أحبتي في الله .. لا بد أن يكون عندنا الإخلاص .. وهذا الإخلاص عزيز لأنه عمل القلب على مرضاة الرب من أعظم الأعمال
وحقيقية الدين و مفتاح دعوة الرسل .. [ وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ]
لب العبادة وروح العبادة ما ارتفع شئٌ في السماء أعظم من الإخلاص، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ما قال عبد: لا إله إلا الله مخلصاً ، إلا فتحت له أبواب السماء، حتى تفضيَ إلى العرش ما اجتُنبت الكبائر "
الكبائر كل ورد عن لعن أو غضب أو حد أو حرمان من الجنة أو وعيد بالنار فاجتنبوه .. كالخمر والزنا والسرقة ونحو ذلك من الأعمال، الإخلاص تنقية الشئ وتهذيبه ..
نيتنا تحتاج إلى تزكية [ ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً ] ..
قصد وجه الله لا تطلب لعملك شيئاً غير الله، لا تدخل معه شيئاً غير الله الأعمال لا تتفاضل بعددها وإنما تتفاضل بالقلوب ..
فلربما يكون الشخصان واقفان في الصلاة بين صلاتيهما كما بين السماء والأرض هذا بإختصار وخشوع وهذا برياءٍ وتقييم .. كل عمل يوم القيامة سوف نسأل عنه بسؤالين لما وكيف ..
-لـما فعلته إخلاصاً لله أم رياءً للناس ؟!
-كيف فعلته بدعة وإنا وجدنا أبائنا على أمة أم متابعة لسنتة النبي صلى الله عليه وسلم ؟!
في الحديث القدسي يقول الله تبارك وتعالى : " أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه "
أول من تسعر به النار يوم القيامة ثلاثة :
متصدق
قارئ
مجاهد
لأن ذلك تصدق ليقال جواد كريم بنا المسجد الفلاني وعمل المنشأت الفلانية ..
القارئ هذا يستطيل على الناس بعلمه ليقال عالم
وكذلك ذاك المجاهد ليقال عنه قوي شجاع مغوار ..
ومعاوية رضي الله عنه عندما سمع الحديث بكى بكاءً شديداً حتى ظن الناس أنه هالك ثم أفاق ومسح عن وجهه !!
إذا لم يكن لله فعلك خالصاً .. فكل بناءٍ قد بنيت خرابُ
الإخلاص حصنٌ حصين لا يستطيع الشيطان على المخلصين
[ فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين ] ,, الذين أخلصوا لله واخلصهم الله إليه .. أخلصهم من بين عباده
[ وكذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلَصين ]
أترككم مع هذا المقطع ...
[ اللــيــــث ]
8\12\1433 هـ
23\10\2012 م
إني أعظكم ، وما أنا بموضع للوعظ ، إنما أريد به نفسي قبلكم ..
ولست بخيركم ، ولست بأفضل منكم ولا أحسنكم.
أسألكم الدعاء ..

رد مع اقتباس

المفضلات