وقفة أخيرة..
أرفعُ قبعتي المزركشة بريشة قلمي.. والتي خبأت تحتها أفكاراً تناثرت في أرجاء هذا الملاذ..
وأنحني احتراماً
..
كنتُ ألجتئ إليه كلما ضاقت بي الدنيا.. وكلما سعدت وفرحت..
وكلما أردتُ حفر حدثٍ مهم.. فأنا أنسى ذكرياتي شيئاً فشيئاً
وأحسّ بأني سأموتُ في اللحظة التي سأنسى كلّ التفاصيل
..

لكنْ الآن أقفُ..
لا يمكنني المضيّ قُدُماً في البوح.
هناك منعطفٌ
يجتاحني بكل زواياه..
يدفعني للتنفيس عبر كلماتٍ.. من القلب للفم للقلم..
..
لكنْ لا يمكنني البوح به..
وأودّ بشدة أن أبوحَ..
لكنني سأخسرُ كثيراً..
أكثر من ثمن كتمه..
..
لكم سعدتُ بالكتابة هنا..
تجربتي الأولى..
تعلمتُ وعلمتُ نفسي..
لطالما استمعتُ لدرويش وقد كان منبع كلماتي.. واحدةً تلو الأخرى..
..
ربما عليّ التوقف أيضاً
التوقف عن سماعه.. أو القراءة له..
..
..

أضع القبعة جانباً.. فليصفق من أراد.. وليبكِ من شاء..
لكنني أبتسم لكم !
وسعيدة بكل من مرّ هنا يوماً وحاول فهم ما يجوبني من خواطر..
.. وسعدتُ أكثر بالتعليقات الخفية..
..
ومع هذا فها أنا ذا أخذلكم.. كما أخذل نفسي
فكما يقول درويش " وأنا أيضاً لا شيء يعجبني ولكني تعبتُ من السفر"
..
تعبتُ من السفر بين أمصار عقلي..
وقلبي متعبٌ بشدة.. ويحتاج الطبيب..
هو وأنا نعرفُ الطبيب.. والكل يعرفه.. لكنّ " إن النفس لأمارةٌ بالسوء " {سورة يوسف (53)}..
ولعلني أعود.. نقيةً.. بعد كورسات العلاج المكثفة..


لعلني أعودُ في الربيع.. وردةً متفتحةً..
شكراً لكَ أيها الملاذ..
أحببتُ اسمك..
سأشتاقُك.........


وأغادر خشبة المسرح.. وقبعتي لكم !
في حفظ الباري..

{♥}