السلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته،،

في القلب المفجوع أبدًا موضع جرحٍ ينزف أوجاعًا لا تنفد ، لوعة المُغرّب عن وطن الأحبّة ، شهقة الفاقد شُدفة من لحمه ، يدُ اليتيم المرفوعة إلى السماء تبكي حالها ، أخاديد الدمع في وجه المكلوم ، صرخة المعذّب تحت أستار الدُّجى تطلبُ مِمَن لا يُعزب عنه مثقال ذرة له نجدةً ، قبلة الأم على جبين فلذة كبدها وهي تزفّه إلى الرحمن شهيدًا ،حيًّا جسده ،عطرٌ ضلعه ،روضةٌ قبرهُ ! ، أبدًا لن تنضب من القلوب جراحها ، ففي الفناء من أهوالٍ وخطوب وعظيم شدائدٍ ما ينزع عنها لحآء الصبر ، ولا يُربطُ إلا على قلوب المُتّقين !

وأراني هنا على روضٍ كان وأجدب ،وانقطع عنه مطره ، ونُسيت فيه السقيا ! ، أراني أرقبها ،تشكو وتبث إلى اللطيف فجيعتها ، أراني في قلب النبض منها ،بين جنبي كل خفقة للروح فيها ،أصغي لأوتار الألم بعميقها ، وأتنفس لاعجها المُصطلي ! أي قلمٍ يحملني إليها حملًا خلا قلمكِ رين ؟

مَن ذَا الذِي يشرحُ ثرثرةُ الحواس !

من ذا يترجم ألق العينين وجعًا ؟ وينتزع من الشفاه المزمومة مواكب الحرف المهتاجة وراءها؟ من ذا يفهم الألم الأسير خلف نافذة الضلوع ؟!!

رائعٌ هو انثيالكِ ،تبارك الله رين !!


أواه يا رين ،أواه يا حبيبة الفؤاد ،كم تأتى أحرفكِ سوطًا يجلد اشتياقي قلمكِ ، يذكرني أنّى تقته وأنّى أتوقه أبدا !!

ألا حفظكِ الرحمن من خير خليلةٍ للقلم ،لا تحرمينا هكذا يراعة أخية ،أدامكِ الله ،أدامكِ الله !