السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله نحمَدُه ونستعينه ونستهديه ، ونعوذ به من شرور أنفسِنا ومن سيِّئاتِ أعمالنا ..
من يهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له ، ومن يُضْلِل فلا هاديَ له .
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمد - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم - عبدُه ورسولُه ؛ صلى الله عليه وعلى آله وصحابته ومن اتبعهم بإحسان - إلى يوم الدين ،
أما بعدُ ..
فها نحْن نستشرِف نسمات عشر طالما عبرتنا بها النفَحات وتنسّمنا منها عبَق الرحَمات ، كلّ عام يتلو عامًا ..
أيّام تلطُف فيها الأجواء ، وتتآلَف النُّفوس وتلتفُّ الأروح وتتقارب الأبدان .. آتيةً ميمِّمةً من أصقاع الأرض ..
فقط لأجل تلبية منادي اللهِ - سبحانه - ودعْوتِه لحضور موعِد العرْضِ عليه والتَّشرُّفِ باطّلاعه يوم الوقوف .
إننا بينَ يديْ خير أيام السنة ،
قبلَ قليل صدَرْنا من شهر رمضان بعد أن منّ الله علينا ببلوغِه ..
ثم لبِثْنا برهةً لنستعِد ونتهيَّأَ ، ونتمّم ما بدأنا في سباق الخيرات والتقرب إلى رب البريّات في عشْر ذي الحِجة ..
القارئ للأحاديث والمأثورات يعلم أنّ كنزَ هذه الأيام وغنيمتها التي تُرتَجى
هي كونها أفضل أيام للأعمال الصّالحات ..
كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وصحبه - وسلّم يترقّبون يوم عائشةَ أمنا - رضي الله عنها وعن أبيها وأرضاهما - ؛
ليهدوا إليه الهدايا ..
والعاقل إذا أراد أن يقدّم لأخيه خلعة أو منحة ، تخيّر أحسن الأوقات وأعظمها حظوة ومكانة عند ذلك الأخ الذي يريد أن يقدّم له ..
وكذلك .. فالعاقل - جعلنا الله ممن يعلمون فيعملون بخير ما يعلمون - إذا علِم أفضلَ وقتٍ يقدّم فيه العمل ليصعَد إلى ربّه ومولاه ،
فهو يبادِر إليه ويتحيّن هذا الوقت ليُبْدِيَ خير ما يقدِر عليه من الأعمال ..
وليس هذا فحسب ،
بل يبحث عن أفضل الأعمال وأحبها إلى مولاه - عز وجل - ليقدِّمَها في هذا الوقت ؛ مُؤمِّلاً أن يقبلها ربُّه وتبلغَ عنده أعلى المبالغ .
تقرير بسيط قابل للطباعة لأفضل الأعمال وأحبها إلى الله بنصوص الأحاديث الموثقة الصحيحة أو الحسنة :
هنا
( التقرير خاصّ برمضان ولكنه صالح لكل زمان بإذن الله )
"
هنا تلخيص للنقاط :
أفضل الأعمال وأحبّها إلى الله - تبارك وتعالى - من أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم - ،
والتي تحرص عليها هذه الأيام :
الإيمان بالله
الجهاد في سبيل الله
برّ الوالدَين
الصلاة لوقتِها
صلة الرَّحِم
الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكَر
إدخال السرور على قلب مُسلِم
الأعمال المُداوَم عليها
الحب في الله والبُغض في الله ( سلِّمْ قلبَك لله وحدَه - سبحانه - )
العُمْرة
والابتعاد عن سوء الخلُق ؛ لأنَّه مفسِد للعمل
بالإضافة إلى أعمال مشهورة بالفضْل :
الصدقة
الصيام
الذكر والتسبيح والتهليل
تلاوة القرآن العظِيم
~
( للاستزادة والشّواهد والتفصيل الرجوع إلى الملف )
"
مقال بسيط خاصّ بالعشْر الأوائل من ذي الحجة بصورة شاملة وحسنة إن شاء الله ( قابل للطباعة أيضًا ولكن ليس بتنسيق كثير ) :
هنا أيضًا
مواقع غنيّة للاستزادة :
من صيد الفوائد
وذكر
من اليوتيوب (1)
من اليوتيوب (2)
أسأل الله أن يوفِّقَنا بفضله لما يحب ويرضى في هذه الأيام العشر ، وأن يفتحَ لنا فيه لطاعته ومحابّه ومراضيه ، ويفتح لنا من نفَحاته ..
وأن يهبَ المسيئين منا للمحسنين ، ويتوبَ علينا التوبة النصوح التي لا نضل ولا نزيغ بعدها أبدًا بكتابه وسنة نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم - ؛
إنه قريب مجيب ، رحيم ودود .
والحمد لله رب العالمين ،
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..
والله أعلم
ولا تنسَوْنا من الدعاء بظهر الغيب ؛ فهو مستجاب بإذن الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المفضلات