ووداعاً تقتلُ أي " إلى لقاءٍ" آخر !
وأحياناً يموت القلبُ بصمت قبل موته
- لقد نضجتِ كثيراً
وكيف حالكِ ؟
- لا أعلم
- أتأكلين جيداً.. ؟!
- فقدتُ شهيتي منذ زمن.
- أتنامين جيداً ؟!
- يزورني الأرق كل ليلة.
- وهل صحتك جيدة..؟
- لم أزر الطبيب.
- ألانكِ لا تتألمين أو لا تشتكين من أي شيء ؟!
- أنسيت أني أمقته كما أمقتك
- وهل ما زلتِ تذكرينني ؟؟
- وهل ينسى الإنسان وجع قلبه ؟!
- ولكنكِ وعدتِ
- لم تكن كذبتي الأولى
- أترغبين بالاستمرار
- لا فقد اكتفيت، ارجع من حيث جئت.. وفي طريقك دوّر أسطوانة الأوبرا.. أو أنشودة المطر.. أو الأرض الخراب.. أشتهي سماع أنين غيري.. فقد مللت من صوتي..
- لا أعدك !
- وهل ستقول لي الآن..
No Data to display
عندما تصل لمرحلة كهذه، فقد طرأ أمرٌ جلل
لكن لا يوجد من يمكنه الاستماع
أو بمعنىً أصح، لا يوجد من تُسمِعَه
Error
قد كان يوم جهاد.. فقدتُ عقلي تماماً وتلعثمت كلماتي كطفلة لا تزال في طور تعلم الكلام وعدتُ وكليّ إحباطٌ ومشاريع محبطة..
قد كان غريباً ألا أتناول غدائي.. حيث لم أفطر..
ولم أستمع لأغنتي المفضلة حتى..
نمتُ ونامت أحلامي،
حتى كوابيسي غفت..
لم يكن هنالك أي إشارة كي أنهض بنشاط..
لماذا ؟! لِمَ أقوم ؟! إنها مرتي الأولى التي أقدم على أمرٍ لا أقتنع به.. كنتُ إنساناً آلياً في ذهابي وإيابي
حتى لم أسلم على أمي..
ولم أرَ أبي..
ولم أكلم إخوتي..
ولم أصرخ على أحد..
وأقفلتُ سماعة الهاتف عند الدقيقة التاسعة عشر.. أتذكر أنها كانت تتجاوز النصف ساعة غالباً..
لكنّ النوم يطيب الخاطر دوماً.. مساعدتي لأمي تريحُ أعصابي المنهكة.. رغبتي بالعمل ونسيان كل ما يحوم حولي.. انتزاع رغبة البكاء من أمامي.. والابتسام ولو اصطناعاً..
كنتُ أريد قربهم في يومٍ كذا.. لكن حمداً لله..
نعيشها عـ أد الحال وما نحلم لابعيد !
شُدًّ شراع السفينة
شد شراع الأمل
وانفخ الشراع بكل ما أوتيت من قوة..
ستكون سفينة بشرى
لا سفينةً لا تحمل إيزولت..
ارفع السارية وثبتها بالتفاؤل
لن تقع حتماً فثبتها بعناية
لن تغوص
فقط، كن متزناً واحسب الوقت جيداً جيداً..
دعنا نلتقي أيضاً على جسر ويستمنستر..
لن أثقل عليك.. في تمام العاشرة
..
فقط كن بخير ولا تنس الموعد
سأنتظر حتماً
هلوساتٌ مسائية
..
أغمضتُ عينين وفتحتهما..
أبصرتُ أفقاً بعيداً..
لم أبصركَ في خطه البعيد.. ولا نواحيّ.. ولا جنبيّ..
غبتَ في حضرةٍ من الوجود
وحضرت في حضرة الغياب
...
من بعيدٍ بعيدٍ تفجر لي ينبوعاً كي أرتوي.. لتزيدني ظمئاً..
لكنك حتماً لا تقترب
حتماً سكنتَ
قطعاً أبداً حتماً.. جعلتني أعيشُ فوضة حواسها وحواسه.. كنتُ وكنتَ.. ولم نعد.. ولن نكون..
في يومٍ كهذا.. تمنيتُ أشياءَ كثيرة..
لكنها لا تتخطى سور الأمنيات
هي حبيسةٌ..
تنتظر إعفاءً ملكياً..
بل عفواً..
..
ومجدداً يجيئ المساء يحملُ بين طياته حزناً لا يريد مفارقة البال
تشرّب كل ذرات الجسد.. ذرةً ذرةً
وأغنيةٌ تدندن.. في الوجد والفقد
كالسكين الحادة.. تقتلُ ببطء.. رويداً رويداً..
تقتل مرة ومرةً وكثيرٌ من المرات..
وأنت الداء والدواء
أو كنتَ..
وما عدتَ..
بل أنت سقمٌ ميؤسٌ برؤه.. في لحظةٍ ما.. عجز الأطباء عنك
..
إنه المساء..
الليل..
السكون..
الظلمة..
الحزن..
التفكير..
الذكريات..
الألم..
الوحدة..
المناجاة..
الدعاء..
البكاء..
التوبة..
سهام الليل..
وأنتَ..
وأنا..
وهم..
.. وأشياءُ كثيرة كثيرة..
ووسادتي.. تنتظر
ترمقني بنظراتٍ شذرة..
يكفي هراءً وهلوسة..
فأداعبها بحنان.. إنني أنا.. صديقتكِ وحبيبتكِ..
مجدداً هلوسات
..
والقمر.. بدر
ولا تدري بأنّ القمر كاشفُ سريرتنا دائماً
واليوم اكتمل وبالليل انفضح على أسرارنا..
ماذا كان ؟!
هلوسات مريض. آهات مشتاق. تنهدات محزون. صياح ديكٍ ساهر. طنين ناموسة مخمورة.
أيّ واحدٍ منهم كان.
فليكن ما يكن.. كلما مرت عقارب الساعة يميناً كلما رأيتها تعود يساراً
وكأنها لعنة الزمن.
لا وقت يسير كالمعتاد
فلا معتاد بعد الآن
من البداية لم يكن هنالك اعتياد
..
وبعيداً عن القمر، يرتجف هذا مخافة مواجهة السعادة.
عليه اليوم وغداً مواجهة ما يدّعي اسمه سعادة.
كما لو أنه شرٌ لا بد منه
..
وتحت أشعة القمر مجدداً.
زارني إلهام..
كي أنثر القصيدة
فتبحثُ عنك بين هفواتها.. ومنذ متى صار النظْم نثراً
.. "كل شيءٍ مباح هنا يا عزيزي"
..
فأعود للقصيدة المنثورة.. ولا أجدُ مطلعاً.. لم أقف على الطلل ولم أبكِ الحبيب والديار.. ولم أمجد أحداً.. فقد ضعتُ بين خذلانك..
فأضع نقطةً
وسطرٌ جديد...............
..
آخر خاطرةٍ قبل رحيلك آب
أحببتكَ أكثر الشهور
فيكَ وجدتُ لوعةً أماتت قلبي بحق
سمعتُ كل أنواع الطرب من أجلك
تجبرتُ على لساني وطعمتُ عنبك الخامر
علّه يذهبُ عقلي البائس
..
بعدما أفسدتَ قلبي يا آب
كرهتُ كل الشهور قبلك وبعدك
ولا تدري بأنّ بعدك أيلول ينتظر بشماتة
لا تعلمُ بأن أيلول سيدمّر عليّ ذكرياتٍ جميلة
لا تعلمُ أيضاً بأنه تغيير مسار كليّ
لقلبي الميت وذهني الموشك على انهياره
فلماذا كنتَ شهراً متطاولاً بيوم.. لماذا لا تزيدُ دهوراً
..
فجأة تملكتني بكل شيء
كنتَ آب
ولم تأب
أجل..
رحلتَ وتحطم كلّ شيءٍ في لحظةٍ عابرة
والكامنجا تعثرت
وأيلولٌ والخريف
خريف قلبي
موتي القريب
صراعي المرير
..
لا بأس فيكَ طبعٌ كغيرك.. لن أسامحك
سيأتي آب بعد عام..
إن كنتُ حينها حاضرة الحياة.. سأتذكرك بنفس تلك اللوعة المريرة.. وأخبركَ بأنني لم أسامحك يوماً
..
قديماً وحتى اليوم، اشتهِرَ أمره.. بأنه في نهاية أمره يعود كما كان.. اختلفت مسمياته.. لكن حتماً مبتغاه واحد.
قيل إنه وعاء، وعاء من السعادة.
قيل إن سكبت منه في أوعية الآخرين، فيسعود لك كاملاً في نهاية الأمر
قيل إن سرقت حصةً من أوعية الآخرين، فستعاقب بحرمانك نفس الحصة من وعائك.
الأمر كله تحصيلٌ حاصل في الختام
لكن لمَ نجدُ سعادتنا منقوصة دائماً
لا نشعر بالسعادة
فنلجـأ لإسعاد غيرنا
إيماناً بنظرية الوعاء
ولكن لا نجد أي كمية وافدة
لا تأتينا السعادة مهما حاولنا طلبها
ونجدها تأتي الآخرين دون طلبها
..
نفعلُ الخير ونسكبه في اللاشيء
نفعلُ الخير ونسكبه في أوعية من يستحقون
نفعلُ الخير ونحتسب الأجر
ولا تأتي السعادة أيضاً
ضنك تعاسة كآبة حزن، فقط يلازمون أمرنا
ما الخطأ الذي نرتكبه ؟!
أين الحلقة المفقودة في هذه المعادلة ؟!
قيل أنها سعادة مؤجلة.
أؤمن بشيء كهذا
أؤمن بأنها مشيئة ربّ العباد
لكن لمَ لا أتصرفُ تبعاً لإيماني
..
يا رب أسعد قلبي
يا رب فرجّ كربتي وأزل عني غمّتي
وافتح قلبي بحب الحياة والبشر والخير
الثاني من أيلول، يومٌ للذكرى..
ليس وكأنه قد مر شهر.. وكأنه ألف سنة.. متّ فيها يوماً بيوم
إنما هو يومٌ لقياس مدّ الدهر من بعده..
لنأتي يا نوري بعد دهرٍ ونرى ما الذي صنعته بنا الحياة
أما زلنا نتذكر من نكون
هل ما ربطنا يوماً
سيظلّ
أم..
يا رب خير، وعوضني إياه خيراً
:")
يوماً ما كنا صغاراً
نتسابق مع الفرح
ضيعنا عمرنا نضحك
ما فهمنا معنى الترح
لم نعرفه
لم يزرنا
كنا صغاراً نلعب نجري
من برائتنا جهلنا الخبر
ضحكنا ملئ أفواهنا دون تعب
..
اليوم يرده إلينا رداً حزيناً
وكأنه يريد حق أتعابه الجليلة
...
مهلاً رويداً يا جامع الفرح
هناك من لم يأخذ نصيبه كاملاً
ليس من العدل النصب على البشر
أعطه حصته كاملة..
حصة الفرح
واجعله يفرح
ويفرح
فما آتيه سيصرفه بالفرح !
ولن يتبقَ إلآ شيء فتات..
أو بعض ما في القلب !!
فيا أحلامي.. أسعديني بعدما تجرد الواقع مني
يا أكاذيبي أصدقيني
اشتقت لكِ
زوروني الليلة أكثر من أي ليلة
غابت شمس اليوم،
وطوت على ذكرياتٍ
لا أعرفُ مصيرها
لا الآن ولا فيما بعد.
ستجرحُ قلبي الصغير أم ستفرحه
..
ربما الأمر سيّان
فهي مجرد ذكرى للذكرى
إن شاءت تذكرت
ورغماً عني أذكر
خطوطها العريضة لا تفاصيلها الدقيقة
..
تقودني للهاوية.. ألم أخبرك بأني أبغض أيلول..
ولن تشفع له عذريته التي اشتهر بها..
فلا أعذار أمام ناظريّ أيا أيلول..
..
أشفق عليّ.. قطّع شريط الذكريات المثقّب
ودعنا لا نلتقي عند تقاطع الإشارة
ستملأ كياني بالاستفهامات.
إلى أين ؟!
وكيف ؟!
ولا
إجابات
..
هي هكذا.. ستدور ستدور
لن تتوقف
ستظل عجلةً تدور دون محرك
نبضها نبضي..
تدوّر المواجع وجعاً وجعاً..
ويطير بالأفق وتحت الأرض
ألمٌ
يشلّ نخاع العظام..
ويجمد البال عند نقطة التقاطع.. ويملأه الحسرة..
ويتمنى لو تراجع..
لنقطة الصفر
أو قبلها بقليل..
عندما لم يعرفك القلب يوماً.
××
مساءُ اللاشعور !
المفضلات