سعيد بن زيد ...


سنتطرق الى قصه صحابي ممتعه جداً..
احببتها ...
لكن قبل ان نسردها لكم دعونا نعرف قصه بسيطه عن والده ...

وقف زيد بن عمرو بن نفيل بعيدا عن زحمته الناس يشهد قريشا وهي تحتفل بعيد من اعيادها
فرأى الرجال يعتجرون العمائم السندسيه الغاليه ويختالون بالبرود اليمانيه الثمنيه وابصر النساء والوالدان وقد لبسوا زاهي الثياب وبديع الحلل ونظر الى الانعام يقودها الموسرون بعد أن حلوها بأنواع الزينه ليذبحوها بين ايدي الاوثان .

فوقف مسنداً ظهره الى جدار الكعبه وقال \
يامعشر قريش الشاه خلقها الله وهو الذي أنزل لها المطر من السماء فرويت وانبت لها العشب من الارض فشبعت ثم تذبحونها على غير اسمه اني اراكم قوماً تجهلون فقام اليه عمه الخطاب والدُ عمر بن الخطاب فلطمه وقال \ تباً لك مازلنا نسمع منك هذا البذاء ونحتمله حتي نفذ صبرنا ثم اغرى به سفهاء قومه فآذوه ولجوا في ايذائه حتي نزح عن مكه والتجأ الى جبل حراء فوكل به الخطاب طائفةً من شباب قريشٍ ليحولوا دونه ودون دخول مكه فكان لا يدخلها الا سراً
ثم ان زيد بن عمرو بن نفيل اجتمع في غفله من قريش الى كل من \

1\ ورقة بن نوفل
2 \ وعبد الله بن جحش
3 \ وعثمان بن الحارث
4 \ واميمه بنت عبد المطلب عمة محمد بن عبد الله
وجعلوا يتذاكرون ما غرقت فيه العرب من الضلال فقال زيد لأصحابه \

انكم والله لتعلمون ان قومكم ليسوا على شيءٍ وانهم اخطأوا دين إبراهيم وخالفوه فابتغُوا لأنفسكم ديناً تدينون به ان كنتم ترومون النجاه فهب الرجال الاربعه الى لاحبار من اليهود والنصارى وغيرهم من اصحاب الملل يلتمسون عندهم الحنيفيه دين ابراهيم .

اما ورقه بن نوفل فتنصر .
واما عبد الله بن جحش و عثمان بن الحارث فلم يصلا الى شيءٍ
واما زيد بن عمرو بن نُفيل قال وقفت على اليهوديه والنصرانيه فأعرضتُ عنها اذ لم اجد فيهما ما اطمئن اليه وجعلت اضرب في الافاق باحثاً عن مله ابراهيم حتى صرت الى بلاد الشام فذكر لي راهب عنده علم من الكتاب فأتيته فقصصت عليه امري فقال
أراك تريد دين ابراهيم يا أخا مكة ؟
فقال \ نعم \ ذلك ما أُبغي \ فقال انك تطلبُ دينا لا يوجد اليوم ولكن الحق ببلدك فان الله يبعث من قومك من يجدد دين ابراهيم فإذا ادركته فلتزمه
فقفل زيد راجعا الى مكه حيث الخطى التماساً للنبي الموعود
ولما كان في بعض طريقه بعث الله نبيه محمداً بدين الهدي والحق لكن زيداً لم يدركه اذ خرجت عليه جماعة من الأعراب فقتلته قبل ان يبلغ مكه وتكتحل عيناهُ برؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيما كان يلفظ أنفاسه الاخيرة رفع بصرهُ الى السماء وقال ..
اللهم إن كنت حرمتني من هذا الخير فلا تحرم منه ابني \\ سعيداً \\ وشاء الله سبحانه وتعالى أن يستجيب دعوة زيد .


هذه قصه والده ويالها من قصه ...
وفي فقرتنا هذه سنتطرك الى قصه ابنه سعيد بن زيد ...

فما ان قام الرسول عليه الصلاة والسلام يدعو الناس إلى الإسلام حتي كان سعيدُ بنُ زيٍد في طليعة من آمنوا بالله سبحانه وتعالى وصدقوا رساله نبيه
ولا عجب من ذلك فقد نشأ سعيد في بيت يستنكر ماكانت عليه قريش من الضلال ورُبي في حجر أب عاش حياته وهو يبحث عن الحق
ومات وهو يركض لاهثاً وراء الحق ولم يُسلم سعيد وحده وانما أسلمت معه زوجته فاطمه بنت الخطاب أخت عمر بن الخطاب وقد لقي الفتي القرشي
من أذي قومه ما كان خليقاً ان يفتنه عن دينه ولكن قريشا بدلاً من ان تصرفهُ عن الاسلام استطاع هو وزوجته ان ينتزعا منها رجلا من أثقل رجالها وزناً في إسلام عمر بن الخطاب .


وابرز ما تميز به سعيد بن زيد \
1\ اذا انه اسلم وسنه لم تتجاوز العشرين بعد .
2\ فشهد مع الرسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد كلها إلا بدراً .
3\ واسهم مع المسلمين في استلال عرش كسرى وتقويض ملك قيصر .
4\ومن اروع بطولاته تللك التي سجلها يوم اليرموك .
5\ شهد سعيد بن زيد بعد ذلك فتح دمشق
6\ جعله ابو عبيده بن الجراح واليا عليها فكان اول من ولي إمرة دمشق من المسلمين
7\ كان صادقاً
8\ أحد العشرة المبشرين بالجنه .








عمير بن سعد

صحابي حدثت له قصص مثيره في صغره وشبابه ...
في بدايه الامر سنتطرق لقصه في صغره ...

حياته \

تجرع الغلام عُمير بنُ سعيدٍ الأنصاري كأس اليتم والفاقه منذ نعومه أظافره فقد مضي أبوه إلى ربه دون أن يترُك له مالاً او معيلاً ..
لكن أمه مالبثت أن تزوجت من ثريٍ من أثرياء الأوس يدعي الجُلاس بن سُويدٍ فكفل ابنها عُميراً وضمه إليه ولقد لقي عُمير من بر الجُلاس وحُسن رعايته وجميل عطفه ما جعله ينسى أنه يتيم فأحب عمير الجُلاس حُب الابن لأبيه كما أولع الجُلاس بعُمير ولع الوالد بولده .

اهم ماتميز به في صغره مما يزداد الجُلاس له حباً إعجاباً..
1\ لما كان يرى فيه من أمارات الفطنه والنجابه التي تبدو في كُل عمل من أعماله
2\ وشمائل الأمانه والصدق التي تظهر في كل تصرف من تصرفاته .
3\ اسلامه \ وقد اسلم الفتى عُمير بن سعدٍ وهو صغير لم يُجاوز العاشرة من عُمره إلا قليلاً
4\ لا يتأخر عن صلاةٍ خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت أمه تغمُرها الفرحه كُلما رأتهُ ذاهباً إلى المسجد أو آيباً منه تارةً مع زوجها وتارةً وحده


سارت حياةُ الغلام عمير بن سعد على هذا النحو هانئةً وادعةً لا يعكرُ صفوها مُعكر ولا يُكدر هناءتها مكدر حتي شاء اللهُ أن يعرض الغُلام اليافع لتجربةً من أشد التجارب عُنفاً و أقساها قسوة وأن يمتحنه امتحاناً قلماً مر بمثله فتى في سنه .



ومن المواقف على حبه وغيرته على الإسلام وصدقه عندما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن زوج والدته الجُلاس بن سويد عندما قال عن البني صلى الله عليه وسلم (إن كان محمدا صادقاً فيما يدعيه فنحن شرٌ
**** ) فذهب عُمير واخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم فبعث النبي على الجلاس فحلف الجلاس وكذب عُمير أمام الصحابة والنبي عليه السلام وعندها جائه الوحي للرسول بالآيات الكريمة:{يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} سورة التوبة. فإعترف
الجلاس وقال : بل أتوب يارسول الله .. بل أتوب . وهنا توجه الرسول صلوات الله عليه إلى الفتى عٌمير فلإذا دموع الفرح تبلل وجهه المشرق ، فمد الرسلو يده الشريفه إلى أذنه وقال : وفت أذنك- ياغلام- ماسَمِعَت ، وصدَّقكَ ربُك .


اقتباس من (ويكيبيديا_ الموسوعه الحره ) لم اتقن اختصار القصه ...ومن اشهر ما قيل عنه ..

\ عُمير بنُ سعدٍ نسيجُ وحده \

| عمر بن الخطاب |


اما حياته في شبابه ,,,


كان أهل حمص شديدي التذمر من ولاتهم كثيري الشكوي منهم فما جاءهم من وال إلا وجدوا فيه عُيوباً وأحصوا له ذنوبا ورفعوا أمره إلى خليفه المسلمين وتمنوا عليه أن يُبدلهم به من هو خير منه .
فعزم الفاروق رضوان الله عليه أن يبعث إليهم بوال لا يجدون فيه مطعناً ولا يرون في سيرته مغمزاً فلم يجد خيراً من عُمير بن سعد
بلغ عُمير (حمص ) فدعا الناس الى صلاة جامعة ولما قُضيت الصلاه خطب الناس فحمد الله وأثني عليه وصلى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ثم قال \

أُيها الناس إن الإسلام حصن منيع وباب وثيق وحصنُ الإسلام العدلُ وبابهُ الحقُ , فإذا دُك الحصن وحُطم الباب استبيح حِمى هذا الدين وإن الإسلام مايزالُ منيعاً ما اشتدَ السُلطان وليست شدةُ السُلطان ضرباً بالسوط ولا قتلاً بالسيف ولكن قضاءً بالعدل وأخذاً بالحقَ \ ثم انصرف الى عمله


تعتبر قصته لولايه حمص من أعبر القصص واجملها حيث قضي عُمير بن سعد حولاً كاملاً في حمص لم يكتب خلاله لأمير المؤمنين كتاباً ولم يبعث إلى بيت مال المسلمين من الفيء درهماً ولا ديناراً فأخذت الشكوك نساور عُمر اذا كان شديد الخشيه على وُلاته من فتنة الإمارة فلا معصوم عندهُ غير رسول الله صلى الله عليه وسلم
تلقي عُمير بنُ سعدٍ كتاب عُمر رضي الله عنه وعن عمير
فما كاد يبلغُ عمير المدينة حتى كان قد شحب لونه وهزل جسمه وطال شعره وظهرت عليه وعثاء السفر .
دخل عُمير على أمير المؤمنين عُمر بن الخطاب فدُهش الفاروق من حالته وقال مابك ياعُمير ؟

فقال مابي من شيءٍ يا أمير المؤمنين فأنا صحيح مُعافي بحمد الله احملُ معي الدنيا كُلها وأجُرها من قرنيها
فقال ومامعك من الدنيا ؟ وهو يظن انه يحمل مالاً لبيت مال المسلمين ...

فقال معي \
معي جرابي وقد وضعت فيه زادي ومعي قصعتي آكل فيها وأغسل عليها رأسي وثيابي ومعي قربة لوضوئي وشرابي ثم إن الدنيا كُلها ياأمير المؤمنين تبع لمتاعي هذا وفُضله لا حاجة لي ولا لأحد غيري فيها .

فقال عمر \ وهل جئت ماشياً؟
قال \ نعم يا أمير المؤمنين .

فقال عمر \ وهل جئت ماشياً؟
قال \ نعم يا أمير المؤمنين .
فقال \ أما أعُطيت من الإمارة دابة تركبها ؟
فقال \ هم لم يعطوني وأنا لم أطلب منهم .
فقال \ وأين ما أتيت به لبيت المال ؟
فقال\ لم آتِ بشيء .
فقال \ ولم ؟!

فقال لما وصلت إلى حمص جمعتُ صُلحاء أهلها ووليتُهم جمع فيئهم فكانوا كُلما جمعوا شيئاً منه استشرتهم في أمره ووضعتُه في مواضعه وأنفقته على المستحقين منهم .

فقال عمر لكاتبه جدد عهداً لعُمير على ولاية حمص .
فقال عمير \
هيهات ... فإن ذلك شيء لا أريدُه ولن أعمل لك ولا لأحدٍ بعدك ياأمير المؤمنين .


وفاته \
أذن الله لعُمير بن سعد بأن يلحق بنبيه وقُره عينه محمد بن عبد الله عليه الصلاه والسلام بعد أن طالت أشواقُه إلى لقائه فمضى عميرٌ في طريق الآخرة وادع النفس , واثق الخطو, لا يثُقل كاهلهُ شيءٌ من أحمال الدُنيا , ولا يؤود ظهره عبءٌ من أثقالها
مضى ليس معه إلا نورهُ وهداه وورعه وتقاه ..
فلما بلغ الفاروق نعيُه وشح الحُزن وجهه واعتصر الأسى فؤاده وقال \
\\ وددتُ أن لي رجالاً مثل عُمير بن سعدٍ أستعينٌ بهم في أعمال المسلمين \\
رضي الله عن عُمير بن سعدٍ وأرضاه فقد كان نمطاً فريداً بين الرجال وتلميذاً متفوقاً في مدرسه محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه .

الرجاء عدم الرد