حياكم الله رواد القلم وأعضائه ومشرفيه
كيف حالكم؟ إن شاء الله بخير وخير
مر وقت طويل على طرحي لموضوع هنا، فعذرا منكم.
التميزكلمة جميلة تحمل بين طياتها معاني رائعة تدل على التفوق والسعادة والسمو
والتميز يختلف من مجال لآخر، ومن نوع لآخر.
فالتميز هو الشي الذي تتميز به عن غيرك
فهناك من يراه في نفسه دوما، وهناك من يعتقد أنه ربما يكون متميزاُ
وآخرون يطمحون ويسعون لتحقيقه، وآخرون لا يلقون له بال ويرون أنه ليس بالأمر المهم.
لكن بالطبع تختلف وجهات النظر، وتختلف المفاهيم أيضا.
خاصة وأن هناك من يفهمون معناه خطأ.
والتميز الذي نحن بصدده الأن من اسمى أنواع التميز التي يجب أن نسعى له.
لو تأملنا واقع كثير من شباب اليوم نرى أن كل فتاة< الحديث للفتيات
تريد أن تكون متميزة عن غيرها، فهذه تريد أن تكون متميزة في ملابسها بحيث لا يشبهها في ذلك أحد..
وهذه تريد أن تكون متميزة في مكياجها بحيث تلفت نظر كل من تقع عيناه عليها، وثالثة تريد أن تكون متميزة في طريقتها في التعامل مع الآخرين، وحتى في طريقة كلامها ومشيتها وأخذها وعطائها وطريقتها في الرد على الهاتف وغير ذلك من الأمور..
فهل هذا هو التميز المطلوب الذي ينفع الفتاة في دينها ودنياها؟
هل هذا هو التميز الذي يبعث على العفاف والفضيلة، ويدعو إلى الحياء والخلق الرفيع؟
هل هذا هو التميز الذي ينهض بالأمة ويعيد لها أمجادها من جديد؟
هل هذا هو التميز الذي يجعل المرأة عنصرا فعالا في المجتمع، ويحقق لها مشاركتها الفعالة في بناء الحضارة المدنية؟
إن التميز-يا أختاه- في شخصية الإنسان.. في فكره الوقاد، أهدافه السامية، وغاياته النبيلة..
إن التميز -يا أختاه-في التزام مكارم الأخلاق والبعد عن مساوئها..
إن التميز-يا أختاه- في الاهتمام بمعالي الأمور والبعد عن سفاسفها ..
إن التميز في المحافظة على الأوامر الشرعية والصبر على ذلك والانتصار على وساوس الشيطان وحيلة الماكرة..
قال أحد السلف:
" إذا رأيت المرء ينافسك في الدنيا، فنافسه أنت في الآخرة "
وما أجملها من منافسة، وما أحسنه من سباق..
إنه سباق. الجنان.. سباق نحو الفوز بالجنة والنجاة من النار..
سباق نحو تطهير وحزازات الصدور..
التميز: في الحرص على الطاعة والبعد عن المعصية والإضاعة..
التميز: في الانقياد لأمر الله والتسليم لرسوله صلى الله عليه وسلم..
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا } [ الأحزاب: 36].
إننا- يا أختاه- أمة التميز والفضل والعدل والخيرية، ولكن ذلك مشروط بقيامنا بمهمتنا التي خلقنا الله لأجلها، ويوم تفرط الأمة- رجالا ونساء- في هذا الواجب تذبل وتضمحل، وتصبح أمة لا كيان لها ولا شأن .
قال تعالى:
{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ..} [ آل عمران: 110 ]
فاحذري أختاه من أن يشغلك عن ربك شاغل، بل اقطعي كل الشواغل التي تعترض طريق استقامتك على منهج الله عز وجل.
وفقني الله وإياكِ لِما يحب ويرضى.
{ رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}.
المفضلات