هذه أول مرة أجرب فيها الكتابة في هذا القسم .. صحيح أني التصوير يستهويني ولكن هذا الجزء من المنتدى أعتبره أكثر من مظلم!
اخترت أن أكتب اليوم موضوعًا بسيطًا وسيكون بإذن الله سريعًا عن كيفية اصطياد المصور الدمية من بين المصورين المحترفين.
هل كنت تعلم أنه يمكنك معرفة المصور الدمية قبل حتى قبل أن يلتقط صورته؟! وماذا لو قلت لك أنه ليس كل من حمل كاميرا DSLR يعتبر مصورًا محترفًا؟!
ملاحظة: أنا أعتبر المصور المحترف لا يقوم بأي من أخطاء الهواة وغالبًا ما تجد قيمة عدته تفوق قيمة ما يصرفه على طعامه خلال 5 سنين! ولذا لن يكون أيًا منا مصورًا محترفًا أليس كذلك؟! ولكن سأستخدم مصطلح "المصور المحترف" في هذا الموضوع اختصارًا لـ "المصور شبه المحترف"!
ملاحظة أخرى: وأنا أكتب هذا الموضوع اخترت مصطلح "المصور الدمية" عوضًا عن "المصور المبتدئ" لأنني أظن أنه أفضل ويعطي انطباعًا عن موضوع مترجم من كاتب معروف!
والآن .. كيف نعرف المصور الدمية؟!
يمسك الكاميرا بطريقة خاطئة
وهو أكثر الأخطاء شيوعًا ووضوحًا .. وأكثر ما قد يجعل المصور المحترف يضحك عليك إذا كنت تحمل كاميرا DSLR!
كيف تحمل الكاميرا:
التصوير الأفقي: راحة اليد اليسرى ملتفة حول العدسة من الأسفل برفق وتثبتها - اليد اليمنى قابضة على الكاميرا وإبهامها حر في التحكم بالإعدادات - الكوعان منضمان للصدر - الرأس مائل قليلًا للأمام
التصوير الرأسي: كل ما سبق باستثناء إمالة الرأس - إمالة الكاميرا 90ْ لليمين وليس لليسار (كنت أقوم بهذا الخطأ حتى فترة قريبة).
يلتقط الكثير من الصور .. "الكثير منها"
قد لا يلاحظ ذلك الأشخاص العاديون .. ولكن الأشخاص المحترفين لا يقومون بالتقاط عدد هائل من الصور خاصة للمشهد الواحد .. إلا لو كانوا يتعلمون شيئًا جديدًا في ذلك اليوم أو إذا لم تعجبهم النتائج.
صور كثيرة لموضوع واحد .. ورغم تغيير زاوية الإضاءة في كل مرة إلا أن نصف هذه الزوايا يبدو سيئًا حتى قبل التصوير.
إمالة الكاميرا قليلًا للجانب
وهذا من الأشياء الواضحة وضوح الشمس في صور الدمى .. عن تجربتي الشخصية .. في 95% من الحالات التي أعطيت فيها شخصًا ليس محترف تصوير كاميرتي فإن أول صورة يقوم بتصويرها هي صورة مائلة لي 45 درجة! المصور المحترف لا يقوم أبدًا بتصوير هذه الصور فهي ليست فنًا كما يقال عنها.
رغم أن الصورة لا تبدو سيئة لكن إمالة الكاميرا لا تعتبر أيضًا شيئًا جيدًا.
يستخدم الفوتوشوب بمبالغة
وهذا أيضًا واضح للغاية في أساليب الدمى .. فقد يلتقط لقطة ويدخلها لبرامج معالجة الصور ويقوم بتخريبها تمامًا بالمؤثرات مثل زيادة حدة الألوان بشكل فظيع أو الإكثار من صور الأبيض والأسود أو استخدام خاصية انتقاء الألوان بكثرة أو تنعيم الصورة بدرجة كبيرة .. المحترف يستخدم الفوتوشوب حتى يضع لمسة جمالية بسيطة كأن يصلح خللًا ما أو يغير في الألوان بشكل معقول وغير مبالغ.
تم استخدام مؤثر HDR بصورة جدًا مبالغة .. وأفسد ذلك الصورة تمامًا.
يضع توقيعه في كل مكان
وهذا من الأشياء المزعجة .. فوضع التوقيع بخط كبير هنا وهناك لا يعطي للصورة جمالًا .. وحتى لو كانت لحفظ الحقوق فعلى أي حال من يريد سرقة صورة مصور دمية؟! ربما انتظرت قليلًا حتى احترفت ثم بدأت بوضع توقيعك في ركن الصفحة بقياس معقول.
صورة عادية لرمال الشاطئ مع بعض المؤثرات وتوقيع كبير في الركن .. صدق أو لا تصدق فإن هذا الشيء قد يضر باسمك الفني أكثر من أن يشهرك كمصور فنان.
يصور حاجياته بدون أي أفكار جديدة
غطاء العدسة .. هاتفه .. ساعته .. سماعة الرأس .. أو حتى الكاميرا نفسها في المرآة! ودون أن تكون هناك أي فكرة جديدة أو خلفية مناسبة في الصورة .. وهذا دليل على عقم الأفكار.
لربما كان من الأفضل لمصور هذه الصورة أن يتنزه خارج المنزل قليلًا بحثًا عن مواضيع مثيرة.
يستخدم الفلاش المدمج مع الكاميرا
المحترفون يفضلون أن تضيع الصورة على أن تنشر صورهم الملتقطة بالفلاش المدمج .. والسبب أن أجسامًا تظهر بها ميتة بيضاء ومسطحة .. وأجسام أخرى في الخلف مظلمة وسوداء .. ناهيك عن الأعين الحمراء في كل مكان .. ولذا يستثمر المحترفون في فلاش خارجي والذي يعطي الصورة إضاءة متوازنة.
الصورة بالأعلى التقطت باستخدام فلاش مدمج .. لاحظ كيف أن الجسم بدا مسطحًا ومملًا بدون أي تفاصيل مثيرة .. أما الصورة التي بالأسفل فقد التقطت باستخدام فلاش خارجي .. وهذا ما أعطى للجسم إثارة وجمالًا في التفاصيل.
الصورة التي على اليسار التقطت بالفلاش المدمج .. وهذا واضح من الظلال والظلمة التي في الخلف وشكل الطفلة المفجع .. في حين أن الصورة الأخرى التقطت بفلاش خارجي سمح للضوء أن ينتشر بتوازن في كل الصورة.
الفلاش الخارجي تختلف أثمانه .. منه ما هو الغالي ومنه ما هو الرخيص .. ولكن معظم الأنواع الرخيصة تفي بالغرض.
صوره مشوشة
وقت الليل وقت مناسب لصيد المصورين الدمى! فالصور المشوشة تدل على الإضاءة الضعيفة واليد المهتزة نتيجة المسك الخاطئ للكاميرا .. ولكن ما أن يحاول يصلح ذلك برفع الـ ISO فستظهر الحبيبات في الصورة بشكل مزعج حال تعدي القيمة 800 .. ولذا يقوم المحترفون إما باستخدام الفلاش الخارجي أو استخدام الـ Tripod.
صورة ليلية مشوشة وسيئة
استخدام الـ Tripod أمر أساسي للغاية بالنسبة لكل مصور.
يستخدم إعداد Automatic معظم الوقت
فعلى الرغم من مرور وقت طويل على شرائه لكاميرته إلا أنه لم يتعلم الإعدادات المناسبة للتصوير بعد .. فيقوم باستخدام إعداد Automatic حتى تظهر صوره بشكل مقبول.
كم مرة لاحظت انطلاق نور الفلاش من أحد المصورين في وضح النهار؟ نعم هذه أحد طرق صيد المصورين الدمى!
صور ببعد بؤري خاطئ
وهو ما ينجم عن الاستعجال والجهل .. ودائمًا ما تضيع لحظات رائعة تم التقاطها بواسطة مصور دمية يحمل كاميرا DSLR.
تخيل النظرة على وجه المصور عندما يتذكر نسيانه لوضع إعداد ضبط البعد البؤري لوضع Automatic .. فلا بأس باستخدام هذا الإعداد المفيد بل ويفضل أن يستخدمه الجميع بلا حرج.
استخدام العدسة الـ Standard
بشراء كاميرا DSLR والرغبة في تعلم التصوير فينبغي أنك تعلم بأنك ستصرف الكثير من المال على هذه الهواية المكلفة .. ولكن المصور الدمية لن يستخدم سوى العدسة المرفقة مع الكاميرا وهي غالبًا ذات بعد بؤري بين 55-18 ملميتر وفتحة عدسة 3.5 .. وأحيانًا قد يشتري كاميرا DSLR جديدة ويبقي على نفس العدسة! أما المصور المحترف فيعلم أن تغير النتائج سببه تغير العدسات وليست الكاميرات بشكل أساسي.
أحد عدسات شركة Nikon الـ Standard.
يستخدم الميجابيكسل كمقياس
صحيح أن الميجابيكسل شيء مهم في الكاميرات .. ولكن في صور الأشخاص العاديين فإن أكثر من 12 ميجابيكسل قد لا يكون مهمًا .. لأن زيادة الميجابيكسل يعني زيادة قياسات الصورة مما تعطي إمكانية لـ Digital Zoom أكبر وهذا شيء غير مهم .. يعتبر مهمًا في حالة طباعة الصور بشكل كبير لتعليقها أو من أجل اقتصاص جزء منها .. المصور المحترف أن مقياس جودة الصور هو معالج الكاميرا بشكل أساسي.
الصورة بالأعلى التقطت بكاميرا قوتها 41 ميجابيكسل .. نعم إنه هاتف Nokia 808 Preview .. الصورة الأخرى التقطت بأحدث وأقوى كاميرات DSLR التجارية وهي Canon 5D Mark III ذات قوة 22 ميجابيكسل .. الآن أمعن النظر في الظلال في كلًا من الصورتين .. ثم قارن بين حروف اسم الفندق وأيضًا كلمة OMV .. الآن تأكدت أن الميجابيكسل ليس كل شيء.
لديه صورة واحدة على الأقل لقطرة ماء
أمر لا يعرفه إلا المحترفون .. أن صورة قطرة الماء تدل مباشرة على أن المصور قد قرأ للتو درسًا عن الصورة الشهيرة لقطرة الماء مالم تكن فيه فكرة جديدة.
بالحكم على زاوية التصوير ونوع الإضاءة وخلو الصورة من الأفكار الجديدة تستطيع التأكد من أن ملتقط الصورة ليس شخصًا محترفًا.
صوره اعتيادية
لا يبحث عن زوايا جديدة لتصوير الجسم .. لا أفكار جديدة .. لا يدرس المشهد أمامه ولا يعطي وقتًا للتفكير في طريقة التصوير .. كل ما يفعله هو إخراج الكاميرا وبدء التصوير على الفور ويكرر الأفكار .. المحترف قد يخاطر بحياته من أجل زاوية رائعة تخيلها!
هذا المصور يبدو مستمتعًا بالتصوير فوق الصخرة .. ولكن يبدو أن زاوية التصوير لم تعجبه.
قرر أن يبحث عن زاوية أفضل.
قفز للصخرة المقابلة.
وكاد أن يسقط .. وكل هذا في سبيل الحصول على زاوية تصوير ترضيه!
لدي بعض هذه الأخطاء .. ماذا أفعل؟!
الحل البسيط والمباشر أن تبدأ إصلاح الأخطاء التي يمكن إصلاحها فوريًا .. والقراءة وتعلم المزيد في عالم التصوير .. وأيضًا شراء المعدات الأساسية للتصوير بجانب الكاميرا .. وتذكر أن التصوير هواية عملية أكثر من كونها نظرية .. لذا لن يكون التعلم بالقراءة والاستطلاع أكثر فائدة من التجربة والخطأ.
وبإذن الله نصبح جميعًا من محترفي التصوير.
إعداد: kai2kidx2
المصادر: قراءات مختلفة سابقة وتجارب شخصية
التصاميم: Miaka Yuki
المفضلات