عام بعد عام وكل ورقة تسقط من تقويم الأعمار إنما هي خطوة نحو دار البقاء والقرار , نعمل ونعمل إما بحق أو في سبيله فهو في مثاقيل الموازين وإما بباطل أو في سبيله فهو من وحي النفس السيئة والشياطين وكل ذلك معلوم وكل ذلك مرصود وكل ذلك معهود.فهيا نقف مع النفس ونحاسبها قبل أن نقف موقفاً عصيباً يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ... يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات ... يوم يصبح الولدان الصغار أشياباً من هول الموقف .أحبائي ...مع بداية الإجازة الصيفية تجد كلاً يفكر كيف يقضي العطلة وكل يدور في ذهنه ما يناسب حاله كما قال الحق تبارك وتعالى {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً }الإسراء84
فبداية العطلة تمثل للشاب أو الفتاة إشراقة يوم جديد مليء بالنشاط والحيوية والعطاء ، وهذه دعوة من أخ لكم مر بما تمرون به اليوم ويدعوكم إلى برنامج جديد تقضون به العطلة .
الرفيق :سأذكركم بخير رفيق لكم وأجل رفيق في العطلة .. والله مهما تباعد الإنسان عنه ومهما خاض في خضم الحياة إذا عاد وناداه أجابه بفرح شديد وليس ذلك فحسب بل هو يعطي وعطاؤه غير محدود وهو يحفظك في كل وقت وبالخير يجود هيا بنا يا أحبابي نقضي العطلة في رحاب الله ...في معية الله .....في مرضاة الله .ونحب أن نذكركم بشيء مهم وهو أن الوسائل لها في الشرع حكم المقاصد فمثلاً إذا أكل الإنسان لأنه جائع وفقط فهذا لا له ولا عليه وأما إن أكل بنية أن الطعام يقوي الجسم على الطاعة والصلاة فهذا له أجر .. مع أن الطعام هو نفس الطعام ولكن لأن العبادة غاية وهو جعل التقوي عليها بالطعام وسيلة فأصبحت الوسيلة هي الأخرى عبادة .
إذاً فلنتعامل مع الله بتجارة العلماء , فالنيات هي تجارة العلماءومع إحسان النية تتحول كل الحياة إلى عبادة مع أنها هي هي نفس الحياة ونفس الأفعال ولكنها النية قد جعلت صاحبها يدخل في مقصود الآية {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الأنعام162أحبتي في الله... هيا بنا نأنس بالله ، هيا بنا نعيش بالله وفي الله ولله ومع الله قصة حب حقيقية نبذل له فيها مهجنا وأرواحنا وسائر حياتنا نهديه فيها حبات القلوب .
أخي الكريم ..أختي الكريمة
رغم حجم هذا الموضوع لن تستغرق منك قراءته كاملاً 10 دقائق فاحتسبها لله
سنقسم إن شاء الله تعالى اليوم ونحوله إلى جدول عمل نبدأ معه بأول صلاة فرضها الله على المسلم من حيث وقتها وهي صلاة الفجر وسنخصص بعض الزيادات في آخر كل وقت للفروق الطبيعية بين الشاب والفتاة في العمل وكذلك بعد وضع الجدول بإذن الله سنقدم بعض النصائح ببعض الأعمال العامةالتي يمكن فعلها على بعض الفئات دون بعض....
قال صلى الله علية وسلم " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ"
فعلى المسلم أن يغتنم كل لحظة من عمرة في ذكر الله عز وجل وليعلم علم اليقين أن عجلة الحياة لن تدور إلى الوراء فهي في سير حثيث نحو الأمام فحري بكل ذي لب أن يتفطن لهذا الأمر قبل أن يندم ولات حين مندم ....
قال تعالى : " حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت , كلاً إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون "ومـــــــــــــــاذا بعد ؟؟!!!" فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتسائلون "" فمن ثقلت موزاينه فأولئك هم المفلحون , ومن خفت مواينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون "لذلك حري بنا أن نستغل أوقاتنا ونعمرها بما يثقل الميزان قال صلى الله علية وسلم " أعمار أمتي بين الستين والسبعين"هذه الأعمار قصيرة أمام أعمار الأمم السابقة التي كانت تعمر السنون الطوال فخص الله هذه الأمة بمواسم وعبادات ثقل الميزان كليلة القدر ورمضان عموماً وعشر من ذي الحجة , وعشر حسنات بكل حرف من كتابة الكريم وأعمال الكثيرة ليس المجال هنا لبسطها ..يقول الشاعر /ولدت أمك يا ابن آدم باكياً والناس حولك يضحون سروراً
فاعمل لنفســـك أن تكون إذا بكوا في يوم موتك ضاحكاً مسروراً.........
ومن أجل العمل على استغلال الوقت في هذه الإجازة الصيفية ...
أولاً صلاة الفجر وما بعدها :ما أروع أن يبدأ المسلم يومه نشيطاً متفائلاً مستبشراً ببزوغ فجر جديد في حياته يلقى فيه الله تعالى محتفيا مسروراً منضماً لصفوة المحبين مصطفاً معهم في رباط روحي وقلبي ملبين نداء الحق مع نسمات الفجر ... نداء المؤذن لصلاة الفجر ومن حُرم من ذلك الإحساس الطيب بالقيام لصلاة الفجر وصلاتها في جماعة فهو حقاً محروم ، وننصح إخواننا الذين حرموا من هذا الخير العميم أن يبحثوا عن أسباب الحرمان ويعالجوها فهي تتراوح من كونها معاصي يفعلها العبد فيحرم بها الخير
أو كونها أسباب لم يتخذها أو لم يحسن الأخذ بها كالنوم مبكراً مستحضراً النية للتقوّي بالنوم على صلاة القيام وصلاة الفجر ، ومن الأسباب : الإكثار من الطعام قبل النوم مما يثقل الجسد عن القيام فابحث وحاول أن تعالج أسباب الحرمان حتى تكون أو تكوني من الفائزين بصلاة الفجر في وقتها وانضمامك إلى موكب الخير السائر إلى الله { وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ }المطففين26
بعد صلاة الفجر لا تنسَ أذكار الصباح فهي الزاد الطيب في بداية اليوم .الجلوس في المسجد حتى يحين وقت الضحى بعد شروق الشمس وارتفاعهابمقدار ميل وفي هذا الوقت نقترح لك أن تجعل فيه وردك اليومي من القرآنوهو جزء على التقدير العادي وبالطبع فهذا الورد من القرآن هو زاد روحك وقلبك في الإجازة وغيرها فهو الغذاء الطبيعي السليم والأساسي للمؤمن .بعد انصرافك من صلاة الضحى بالمسجد وقد رزقت الأجر إن شاء الله وهو كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة تعود لبيتك حتى تستريح قليلاً فإن كان وراءك عمل تقوم به في الصيف لمساعدة الأسرة أو تحقيق ذاتك فهذا خير ولمثل صاحب هذا الحال ننصح بعد صلاة الضحى بالراحة لمدة ساعة مثلا أو على قدر ما يكفل لك القيام قبل العمل بنشاط ويكفي لتناول إفطارك قبل الذهاب للعمل .ولغير العامل بالإجازة نقول له خذ راحتك مثلاً لمدة ينشط فيها الجسد ولا تطِل عن التاسعة صباحاً حتى لا تصاب بالخمول وبعد قيامك ننصح بساعتين من الاطلاع على آخر تطورات واقع المسلمين على بعض المواقع الموثوقة في ذلك ثم أخذ الزاد العلمي والثقافي المناسب من خلال عملك على الشبكة وما أفضل أن تطبع ما يستحق الطبع وتنشره بين إخوانك فتكون ساعدت في نشر الحق والخير ولك الأجر إن شاء الله ..
. فنفضل هذا الوقت على غيره للتصفح بالشبكة ومعرفة المستجد من الأمور والمعارف حتى موعد صلاة الظهر . التهجير لصلاة الظهر وهو التجهز والذهاب مبكراً للمسجد والجلوس في انتظار الصلاة فأنت في صلاة ما انتظرت الصلاة .بالنسبة للفتاة الفاضلة فنرجو منها أن تقضي هذه الفترة بين التصفح وبين مساعدة والدتها في شئون المنزل ونفضل لها البدء بمساعدة الوالدة ثم التصفح لأن سنة التهجير إلى المسجد هي للرجال الذاهبين للمسجد أما أنِِت فصلاتك في بيتك أفضل وبالتالي فسيتوفر لك وقت كافٍ قبل الظهر للتصفح فنقترح بتقسيم الوقت مما بعد التاسعة إلى الظهر مثلا إذا قدرناه بأربع ساعات فتساعد الوالدة في البداية بما مقداره ساعتين وفي الغالب يقل عن ذلك وتجعل الباقي حتى صلاة الظهر للتصفح ... واعلمي أن مساعدتك لوالدتك فيه خير عظيم { وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانا } البقرة 83
ثانياً : صلاة الظهر وما بعدها :
بعد أداء صلاة الظهر في جماعة يحين وقت القراءة الجادة لأحد فرائض الأعيان من العلوم كعلم العقيدة وهكذا المهم من علم الفقه كالطهارة والصلاة والصوم وغيرها فعلى الأقل نخصص بعد الظهر ساعتين للاطلاع أو سماع الأشرطة المنهجية في ذلك وننصح في هذا الصدد ببعض الكتب للشاب المبتدئ الحريص على أداء ما افترضه الله عليه فمثلاً في العقيدة نرشح لك كتاب " القول المفيد على كتاب التوحيد " للشيخ محمد بن صالح العثيمين عليه رحمة الله وهو كتاب نفيس وسهل التناول فلو قدرنا أنك ستقرأ بتفحص كل يوم عشرين صفحة سوف تنتهي من الكتاب في أقل من شهرين إن شاء الله .وبعد الانتهاء منه نرشح لك كتاباً سهلاً في الفقه ككتاب فقه السنة للشيخ سيد سابق مع تصحيح الشيخ الألباني للكتاب وهو المعروف بتمام المنة فتقرأ من كتاب فقه السنة وتطلع على ما ضعف وصح من أحاديثه من كتاب تمام المنة أما إن كان مستواك العلمي أكبر قليلاً من ذلك فعليك في العقيدة بكتاب العقيدة الواسطية لابن عثيمين وفي الفقه بكتاب نيل الأوطار للشوكاني مثلا ..
وقت تناول وجبة الغداء والأنس بالوالدين والتقرب منهما في وقت اجتماع العائلة لتناول وجبة الغداء وإن لم يكن لك إلا أحدهما فهو باب إلى الجنة وإن لم يكونا فالمسئول عنك هو في مقام الوالد ، ووقت الغداء هو وقت الاجتماع دائما ويفضل فيه تبادل الأحاديث الودية وهو مجال خصب للدعوة سواء لدعوة الإخوة أو الأخوات الصغار أو الكبار إلى الخير أو حتى دعوة الوالدين نفسيهما .وننصح هنا بشيء هام وهو نوعية الطعام ولا أقصد هنا الطعم أو الثمن وإنما أقصد الاهتمام بما يفيد بناء الشاب أو الشابة دون الإفراط في عوامل السمنة وكذا مع اعتبار عدم إضرار الجسم بما لا يفيده .الراحة بعض الوقت ثم الاستعداد لصلاة العصر
.ثالثاً: صلاة العصر وما بعدها :
الذهاب للمسجد لأداء صلاة العصر في جماعة والجلوس بعد الصلاة لأذكار المساء .بعد ذلك يفضل للشاب أو الفتاة تخصيص هذا الوقت للاستفادة الحركية للدعوة بمعنى تبادل الزيارات للأحباب بقصد الدعوة أو التباحث أو الأخذ بأيديهم إلى طريق الخير، ولو خصصنا هذا الوقت للدعوة لحققنا من خلال الإجازة عملاً عظيما ولأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم .
وتخصيص هذا الوقت حتى نغير عادة الناس من أن الزيارات تبدأ في الصيف بعد العشاء ثم تكون النتيجة عدم القيام لصلاة الفجر .وننصح بالتزود في هذه الزيارات ببعض النصائح من خلال حفظ بعض النصوص الدالة على ما يحتاجه المزور من نصائح ( كل حسب حاجته ) وكذا عند الاستطاعة التزود ببعض الأشرطة أو الكتيبات حتى ولو كان الصديق ملتزما فالنبي صلى الله عليه وسلم قال:
( تهادوا تحابوا ) كما ننصح بأمر ضروري وهو ألا تقتصر الزيارات كما يحدث غالباً على أصدقاء المسجد أو الالتزام وإنما نرجو أن نخرج من الإجازة بأصدقاء جدد مثلاً من الجيران أو صداقات الدراسة القديمة أو غير ذلك ممن يحتاجون إلى من يأخذ بأيديهم... واجعل سلاحك أو في ذلك الصبر والأناة .
رابعاً:صلاة المغرب وما بعدها :
يغلب على العادة أن تقام المحاضرات الدينية فيما بعد صلاة المغرب فننصح باستثمار هذا الوقت في حضور محاضرات أهل العلم العلم الموثوقين .. وفي حالة التعذر أو البعد عن أماكن العلماء فننصح بزيارة من هم أكبر منا وأعلم من إخواننا حتى نستفيد من تجاربهم وخبراتهم ونسألهم عما لا نعلم فقد نجد عندهم ما يشفي , فكما خصصنا ما بعد العصر لدعوة الآخرين نخص ما بعد المغرب بالاهتمام بالتزود من العلماء أو الأكبر منا والأكثر خبرة من إخواننا .وكذلك الأخوات الفضليات نفس الشيء , فإن تيسر حضور المحاضرات وإلا فاللجوء إلى من هم أكبر منكن خبرة وأكثر علماً من من أخواتكن ، وننصح خاصة في المجال النسائي بالتريث في اختيار من نأخذ منهن النصيحة فلا تأخذنها إلا ممن هن لذلك أهل ، وإن كان في أخذ العلم من الأشرطة الصوتية بالنسبة لكن أفضل من الخروج إلى المساجد القريبة والبعيدة وأحفظ لكن ...
خامساً : صلاة العشاء وما بعدها :حضور صلاة العشاء في الجماعة ثم الذهاب إلى المنزل مبكراً فلا سمر بعد العشاء . حتى نكون صرحاء مع أنفسنا فمنا من تعود قيام الليل الذي هو شرف المؤمن ومنا من لم يتعود عليه ولكنه يشتاق لأن يكون يكون ممن يقومونه ، لذا فمن تعود على قيام الليل ننصحه بالنوم مبكراً والقيام قبل صلاة الفجر بوقت كاف لأداء صلاة القيام . أما من لم يتعود على قيام الليل ويحس أنه لن بقوم حتى إذا نام مبكراً ويغلب على ظنه ذلك أو أنه جرب ولم يستطع فنقول له لا تحرم نفسك من الخير وقم بعد صلاة العشاء في منزلك فهذا الوقت أول وقت القيام وحاول أن تجاهد نفسك فابدأ مثلاً بثمان ركعات كل ركعتين منفصلتين واقرأ فيهن بقصار السور ثم تدرج بنفسك حتى تكثر من القراءة شيئاً فشيئاً ولا تحمل نفسك فوق طاقتها حتى تداوم لأن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل ومع التدرج ستجد الخير إن شاء الله فهذا وعد الله {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }العنكبوت69 ...
فمع الوقت ستجد في نفسك القوة على الصلاة بجزء كامل في ثمانية الركعات ومع الوقت ستجد في نفسك الزيادة إن شاء الله ...وبإذن الله ستوفق أيضاً إلى القيام في الثلث الأخير من الليل الذي هو وقت التنزل الإلهي.. ..
هذه النصائح جعلتها في نهاية هذا البرنامج العملي للإجازة لأنها حسب القدرة والاستطاعة وهي كما يلي :
1.الذهاب لأداء العمرة لمن يستطيع الاستطاعة المادية للذهاب من خارج بلاد الحرمين ... وأما إخواننا من جيران الحرم فننصحهم بالذهاب لأداء العمرة والإكثار من ذلك ، فالأثر الصحيح دل على أن الحج للحج والعمرة إلى العمرة ينفيان الذنوب والفقر كما ينفي الكير خبث الحديد ويالها من أحاسيس ومشاعر فياضة يجدها المسلم في جوار بيت الله الحرام أسأله تعالى أن يرزقني وإياكم المتابعة بين الحج والعمرة
2.الدخول في المراكز الصيفية ذات النشاط المتكامل والمتوفرة في بعض الدول العربية وتكون ذات صبغة إسلامية يتم فيها تنمية الشباب وهواياتهم وتوجيه تطلعاتهم ... ولكن لو كانت هذه المراكز في دولة تشجع الاختلاط وليست ذات صبغة إسلامية فلا نشجع عليه بل ننصح بعدم الاشتراك فيها لما ذلك من الفتنة والضرر .
3.و بالنسبة للأخوات الفضليات يمكن استثمار بعض الوقت في الالتحاق بمراكز تدريب الفتيات على أعمال المنزلكالتدبير المنزلي والذي يشملعلى أعمال الطبخ أو الخياطة وغيره من المهارات المطلوبة في الأخت المسلمة الفاضلة التي تعلم أن أفضل جهادها في حسن التبعل للزوج وإنشاء الجيل الفاضل جيل صلاح الدين وخالد بن الوليد وعمر بن الخطاب .
السفر المباح :الذي يأمن المرء فيه على دينه من الفتنة وعلى من يعول لا بأس به إن التزمنا بتعاليم الإسلام وأخلاقه وكنا دعاة لله بحجابنا وأخلاقنا ,,, والبعد عن الإسراف في السفر بدفع الأموال الطائله في النزهة
ويجدر بنا أن نشير إلى أمر هام في السفر لبلاد الكفر يقول الشيخ بن عثيمين في هذا الأمر :فكذلك إن كان الإنسان من أهل الإسلام ومن بلاد المسلمين فإنه لا يجوز له أن يسافر إلى بلد الكفر لما في ذلك من الخطر على دينه وعلى أخلاقه ولما في ذلك من إضاعه ماله ولما فيه من تقوية اقتصاد الكفار ونحن مأمرون بأن نغيظ الكفار بكل ما نستطيع .ثم ذكر الشيخ شروطاً للسفر لبلاد الكفار :
1 ـ أن يكون لديه علم يدفع به الشبهات .
2 ـ أن يكون لديه دين يحميه من الشهوات .
3 ـ أن يكون محتاجاً إلى ذلك مثل أن يكون مريضا يحتاج للسفر إلى بلاد الكفر للاستشفاء أو يكون محتاجاً الى علم لا يوجد في بلاد الإسلام تخصص فيه فيذهب هناك أو يكون الإنسان محتاجاً إلى تجارة يذهب يتجر ويرجع , المهم أن يكون هناك حاجة
ثم أردف قائلا : ولهذا أرى أن الذين يسافرون إلى بلد الكفر من أجل السياحة فقط أرى أنهم آثمون ..ولمزيد عن هذا الموضوع راجعوا إن شئتم شرح رياض الصالحين المجلد الأول " شرح الحديث الأول حديث بن الخطاب " أنما الأعمال بالنيات .... "فلنكن دعاة إلى الله في أي أرض نطئها بتطبيق شعائر الله عز وجل .وقد لا يتيسر لنا الذهاب للدور النسائية أو الإلتحاق بالدورات الشرعية فلا تُحرمي الخير بحول الله فمجال طلب العلم واسع اعملي جدولاً مع أخت لك في البيت أو صديقة ولو بالهاتف لحفظ القرآن , أو لسماع موعظة بسيطة ,وكذلك الأشرطة النافعة التي يُسجل بها دروس العلماء ,,,ويجدر بي أن أشير هنا إلى الحرص على أخذ العلم من أهلة الثقات فابتعدي عن أهل البدع من الصوفيين وغيرهم ولا تقرئيها ولو للإطلاع ما دمت غير عالمة تردين عليهم لما فيه خطر على دينك أختي الغالية .واعملي لأهلك وأطفالك دروساً علمية خفيفة يومية أو اسبوعية كل على حسب حالك مع ملاحظة أن تناسب المواضيع المطروحة حال المخاطب وظروف الأسرة ....الانترنت :
نعمة عظيمة من نعم الله عز وجل فاحرصي على تسخيرها لخدمة دين الله وما يقربك من ربك عز وجل طول العام عامة وفي فترة الإجازة خاصة وذلك بتصفح المواقع الإسلامية والمشاركة في المنتديات الإسلامية بكتابة مقال أو رد يخدم دين الله ويكون شاهداً لك عند الله عز وجل وتذكري :
:وما من كاتب إلا سيفنى ويبقى الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شئ يسرك في القيامة أنك تراه .
وكذلك لو تعدي قائمة بريدية لمجموعة من الأخوات ترسلين لهن المقالات النافعة الدينية وكذلك الأمور المباحة حتى لا تمل القارئة كأن ترسلي لها ما يفيدها في أناقتها بما أباحه الله وأطباق مختلفة ولا تنسي الفكاهه المباحة التي لا كذب فيها ولا سخرية بأحد ولا غيبة ....
واعلمي وفقني الله وإياك لما فيه الخير أن المؤمن ضعيف بنفسه قوي بإخوانه فاصحبي صديقة تعينك على الخير وتذكرك بالله دوماً
كان المتقون الأبرار السابقون الأولون ومن تبعهم بإحسن إلى يوم الدين أعرف الناس بربهم وأتقاهم له فكانوا في سير حثيث لا ينقطع وسباق مع الزمن لكسب الصالحات .
قيل ليحيى بن زكريا : هيا بنا نلعب , قال : ما للعب خلقنا ...
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : وما أدراكم بابن مسعود تلميذ نجيب في مدرسة النبوة يقول : ما ندمت على شئ ندمي على يوم غربت شمسه اقترب فيه أجلي ولم يزدد عملي .
ويقول ابن عمر رضي الله عنهما كما صح عند البخاري من حديثه رضي الله عنه يوم أن كان النبي صلى الله عليه أخذاً بمنكبه وقال له : " كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل " , فقال ابن عمر : إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك "
ويقول أحد السلف الصالح : لو فاتني وردي من الليل لم أستطع قضائه في الصباح , لانشغال وقته .
إياك وإخوان السوءوعظ بعضهم ابنه فقال له : ( إياك وإخوان السوء ، فإنهم يخونون من رافقهم ، ويسدون من صادقهم ، وقربهم أعدى من الجرب ، ورفضهم والبعد عنهم من استكمال الأدب والدين ، والمرء يُعرف بقرينه . قال : والإخوان اثنان : فمحافظ عليك عند البلاء وصديق لك في الرخاء ، فاحفظ صديق البلية ، وتجنب صديق العافية ، فإنه أعدى الأعداء ) ..من فوائد مجالسة الصالحين
قال لقمان لابنه : يا بني ، جالس قوماً يذكرون الله بطاعته ، فإن كنت عالماً نفعك علمك ، وإن كنت جاهلاً علموك ، وإن نزلت عليهم رحمة أو رزق كان لك فيه معهم حظ ، ولا تجالس قوماً لا يذكرون الله ، فإن كنت عالماً لم ينفعك علمك ، وإن كنت جاهلاً زادوك جهلاً ، وإن نزلت عليهم لعنة أو سخط شاركتهم فيه .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه الغر الميامين وبعد : فنحن على أبواب الإجازة الصيفية الطويلة ، تلك الإجازة التي ينتظرها ملايين الطلاب والطالبات من أبنائنا ؛ ليستريحوا من عناء السهر والمذاكرة والذهاب يومياً إلى المدارس والجامعات والمعاهد . وهذه الإجازة لا ينبغي أن تكون عطلة من العمل ، فليس في حياة المسلم " عطلة " وإنما سعي دائم وعمل مستمر حتى الموت { يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ } . كما أن هذه الإجازةليست فرصة للمعاصي والمنكرات ، فما دمنا نأكل من رزق الله ، ونمشي على أرضه ، ونستظل بسمائه ، ونستنشق هواءه ، فلا ينبغي لنا أن نعصيه طرفة عين ،
لا في سفرنا ولا في إقامتنا . من أجل ذلك جمعنا هذه العطرة من الفتاوى والفوائد والتوجيهات نهديها إلى إخواننا وأخواتنا بمناسبة قرب الإجازة الصيفية ، آملين على أن تكون عوناً لهم على استثمار أوقاتهم فيما ينفعهم في الدنيا والآخرة .وذلك ليغتنموا أجر متابعته صلى الله عليه وسلم والعمل بسنته في الأسفار
.
لا ترسلوا أبنائكم للخارج :
سؤال :فضيلة الشيخ : بعض العوائل المسلمة في بلادنا يرسلون أولادهم في العطل الصيفية للسكن مع عوائل في بريطانيا وأمريكا بحجة تعلم اللغة الإنجليزية فما حكم ذلك ؟الجواب :لا يجوز ذلك ، لأن هذا خطر عظيم على هؤلاء الشباب ، وفيه تخريب وإفساد لأخلاقهم وعقائدهم وتشكيك لهم في الإسلام . وينبغي أن يُعلم أن الصغار الذين في سن الخامسة عشر ونحوها إذا تربوا ولو زمناً يسيراً كل سنة كشهر أو شهرين في مثل تلك البيئات المنحرفة فإنهم يتأثرون بهم ، والغالب أن أولئك الكفار ينشطون في بث التشكيكات في قلوب هؤلاء الشباب ، ويلبسون عليهم دين الإسلام ، ويعظمون قدر الكفار في قلوبهم ، ويطلعونهم على إنجازات أهل الكفر واختراعاتهم وصناعاتهم ، ويغرسون فيهم أن الإسلام هو الذي عاق أهله فلم يفلحوا ولم يخترعوا ولم يتقدموا ، فيكون ذلك سبباً في إضعاف دين هؤلاء الشباب وزعزعة العقيدة من نفوسهمسؤال :فضيلة الشيخ : الأغلب أن هؤلاء الشباب يسكنون مع عوائل هناك فيها اختلاط ؟ الجواب : هذا أيضاً مما يعظم المصيبة إذ تحيط بالشاب الشهوات مع الشبهات . فيُبتلى بالفواحش والفتن فتفسد أخلاقه ودينه والعياذ بالله
[ الشيخ ابن جبرين ]
مفاسد السفر إلى الخارج :
سؤال :فضيلة الشيخ : كثير من الناس يسافر إلى البلاد الأجنبية لقضاء الإجازة ، فما هي المفاسد التي تحدث بسبب ذلك ؟ وما قولكم في بعض النساء اللاتي يكشفن وجوههن ويتعللن بالحاجة إلى ذلك ؟الجواب : أرى أن من أنعم الله عليه بالمال ألا يسافر إلى البلاد الخارجية ، وأما من لم ينعم الله عليه بكثرة المال ، بل ابتلاه بالفقر ؛ فهو ليس بذاهب ، لكن المشكلة فيمن أغناه الله ، فأرى ألا يذهب إلى البلاد الخارجية لأن في ذلك مفاسدا :
أولاً : أن أهله سيتغيرون عندما يشاهدونه سواءا تغيروا فجأة أو على المدى الطويل .
ثانياً : أنه كما قال السائل ربما تغطي المرأه جميع بدنها إلا وجهها ، يعني تغطي البدن وتبقي ما فيه الفتنة ؛ لأن إظهار الوجه هو الفتنة في الواقع ، وجمال المرأه في وجهها ، ومحمل الفتنة وجهها ، لا شك في هذا .
ثالثاً : أنه ربما يتأثر في عقيدته وعبادته وأفكاره وأخلاقه لما يرد على قلبه أو يورد عليه من الشبهات والتضليل ، فيخسر بذلك دينه ودنياه .
رابعاً :إضاعة الأموال الكثيرة بما لا منفعة فيه بل فيه مضرة .
خامساً :إثراء اقتصاديات البلاد التي سافر إليها ، وربما يكون في ذلك ضرر على المسلمين .
سادساً :ابتعاد الإنسان عن أهله وبيئته التي لا شك أن بقاءه بينهم أوصل للرحم وأجمع للشمل
سابعاً : تلك المفسدة الفادحة إذا ذهب الإنسان وليس معه أهله ، فإنه قد يغريه الشيطان بارتكاب الفاحشة وهي الزنا ، والعياذ بالله .
[الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله - ]
كيف تقضي المرأة الإجازة ؟
سؤال :كيف تستغل المرأة وقتها في الإجازة ؟ وكيف تطلب العلم الشرعي ، نرجو توضيح ذلك ..
الجواب :النساء شقائق الرجال ، ويجب عليهن المحافظة على الأوقات كما يجب على الرجال ، والمرأة أشد مسؤولية بالنسبة للمحافظة على الوقت ، لأن المرأة في بيتها ، والنساء والحمد لله اليوم يتمكن من مراجعة الكتب ؛ ففي إمكان المرأة أن تراجع الكتب مرة ، وأن تستمع إلى الأشرطة مرة ، وأن تأخذ بإخوانها الصغار تدرسهم وتعلمهم مرة ، أو تشتري مثلاً مكينة تتعلم عليها الخياطة ، وما أشبه ذلك ، فمجال العمل للمرأة واسع ، كما أن مجال العمل للرجال واسع أيضاً ، ثم إن الدروس – دروس الرجال – إذا كانت في وقت مناسب للنساء أمكن النساء أن تحضر ، وأكثر المساجد اليوم والحمد لله موجود فيها أماكن مخصصة للنساء ، تأخذ المرأة حريتها في هذه الأمكنة ، يمكنها أن تضع عباءتها وتكشف وجهها ، ويمكنها أن تتكئ على الجدار وما أشبه ذلك ، فالأمر واسع والحمد لله .
[الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله - ]
نصيحة للشباب
قال الشيخ عبد الله الجبرين :الشباب ، وبلا شك عليهم مسئولية كبرى ، وذلك لأنهم غالباً هم الذين معهم ميل إلى اللهو والبطالة ، ومعهم إذا صلحوا قوة في العمل ، وقوة في مواصلة العمل ، فننصح هؤلاء الشباب أن يحافظوا على أوقاتهم من اللهو والبطالة ، وأن يختاروا الصحبة والرفقة الطيبة الذين يعينونهم على الخير ويحفظون أوقاتهم، ويعينونهم على الأعمال الصالحة ومواصلتها ، وننصحهم ألا يبيتوا طوال ليلهم على سهر أو سمر يقطع عليهم وقتهم ، ويضيع عليهم زمنهم في غير فائدة ..وننصحهم بكثرة تلاوة القرآن الكريم والحرص على قيام الليل والله المسئول أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه .
نسأل الله عز وجل أن يبارك في أعمالنا وأوقاتنا وأن يوقفنا للعمل الصالح فيها ، فقد قال صلى الله عليه وسلم ( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيم أفناه ، وعن شبابه فيم أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ، وعن علمه ماذا عمل به ) أخرجه الترمذي وقال عنه حسن صحيحفهل أعددت للسؤال جواباً ؟ وهل أعددت للجواب صوابا ؟ ...أيها الأخ الحبيب ويا أيتها الأخت الكريمة : إن الإجازة الصيفية فرصة لا تعوض وهي أيام من العمر فاحرص على اغتنام الفرص واللحظات فيها ، وحاول جاهدا أن تخرج من إجازة هذه السنة بمكاسب كثيرة ونتائج طيبة ، فيا شباب أنتم في مقتبل العمر وبحاجة إلى بناء الشخصية وقدراتها ومواهبها ، وشتان بين شاب أو فتاة ذي مواهب متعددة يعرف الكثير ويتقن الكثير .. فهو ذو علم وثقافة واسعة وهو يعرف الحاسب الآلي وهو يتكلم الإنجليزية وهو يحفظ الكثير من القرآن والأحاديث وهو مفتاح خير في كل شيء ، وبين شاب أو فتاة لا يتقن صنع شيء ولا يعلم شيئا إلا التسكع في الشوارع والجلوس على مشاهدة وسائل الإعلام وغيرها .. لماذا؟ وما هو الفرق بينهما .. لا لشيء إلا أن الأول استغل أوقات فراغه بما ينفع ، والآخر ذهبت عليه الأيام والليالي في نوم وسهر على وسائل الإعلام وتسكع وجلسات وضحكات وتذكر آخِر الإجازة ، وكلٌ قد رجع بمكاسب ونتائج وأنت أيها المسكين تجر أذيال الخيبة والحسرة والخمول والكسل ، فإن لم تكن مفتاحا لأبواب الخير التي ذكرنا بعضاً منها فما أقل من دعوات صالحة تخرج من قلبك لإخوانك بالتوفيق والتيسير .. فإن الدعاء سلاح المؤمن ... فانصر إخوانك وكن معينا لهم ولو بدعوات صادقة أو بكلمات طيبة فإن هذا تشجيع منك لإخوانك الناشطين العاملين .. لك أنت أجر وثواب هذه الكلمات والدعوات ، فإن لم تستطع الدعاء أو الكلمة الطيبة فكف عنهم لسانك فإنها صدقة منك أيضا على نفسك ...
جاء الصيف ، فماذا أنتم فاعلون ؟
شبابنا و الأجازة الصيفية
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
نسأل الله عزوجل أن يرزق الفردوس الأعلى من أعان على كتابة أو نشر هذا الموضوع
مع ذكر المصدر ..
تقبلوا منا التحية ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المفضلات