وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته،،أحجزُ لي مقعدًا ، وأسأله تعالى قريب عودةٍ ،بوركتما بحقّ ~
تبارك الرحمن ، لا أخفيكما كان طول الروايتين يثنيني عن إيابي ،لكن بصدق هكذا إبدعٌ ما رأيتُ قُبلا ، بكيتُ واستمعتُ واستفدتُ وغرقتُ في تفصيلاتهما ، بارك الله فيكما وزادكما صدقًا ،،
قصة مجرد إنسان :
فيها من الحبكة وروعة التسلسل وإنسيابية حادثاتها ما يجذب القارب كل الجذب ، تبارك الرحمن ،أذهلني الأسلوب في كثيرٍ من المواضع ، المدخل مشوقٌ ويوحي من فوره بالخيال القادم ، وإن كان بعض مغزاه خاطئ ، فالشر لا يتواجد بنا ،إنما البشر نفوسٌ مُيسرة للخير أو الشر ،هي فُطرت على الصواب ،على الدين الذي ارتضاه لها بارئها ، حتى إذما كبُرتْ عرفتْ النّجديْن ،وعرفتْ مآل كلّ منهما ،وباتَ الخيار خيارها ، كوْن للإنسان روحُ شرٍّ هي فكرةٌ يكثر تكرارها في الروايات الغربية وغيرها ،لكنا في الإسلام نحمل صحيحَ المعتقد ،،
الأسلوب ، الحوارات ، تناسق الأحداث ، فالنهاية ، كلها جميلة وأكثر تبارك الرحمن ولا أجد عيبًا خلا في المسلك الذي عُرضت فيه فكرة القصة ، فهي كما فهمت تتمحور حول أن للإنسان جوانب مشرقة في حياته مهما ادلهمّت خطوبها وبانتْ ديجورًا ، وأن ما عليه إلا القناعة والتفاءل ليسير مطمئنًا وركْب الحياة ،لكن عرضها جاء في قالبٍ أجنبي تمامًا ،متأثر منغمسٌ به ،،
بيْد أن فيها من متعة لا تخلو من فائدة وروح القاصّ ومهارته وإبداعه ما يحملني على الإعجاب بها صدقًا ، لَكأنني أقرأ رواية لكن لأحد كتّاب الغرب ، أتوقُ لقراءة شيء لكِ مُستقى من خيالٍ عربي وإسمٍ عربيّ وقالبٌ إسلاميّ ،ثُم بوركتٍ كثيرًا أختاه بحق ،،
..............................
قصة محمد نور :
وجدتُني أعودُ للمدخل أخرى بعد الإنتهاء ،أتحقق ،أستوثقُ أن هذا حقيقي ،أن جزءًا كبيرًا منه كذلك ،شاهدتُ دموعهم صرخاتهم ودعونا ،وفقط،لكنها المرة الأولى التي أحيا فيها معهم ،،سوريا السّجن الكبيْر
أخي الفاضل لا أقول سوى فرج الله عنكم ، رباه إنكَ بكل شيء بصير عليم ، وأنت عليه يا عزيز أقدر وأنت عليه يا قوي أقدر ، رباه إنهم لا يعجوزنك فرُدّ كيدهم إلى نحورهم وجازهم سعيرًا في الدنيا والآخرة ولا ترحمهم شذرة ربنا ،اللهم آمين ،آمين،،
كل شيء وُوري ومدآد حزَنِ المضمون ، الأسلوب الرائع ، الصدق العميق ، القالب المستوحى من لُبّ حياة الكاتب ،كلّ شيءٍ كأنه قطفة من غوغاء ما حصل ويحصل ، كل شيء عشته لَكأنه بجواري ،بل أكثر لَكأني من به أمرّ ،وذاك أبلغ وصول القاصّ ،وما أذهلني الحقائق بتفاصيلها ،والتواريخ التي حرص عليها الكاتب _كما أسلف_، وأكتفي ،وعذرًا أزفّها قبلًا ،فما أنا بالحيقيق أن يهتف ،يعلّق ،أو يعقب ،فالمحتوى مني أكبر ، من حرفي أعظم ، وعن إستدراكي هو بخضابِ معانيه أغنى !
بوركتم لقلمٍ يحملُ كلّ معاني الكاتب ،الخبرة والصدق ثم العروبة الضاربة في حبره جذورها ، جزاكم الله عنا خير الجزاء ،،
وأرددها بُورك في كليكما ، وأمدّونا مزيدًا أجرّئني أن أناشدها ، فبحقّ لقلميكما فريد جمانٍ و نكهةٍ لا تُستجلبُ أخرى ،،


المفضلات