الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا وحبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وبعد،
حياكم الله إخواني وأخواتي أعضاء مسومس عامة وأعضاء نور على نور خاصة
وطبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة نزلا ،كيف حالكم مع رب البرية ؟ عسى كل شيء على ما يرام!!
ها قد أنقضى رمضان ، ولم يتبقى سوى بصيص من نفحاته نرتشف منها ونكمل طريقنا سائلين المولى عز وجل
أن نكون من المقبولين ، وأن يجعلنا نزيد من طاعاتنا ونسير على درب الطاعات كما كنا سائرين خاصة وأن أمامنا
مجال مفتوحاً للتزود في شوال وذي الحجة . وبمناسبة هذا الحديث ما رأيكم أن نبدأ سويا بمدارسة أحاديث
أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، فقد روي لعائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ألف ومائتان وعشرة أحاديث، اتفق البخاري ومسلم على مائة وأربعة وسبعين منها،وانفرد البخاري بأربعة وسبعين، ومسلم بثمانية وستين ،

كيفية مدارسة الأحاديث ، سأقوم بمشيئة الرحمن بطرح حديث كل ثلاثة أيام ، مع شرح الحديث ، ومن يريد
المتابعة بحفظ الحديث فأهلا به ومرحبا ، ومن يريد المتابعة فقط فأهلا به أيضا ومرحبا وفي نهاية كل شهر سيكون
هناك هدية لأكثر المتابعين للموضوع ، خاصة وإن كان متابعاً بالحفظ ، والهدف من الموضوع هو الفائدة والتعلم
وليس مجرد سرد مجموعة من الأحاديث ، بل فهمها وحفظها في القلب وإلا فالكتب مليئة بالأحاديث التي لم تقرأ .

وإلى هنا ينتهي موضوعي لكن لا تطاوعني نفسي بالخروج دون أن ذكر شيئا عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
وبالطبع كلكم تعرفون سيرتها ، وفضائلها ، وشمائلها ، وحكمتها ، فقد سبق وأن قدم عدد من الأعضاء موضوعات
شملت كل شيء عنها ولعلا أبرز تلك الموضوعات موضوع الأخ الراحل أبو عبدالله رحمه الله واسكنه فسيح جناته
والذي بعنوان :
•● ¦▐الموسوعة الذهبية في الذبِّ عن عرضِ سيدِ البشرية ▐¦●•
موضوع من أجمل المواضيع التي قرأتها وأعود إليه من حين لأخر ، فسيرتها رضي الله عنها لا تمل النفس من التطلع إليها خاصة إن طرحت
بأسلوب شيق ومرتب ولم يترك أي شيء إلا وتحدث عنه ، جعله الله في ميزان حسنات كاتبه وكل من ساعده فيه.

قصيدة لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم في مدح أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها :

رأيتُـكِ وليغفِــرْ لَــكِ اللـه حُــرَّة
مِـنَ الْمُحْصَنَـاتِ غـيْـرِ ذَاتِ غَـوَائِـلِ
حَصَـــانٌ رَزَانٌ مــا تُــزَنُّ بِرِيبَــةٍ
وتُصْبِـحُ غَـرْثَي مِـنْ لُحُـومِ الغَـوَافِـلِ
وإنَّ الــذي قــد قِيــلَ ليس بِلائِـــط
ولكنه قَول امْـرئٌ بي مـتمــــَاحــلِ
فـإنْ كُـنْـتُ أَهْـجُـوكُم كمَـا بَلَّغُـوكُـمْ
فَلا رَفَعَــتْ سَــوْطِي إلــيَّ أنَــامِلي
وكـيـفَ وَوُدِّي مـا حَـيِيتُ ونُصْـــرَتِي
لآلِ رَسُــولِ اللــهِ زَيْــنِ المَحَــافِلِ
وإنِ َّلـهُـم عِـزًّا يُـرَى الـنَّـاسُ دُونَـهُ
قِـصَـارًا وطَـالَ العِـزُّ كُـلَّ التَّطَـــاوُلِ
عَقيلــةُ حــيٍّ مِـن لُـؤَيِّ بْـنِ غَـالِبِ
كِـرَامِ المَسَاعِـي مَـجْدُهُمْ غَيْـرُ زَائِــلِ
مُـهَذَّبَــةٌ قَـدْ طَـيَّـبَ اللـهُ خِيمَـهَـا
وطَهَّرَهَــا مِــنْ كُــلِّ سُـوءٍ وبَـاطِلِ

هذه هي أمنا رضي الله عنها ، فإذا أردنا حقا الدفاع عنها ، ودحر سموم الحقد والغل فما علينا إلا أن نتخلق بخلقها ونتعلم منها ونقلدها
ولا نكون مجرد ألسنة تتحدث وتهتف بلا عمل ، فالدفاع عن ديننا يأتي بالتمسك بحدوده وعدم تعديها والعمل بما أمرنا الله به والبعد عما نهانا عنه ،
حتي تقوي شوكتنا ونكون حقا خير خلف لخير سلف .