دخلوا فيه حديثًا، وآخرين قطعوا فيه شوطًا أو صاروا في سنواتهم الأخيرة، وآخرين جربوه ففشلوا فيه أو رسبوا.
فإذا اجتنبتِ هذه المحاذير لم يبقَ أمامك من الخيارات سوى ما تميل إليه نفسك ويوافق طبعك وقدراتك فيسهل عليك الاختيار إن شاء الله. ولا ننسى أن حُسن اختيار الجامعة يلعب دورًا (سواءً في إمكانياتها أو طاقمها التعليمي أو الفرص التي تتيحها لخوض سوق العمل)، فالاختصاص نفسه قد يكون في جامعة نعيمًا وفي أخرى جحيمًا.
النقطة الأخرى هي سؤال مهم يجب أن يطرحه كل شاب أو فتاة يريد إكمال تعليمه الجامعي، ألا وهو: لماذا أتخصص؟ هناك البعض تنتظرهم وظيفة مكرسة لهم أيًا كان نوع الشهادة التي سيحصلون عليها، وهناك نوع آخر طبعهم مهني أو حرفي وليس أكاديميًا، فمثل هؤلاء يخطئون بحق أنفسهم إن استمروا في اللهث وراء شهادة، طمعًا في مناصب أو ترقيات يحصلون عليها بغير جدارة، أو خوفًا من أن ينظر إليهم المجتمع نظرة احتقار لأنهم لا يحملون شهادة جامعية! وأمر آخر خاص بالفتيات، إذ ينبغي على كلّ منهنّ أن تسأل نفسها: ما هدف رغبتي بمواصلة التعلم؟ أهو من أجل الاغتراف أكثر من منبع علم ما؟ (وهذا أمر محمود غالبًا) أم هو مجرد تبديد للوقت ريثما يصل فارس الأحلام المنتظر؟ أم هي رغبة لإثبات الذات بأنها تستطيع فعل ذلك؟ أم هو تقليد أعمى واتباع لما فعلته صديقاتها أو قريباتها؟ (وكل هذه أمور مذمومة) أم هو من أجل الحصول على وظيفة مستقبلية لزيادة المصروف الشخصي أو مساعدة الزوج في الأعباء المادية؟ (وفي هذه الحالة عليها أن تدرك أن الثمن في غالب الحالات هو من الوقت الذي يُفترض بها أن تقضيه مع زوجها أو تعتني به بأولادها وتربيهم، فينبغي أن تزن الأمور جيدًا وتنظر إن كان الأمر يستحق هذه التضحية) أم أنها ستتخرج ثم تتزوج وتصبح ربة منزل ويصبح كل ما اكتسبته من تخصصها هباءً منثورًا؟
وفي الختام، لا بد بعد اعتبار كل هذه الأمور من طلب المعونة والاستخارة من الله عزّ وجلّ.
هذا ما لديّ، ومعذرة لأني أطلتُ الكلام.
لا أجد بعد هذا سبب لثرثرتي
رائع كلام الأخ
أردت فقط التنوية على مسألة الرغبات قبل الإلتحاق بالجامعة
بصراحة أنقم كثيراً على المدارس الثانوية عندنا فلم تولي اهتمامات الطلاب بعد التخرج أي اهتمام
لا أذكر يوماً أن إحداهن سألتني ماذا ستفعلين بعد التخرج , أو هل خططتي لاختيار قسمك المفضل ؟
كل ما أعرفه أني دخلت القسم الأدبي هرباً من الفيزياء وحباً بالتاريخ
كنت أحب التاريخ كثيراً بسبب أن المعلمة كانت مخلصة وتجعل من الدرس نافذة عبر التاريخ ولا تحصر نفسها بالمعلومات التي يحويها الكتاب وتجهز الكثير من الوسائل التعليمية
كانت مثال رائع يستحق الإعجاب
ولكن أستاذة الإنجليزي كانت تشجعني وكذلك صديقاتي وكنت الوحيدة التي تحصل على أعلى العلامات في مادة الإنجليزي ولكني لم أكن أخطط أبداً لأكون طالبة جامعة بقسم الأدب الإنجليزي
وبعد طول تفكير انتهى بي الأمر هناك
ولكن الكثير من الجهد كان ينتظرني ولم أندم أبداً على ذلك
تذكري ..عند اختيارك للقسم كوني مستعدة لفعل المستحيل من أجل أن تبرعي فيه
لابد أن نبحث في أنفسنا ماذا نحب , وهل نحن مستعدون للتضحية من أجله
غير أنني لا أعول على الجامعات لدينا فحالها يثير غضببي حد الجنون !
المفضلات