آسفة !
لا أريد الكذب
لذا صوماً إلى حين :")
ربما، سنجدُ عالماً آخر يحتضنُ أحلامنا الصغيرة
ربما، هو عالمٌ يستوطنُ مدخلاتِ مكنوناتنا
ربما، لا نعلمُ شيئاً عنه إلا تلك الكلمات المخروسة
..
ربما، يا صديقُ قد لا نتلقي أبداً على وجهها
ربما، تحتها سنكونُ في حفرٍ متباعدة
ربما، سنلتقي بعدها
..
ربما، لا نحبُّ فتح أعيننا على النور
ربما، الظلامُ أنسنا في وحشتنا
ربما، نسيتَ.. بأنَّ رفاق الروحِ دوماً هنا في مكانٍ أقرب من الواقعِ،
ربما، أخطأتَ.. فمحلك القلبُ دوماً
..
ربما، نحنُ على عهدِ افتراقِ في عالمنا يا صديقُ!
ربما، سنلتقي في عالمٍ آخر.. نكونُ فيه معاً
قصاصاتُ الصورِ التي مُزقتْ في لحظةِ خنقٍ ما
أتعودُ أجنحتها المتكسرةُ ملتئمةً مع بعضها البعض؟!
أيشْفَى جرحٌ نزفَ طويلاً حتى تخثر
أم يُسكّنُ الأنينِ ببعضِ محارمِ الدموع؟!
ثواني الانتظار تلكمُ، ألم يكن حقاً لها أنْ تكونَ ساعاتِ نومٍ
والوساداتُ التي هبطتْ بعدما نُشلَ الريشُ من فحواها.. ألم تكنْ وحدها ملجأً.. ؟؟
كيفما كان، فهو ألمٌ.
وكيفما رحل، يظلُّ ألماً.
ومن يعلم، كيفَ يكونُ الفرج بعد الكرب!!
فسبحانه مغير القلوب والأحوالِ
كيف تنام؟!
وتصحو؟!
ولا تتذكر؟!
وكيف تلهو؟!
وتعبث؟!
ولا تهتم؟!
وكيف تضحك؟!
وتبتسم؟!
ولا تختنق؟!
وكيف تمرّ الدقائق دونَ أن تحسها أو تعدها حتى؟!
وكيف هي دوني؟!
وكيف الكثير؟!
فقط أستغرب
فأختنق !
ماذا كانَ اليوم؟! كيف سيكونُ الغد؟! وبعد غد؟! أسيكون بعد غد وغدٍ بنفس اليوم؟!
نومٌ استيقاظٌ نومٌ واستيقاظٌ!!
يالملل !
والتفاهة!
غريبٌ صوتُ القرآنِ فجراً
يصدحُ من المآذنِ كافة
لا أتذكر أنني أحببتها حينما رأيتها أول مرة
فقط رأيتُ ابنها عريساً تتجول معه
كيفَ لها أنْ تلبس ابنها حزام الموت ؟!
فقط انتابني استغرابٌ
وبكيتُ ابنها, ذاك الشاب الوسيم الذي رأيته على الشاشة يتجول مع أمه
يودعها
يقبلها
يعانقها
تسلمهُ للموت
أتذكر أنني تلك الطفلة ذات العشرةِ أعوام
راقبتهما وبكيتهما
كيفَ يكونُ الموتُ في سبيل الله ؟!
كيفَ لشخصٍ ينسفُ جسده في جهادٍ في سبيل الله؟!
وما كادت تمر السنين حتى سمعتُ نبأ استشهاد ابنها الأكبر
وعادتْ إليّ ذكرى محمد ذاك الشاب الوسيم
الشهيد وأخوه الشهيد وأخٌ ثالث لا أعرفه
ودعتهم
والأمل
لقاءٌ في الجنة
يا الهي :"(
كيفَ يكونُ ذلك؟ كيف هو الموتُ في سبيلك؟
يومٌ للذكرى
رحمها الله
أحبها الآن
قد فارقتْ روحها الجسد
وأستلتقي بمحمد ونضال ورواد ؟!
أريدُ أنْ أتابع حياتي
لأستعيدَ تلك الضحكة
أريدُ أنْ أسمع رنة ضحكتي
من بعيدٍ وأنا في برندةِ الدار
بعدما جدّلت لي أمي خصال شعري الخفيفة بجديلتين
وربطتهما بحبلٍ أحمر
ليناسبا الصندل الأحمر المهترئ
الذي اشتراه لي أبي من سوقِ بئر السبع مرةً
وأريدُ أنْ أستعيد نفسي تلك التي
مرةً تسلقتْ تينةَ حوش دار سيدها ووقعتْ
تهشمتْ أسنانها الأمامية
وما زالت تلك الابتسامة
أجل, أريدُ أن أضحك وأبتسم من بينِ تلك الأسنانِ المكسورة
علّ الضحكة تمحو أثرَ سيولٍ جرفتْ
ملامحَ وجهِ طفلةٍ
كانت يوماً سعيدةً
كانت يوماً مشرقةً
كانت يوماً أنا
سيأتي يومُ فيه أُصْطَادُ بلا أدنى شكْ
حينما يتجمعُ الجميعُ حولي يضحكون
في دائرةِ لعبٍ طفولية، في عيونهم
سيراني أحدهم.. أضحكُ وأبكي
..
ربما سيباغتني بقوله "لا تجيدين التمثيل" أو "عيناكِ فاضحتان"
ربما لن تتحمل حبيبتاي وقعَ الكلم
وستنفجرانِ باكيتين
..
أجلْ
أنا أمثّل مسرحيةً على نفسي بنصٍ نصله مسكّنٌ لأوجاعِ القلبِ ظاهرياً
.. وحينما أختلي بتلك النفسِ في ساعةِ غيابِ طيفِ العالم عنّا
لا تعرفُ كيفَ تبكي
حتى أمسحَ لها دمعها
...
بتُّ أخافُ يوماً كذا..
لأنني أحبكْ, أغيرُ عليها منكْ
فلسطيني ليستْ كأي بلادٍ في الكونِ كلهِ
هواؤها وأرضها مسكٌ وعنبر
لأنني أحببتكْ, لا أشفعُ لكْ تلك الإهانة
ففلسطيني تذوبُ في قلبي حينما أطلقت شرارة المفارقة والمقارنة
كيفَ يقارنُ حبي لك بحبي لحبيبتي؟!
أيّ لحظةُ عمى كانتْ تلك, حينما حلقتُ بأحلامي بعيداً عنها؟!
هي في غرفتي.. على جداريةٍ أجمل وأعمق من قصيدة الجدارية الأسطورية
...
وما زلتُ أحبكما,, ولا أرغبُ بطعن أحدكما لأجل الآخر
هي روحي وكذلك أنت
وفي بالي "حينما يذهب الشهداء إلى النوم أصحو وأقولُ لهم تصبحون على وطن"
رحمكَ الله ,, ولحديثِ الروح بقية
المفضلات