. . . ~
. . . ~
لم أكتب في هذا القسم إلاَّ موضوعاً واحداً .. كان ذلك منذ وقت طويلاً..حقا فرطت فيه كثيراً..~
لذا فكرت ان أنقل هذا الموضوع الذي قمت بصياغته لمجلة مسجد الحي..~
حيث قمت بعملية جمع لجميع ما المعلومات عن هذا اللباس - لباس التقوى و العفة - و نقله بإختصار ..~
أتمنى ان أكون قد وفقت في إعادة الصياغة و لنبدأ بسم اللَّه..~
في لغة العرب: يطلق على الثوب المشتمل على الجسد كله، وعلى الخمار، وعلى ما يلبس فوق الثياب كالملحفة والملاءة تشتمل بها المرأة ، كما أنه السِّتر والحيلولة والمنع .
اصطلاحا (شرعا): هو ستر المرأة جميع بدنها وزينتها، بما يمنع الأجانب عنها من رؤية شيء من بدنها أو زينتها التي تتزين بها، ويكون استتارها باللباس وبالبيوت.
قال الشيخ الألباني –رحمه الله-:"...بين الجلباب و الحجاب عموم و خصوص ،فكل جلباب حجاب ،وليس كل حجاب جلباب ..و استشهدتُ على ذلك بقول ابن تيمية رحمه الله تعالى:" فآية الجلابيب عند البروز من المساكن، و آية الحجاب عند المخاطبة في المساكن".." انتهى قوله.
اتفق الأئمة على وجوب ستر المرأة بدنها، ماعدا الوجه و الكفين ففي وجوب سترهما خلاف .
و الدليل قوله تعالى: ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ) "سورة النور الآية 31 "
و قوله تعالى في "سورة الأحزاب: الآية59 " يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً).
لم يشرع الله تعالى لعباده تشريعا إلا وفيه حكم بالغة مردها إلى جلب المصالح ودفع المفاسد. ومن هنا نعلم أن الله تعالى لم يفرض على المرأة الحجاب إقرارا لعادة، أو قهرا وظلما، أو إذلالا واستحقارا لها، بل فرضه عليها كي تبقى درة مكنونة و جوهرة غالية لا تعبث بها الأيدي ، ولا تطولها الأعين و لتبقى عزيزةً نظيفة عفيفةً شريفة فالمرأة المسلمة المحجبة كالملكة في بيتها، وكالسيدة في قومها ، فهي أسمى و أغلى جوهرة ليس من السهل أن تلمسها أو تنظر إليها .كما أن الحجاب تعبير عن حرية المرأة في نفسها ، وإعلان منها أنها ليست نهباً لكل أحد من هنا تكون شخصية المسلمة المحجبة التي تقدر نفسها ، لا التي تتبذل وتكون سلعة رخيصة لا قيمة لها.
- استيعاب جميع البدن إلا ما استثني
- أن لا يكون زينة في نفسه
- أن يكون صفيقا لا يشف ( غير شفافا و لا رقيقا).
- أن يكون فضفاضا غير ضيق
- أن لا يكون مبخرا مطيبا
- أن لا يشبه لباس الرجل
- أن لا يشبه لباس الكافرات
- أن لا يكون لباس شهرة
قال شيخ الألباني رحمه الله: (و اعلم ان ليس من الزينة في شئ أن يكون ثوب المرأة الذي تلتحف به ملوَّناً بلون غير البياض أو السواد، كما يتوهم بعض النساء الملتزمات.... لقوله صلى الله عليه و سلم:"طيب النساء ما ظهر لونه و خفي ريحه..." ) انتهى قوله –رحمه الله-
ذكر القرطبي و غيره في سبب نزول هذه الآية أن النساء كن في ذلك الزمان إذا غطين رؤوسهن بالأخمرة ، و هي المقانع ،سدلناها من وراء الظهر كما يصنع النبط ، فيبقى النحر و العنق و الأذنان لاستر على ذلك . فأمر الله تعالى بِلَيِّ الخمار على الجيوب.
يجوز للمرأة أن تخلع حجابها أمام محارمها.
والمحرم للمرأة هو من لا يجوز له مناكحتها على التأبيد بقرابة ( كالأب وإن علا والابن وإن نزل والأعمام والأخوال والأخ وابن الأخ وابن الأخت ) أو رضاع ( كأخي المرأة من الرضاعة وزوج المرضعة ) أو صهرية ( كزوج الأم وأبي الزوج وإن علا وولد الزوج وإن نزل )
و المجموعة في قوله تعالى:" وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" .
هناك خلاف بين الأئمة و العلماء حول وجوب تغطية الوجه و الكفين ،فالبعض يرى انه واجب لأن الوجه و الكفين من العورة و لهم في ذلك أدلة من الكتاب و السنة كالشيخ ابن العثيمين رحمه الله ،و البعض الآخر يرى بالجواز و لهم في ذلك أدلة أيضا ،و من العلماء الذين أباحوا ذلك الشيخ الألباني رحمه الله.
يجب على المرأة عند تأدية العمرة أو الحج أو في الصلاة كشف الوجه و الكفين و ذلك لقول عائشة رضي الله عنها قالت : ( كَانَ الرُّكْبَانُ يَمُرُّونَ بِنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْرِمَاتٌ ، فَإِذَا حَاذَوْا بِنَا سَدَلَتْ إِحْدَانَا جِلْبَابَهَا مِنْ رَأْسِهَا عَلَى وَجْهِهَا ، فَإِذَا جَاوَزُونَا كَشَفْنَاهُ ) رواه أحمد.
عن عائشة رضي الله عنها قالت : " يرحم الله نساء المهاجرين الأول ، لما أنزل الله : "وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ" شققن مروطهن فاختمرن بها _ و في رواية أخذن أزرهن فشققنها من قبل الحواشي ، فاختمرن بها ).
تقول أم سلمة وعائشة رضي الله عنهما:"لما نزلت هذه الآية خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من الأكسية".
كثرت النداءات الى طريق الحجاب و ترددت على اثرها صرخات الفرار و التردد و الهروب من الامتثال لامر الله تعالى ..~
الحجج مختلفة و الأجوبة متنوعة : ( لست مقتنعة بوجوب الحجاب ) ومنهن من تقول( ما زلت صغيرة في السن ) ، ( الحجاب يمحو شبابي و يغطي جمالي و يحرمني من الاستمتاع بحياتي ) و أخريات تنادين بتيار حجاب العصر الجديد.
تيار حجاب العصر الجديد ليس له أدنى علاقة بالحجاب الشرعي بل هو أقرب للعري والتبرج والتفسخ وفساد الأخلاق ..~
حجاب اليوم يغطي نصف الرأس ، مظهر للزينة و محل الفتنة فهو متعدد الأشكال مزخرف كأنه فستان مخصر ومضيق ومبروم مستورد من بلاد كافرة و عقول فاجرة ..~
تنافس على تصميمه أشهر الخياطين و و تهافتت إلى عرضه عارضات الأزياء... فهذه الهيئة تنافي شروط الحجاب الشرعي .
أختي المسلمة ... تمسكي بعفافك وحجابك الشرعي في زمن الغربة ولا يثنيك شدة الابتلاء وكثرة الفتن عن السير في ركاب العفة ولا يضعفك كثرة ما
ترين من اللاهثات وراء الساقطات فأنت أغلى وأعلى ...حجابك ... عفافك .. هو كنزك الغالي فلا تفرطي فيه.
و خـــتـاما أشكر كل الشكر أختي الغالية هوتارو -تشان على مساعدتها في الموضوع كذلك أختي الحبيبة خلينا نعيش على الطاقم الكبير من الفواصل و البوستر و البنر ..جزيتما خيرا و بارك الله في جهودكما..~
..~
المفضلات