فالعائلة هي الإطار الأهم لإفرادها سواء عانوا من المرض ام لم يعانوا
منه فهم الإطار الذي ينمو به الإفراد يتعلمون المهارات الأساسية التي تساعدهم على الانتقال والتطور في المجتمع ،
ويزداد دور العائلة أهمية وحساسية في حال وجود إفراد يواجهون صعوبات خاصة ،
ويكون للعائلة الدور الأهم في دعم الإفراد الذين يواجهون صعوبات أو إعاقات معينة.
ولعل هذا الدور يتجلى أهميته في دور العائلة
مع مريض الفصام، فرغم قيام العائلات بمتابعة العلاج الدوائي مع المريض معتقدين انه العلاج الكافي إلا أنهم يتفاجئوا بالعديد من الأحيان بتراجع وضع المريض وهنا يبرز السؤال
عن ما هو العلاج المناسب
لمريض الفصام العقلي ؟ ولعل أهم علاج لمريض الفصام يتعلق
بالدور العائلي في العلاج ، وهنا من المهم استعراض وضع العائلة التي يعاني احد إفرادها من مرض الفصام العقلي:
*غضب وشعور بالفشل نتيجة الشعور بالتقصير لوصول الابن لهذا المرض.
*إنكار وجود المرض وبالتالي عدم متابعة العائلة لعلاج المريض وتدهور وضعه.
*الشعور بالتعب ،الإرهاق ، الإحباط والفوضى
لاستمرار المرض لفترات طويلة والشعور باليأس وعدم القدرة على المتابعة .
*التوتر الدائم نتيجة الخوف من المجهول ، والخوف من عدم القدرة على التقدم والعلاج .
*شعور بالضغط والإجهاد نتيجة تصرفات المريض والأعراض المرضية التي تصاحب مرضه.
*شعور العائلة بالوصمة والابتعاد عن المجتمع
من المهم معرفة العائلة بالحقائق التالية حتى تساعد مريضها :
*ان مرض الفصام هو ليس ذنب احد وليس بسبب تقصير
بالتربية بل هو مرض عقلي له العديد من الأسباب.
*التقدم بالعلاج هو تقدم بطيء يحتاج لتظافر كافة الجهود
أفراد العائلة لمساعدة المريض على التحسن والتعافي والرجوع للمجتمع.
*أهمية معرفة الأطر المتوفرة والمهنية والمناسبة للعلاج
*ليس هنالك من سبب للخجل من مرض الفصام والابتعاد عن المجتمع.
الإرشادات الخاصة بالأهالي لمساعدة أبنائهم في التحسن والتعافي والرجوع للمجتمع:
تقبل المرض والمريض والاعتراف بأن هناك فرد من إفراد العائلة مصاب به وهو يحتاج للدعم والمساندة
*عدم لوم المريض او الشعور بالذنب فالمرض ليس لأحد ذنب به.
*فهم أوسع وأكثر للمرض ، ففهم المرض والظروف التي
يمكن ان يمر بها المريض والأعراض التي تصاحب المرض تساعد في
تقبل العائلة لتصرفات المريض وعلى مساعدته لتقليل منها وأنه لا يقوم بهذه التصرفات بإرادته
*التقليل من التوتر لدى العائلة فهو شعور سيء
يضعف من قدرة العائلة على مساعدة المريض
وتقلل فرص تحسن المريض
*تطوير قدرة العائلة على التعامل مع المشاكل وإيجاد
طرق لحل المشاكل من خلال تطوير مهارات حل المشاكل .
*الابتعاد عن لوم المريض وإشعاره بأن مقصر وبدون جدوى
فهذا لا يساعده على الإطلاق ويبقى العلاقة مشحونة ومتوترة
*الابتعاد عن التصرفات
او التعلقيات التي ينفر منها المريض
*عدم الشعور بالخجل من المريض واصطحابه في
المناسبات الاجتماعية ومساعدته على الاندماج في المجتمع
مرضى الفصام يعانون اشد المعاناة من نظرة الأهل والمجتمع فهم دائما يوصفون انهم
مصابون بالجن واللمس فعندما يصاب الشخص بهذا المرض يضطرب
الأهل ويصبحون مرضى أكثرمن المريض نفسه فيأخذون أبنائهم للمشعوذين ونسوا أن هذا حرام شرعا
بدل اخذه للطبيب ومحاولة مساعدته
ولا يتوقف الأمر على اتهامهم بالجن والمس بل يتم اتهامهم انهم
عنيفين ومجرمين فيتم عزلهم عن المجتمع بحجة انهم خطر على الناس السليمة
حتى الحديث مع إخوتهم وإخواتهم يصير ممنوعا لأنه قد يؤذوهم
وكل هذا يرجع للأفلام والمسلسلات التي تصف مريض الفصام على أنه
إنسان مجرم وسفاح لا أحد يقتنع أن هذا خيال مؤلفين بل
الجميع مقتنع أن هذا حقيقي فهذه الأفلام قامت بالخلط بين مريض الفصام
ومريض تعدد الشخصيات رغم ان كلاهما مختلف ولكن كلاهما ضحية
وكثير من أباء وإخوة مرضى الفصام يسعون للتخلص من المريض
فبعضهم يطردونه ويتبرون منه برغم انهم مجبورين فيه
على مريض الفصام أن يعرف أن الخطوة الأولى للتغلب على مرضه هو أن يعترف
به
وكما ذكر أحد الأطباء: (يجب أن يُعلّم المريض قبول حقيقة أنه مريض
وأن ما مر به في الحالة الحادة أو الذهانية
لم يكن حلماً أو طيفاً بل كان مرضاً يحتاج إلى علاج).
على مريض الفصام الإستجابة للعلاج فهو الحل بعد قدرة الله في الشفاء
من المرض ويجب معرفة كل ما يتعلق بالأدوية التي
يأخذها لبعض الأدوية مضاعفات مزعجة ولكن الأدوية
الحديثة مضاعفاتها أقل وعلى المريض أن يبتعد عن
المواد التي قد تؤذي كيمياء دماغه مثل المخدرات
وعلى مريض الفصام أن لا يهتم بما يقوله من حوله عنه وحتى لو كان
يحبهم بل عليه أن يستجيب للعلاج فصحته أهم من رأي أي شخص
خرافة: مريض الفصام لا أمل من شفائه
حقيقة: الفصام أحد الأمراض المزمنة والذي تحتاج إلى دواءطويل
الأمد لعلاجه والمحافظة على مستوى مقبول من التحسن وضمان عدم تدهور الحالة.
ويمكن أن نقارن الفصام بغيره
من الأمراض المزمنة مثل مرض السكر والضغط والفشل الكلوي وغيره حيث يأخذ المريض الدواء
بشكل منتظم ومدى الحياة حتى يمنع تدهور وضعه الصحي. ونرى بوضوح كيف تستقر حالته مع العلاج,
ويتعب بدونه. وهذا تماماً ما ينطبق على الفصام
ولكن للأسف لم نسمع أحدا يحتج على تلك الأمراض ويتهمها أنها لا أمل من شفائها.
بينما يوصم الفصام بأنه لا أمل من شفائه.
وحتى بقايا المرض من أعراض سلبية يمكن مقارنتها ببقية الأمراض حيث لا يستطيع
مريض الفشل الكلوي من تناول أي كمية من الطعام فهناك حدود لنوعية وكمية الأكل الذي يتناوله.
هذا تماماً يشابه ما يحدث لمريض الفصام حيث تقل رغبته في الاختلاط بالناس
ويقل كلامه واندفاعه للعمل ولكنه مع ذلك يعيش حياة مستقرة.
خرافة: مريض فصام الشخصية له شخصيتين مختلفتين .
حقيقة: شاع بين الناس بشكل عالمي مسمى فصام الشخصية
كتعبير عن مرض الفصام, وكأن المريض له شخصيتين متباينتين.
وهي فكرة مغلوطة ويعني أسم المـرض انفصام بين الأفكـار والعواطف
والسلوك لدى المريض وليس فصاماً في الشخصية أو شخصيتين مختلفتين.
ملاحظة: في الواقع هناك مرض نفسي نادر جداً يصبح للمريض
فيه شخصيتين مختلفتين أو أكثر.
وهو يكون بسبب الضغوط التي يتعرض لها المريض.
خرافة: مريض الفصام لا يستطيع العمل أبداً.
حقيقة: قضية عمل مريض الفصام تعتمد بشكل رئيسي على درجة شدة
المرض ومدى استقرار الحالة المرضية. وبشكل عام يساعد العمل المريض
على الاندماج في المجتمع وتقليل الانتكاسات.
خرافة: الفصام ينتقل بالعدوى
حقيقة: هذه فكرة مغلوطة تماماً. فمرض الفصام مرض
دماغي ناجم عن تغيرات في النواقل العصبية في مناطق معينة من الدماغ.
ويتأثر بعوامل وراثية وتطورية ولا يمكن أن ينتقل بالعدوى بأي حال من الأحوال
خرافة: التربية السيئة هي التي تسبب الفصام.
حقيقة: على الرغم من أن هذه الفكرة كانت سائدة في حقبة من الزمن
وقد درست باستفاضة حيث وصل العلماء إلى أن التربية السيئة
لا تسبب الفصام بشكل مباشر. بل ربما يؤثر اضطراب الجو الأسري
وكثرة الضغوط على حدوث المرض لمن هم مؤلهين للإصابة بالفصام.
لكن تأثيرها الواضح يبدو في انتكاسة المرض لمن هم أصلاً مرضى بالفصام.
في الختام احب أن اذكركم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
((عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له))
فمرض الفصام كغيره من البلاء هو اختبار لصبر العبد
ويحصل له الأجر بذلك فلا داعي للنظرة السلبية
والواجب على من علم أن يحاول المساعدة بتوعية
لهذا المرض لكي يكون الغد أجمل وأكثر إشراقا لمريض الفصام








رد مع اقتباس

المفضلات