من السذاجةِ ألا أتذكر كيف تكون الحياة !

أنظر على يميني فإذ برزمة أوراقٍ بعيدةٌ كلَّ البعدِ عن تخصصي بحاجةٍ (لترجمة) من الانجليزية للعربية،
وهناك في الدولاب خبأتُ أوراقَ امتحانات طالباتي غير المصححة بعد كي لا أكتئب بالعدد المهولِ ..
وأضبط منبه التذكير على هاتفي بمواعيد مراقبات الامتحانات المتبقية في الجامعة..
وأتأمل في حياتي،
وأتذكر.. أنني لم أساعد أمي في أيّ شيءٍ اليوم.. بل اكتفيت بتناول الطعام ووضع الطبق فوق الأطباق المتكدسة..
وعودةٌ لحياتي داخل قوقعتي الصغيرة..
..
هل الحياةُ هكذا وحسب ؟! عمل× عمل.. شربٌ وأكلٌ ونوم..
..
ما الفرحُ ؟!
ما المتعة ؟!
سيأتي الفرحُ مع النقودِ لذا أعمل ليلاً ونهاراً..
هل هذا صحيحٌ ؟!
..
سأدرسُ جيداً كي أحصلَ على الشهادة العليا
ولكنْ هل كل حياتي علمٌ فقط ؟!
..
لا أتذكر متى كانتْ آخر مرة جلست فيها وسط عائلتي
لا أتذكر.. فوالديّ مشغولان يتبعان نفس منهجي الذي أتبعه الآن
وإخوتي كذلك، ولا أخواتَ لي في منزلنا
إذاً هل هكذا الحياةُ حقاً ؟!
..

هل كانتْ الحياة هكذا حقاً ؟!
أمْ أنَّ مادياتها أعمتني عن جوهرها..
..
ما زلتُ أتذكر طيفَ أختي، حينما كانت تناديني كي نتلو القرآن سوية.. ما زلتُ أتذكر غيرتي أنها أفضل مني.. ما زلتُ أتذكر أنني تمنيتُ يوماً بأن أحفظ القرآن كاملاً كي أكون مثلها أو (أفضل) منها..
..
رحلتْ الدنيا بحلاوتها بعدما رحل عني " قلبي " وبعدما انغمسَ في الماديات..
..
أذكر نفسي وغيري ومن أحبُّ بالمصحف المركونِ جانباً
لنمسح الغبار
فالغبار تكاثف على سطحِ قلوبنا
وبهِ غشيتْ التعاسة عيوننا
: )