" بين القلوب أبدًا رباطٌ من شعورٍ ،حبالٌ رسولة النبض في أوطان الفؤاد تضحى ، حبلٌ من حنين ،من ذكرى ، ومن لوعة فقدٍ !
من ضحكة لازالت متشبثة ببقايا ذكرى ..
من حزين دفين وئد حياً في أعماق قلب ..
من شجن أشجى حنايا قلب ..
من حبات هذا الملح السكيب على وجنتين ، من رفرفات الدعاء على جناح كفٍّ تسأل في الليل البهيم ، من سحر الطمأنينة الذي تنثر تمسيدة الأم على رأسٍ أثقله سوط الهموم ..
هذا الراقد بين ضلوع الصدر ، هذه المضغة التي نتشاطر ، هذا الدفين الحيّ الغامض أبدًا ..هذا القلب الخافق بأوتار الحياة منا ..
كطير حبس بين ضلوع صدرٍ ..
يبحث عن منفذ !
أو كغريق غرق بين حنايا الحشى ..
يبحث عن منقذ !
أو كطفل تاه وسط ركام ذكرى ..
يبحث عن مرشد !
أو كغمامة حبلى بِأسى ..
تبحث عن أرض !
أو كشمس حبستها غُموم ..
تبحث عن مشرق !
أو ككهل أثقلت ظهره هُموم ..
يبحث عن معين !
أو كأسير قيدته أهواء ..
يبحث عن فِكـــاك !
.
كإنسانه هو ، تُداوله هذه البسيطة ، ويحملُ بين خافقيه مهجة تقتاتُ نَفَسا ، تشتهي حضن الفضـآ ، تطلّ من بين زنزانة الضلوع هفهفة شفافة رقيقة .. و جائعة !
قيثارةُ ليلٍ أنتَ أي قلبُ تحتضنُ بين أوتارها خبَأ النّهار ، وتنثال من عودها همهمات النجم للقمر النائم ، وتنبجس في وجهها العقيقيّ الأسود أسرار الديجور الصامتِ دهرًا المنسدلِ أبدا !
هذا الأسير بداخلنا ..
المقيد بأطياف عذاب أليم.. بذكريات ماض عقيم ..
يستغيث بنا في محاولة يائسة .. ويتمتم بانفاس متقطعة عاجزة أن ...
تسترجع أحاديث الذكريات التي ولّت ،
في تلافيف الذاكرة وُجدت بعضٌ منها ... أغلبها عقيمة و الأقلية جميلة
كما في غياهب الأمكنة تنقّب النفس عن الوميض لا أكثر ...
نجدنا نتعقّب أشلاء ذكرياتٍ يحفّها السعادة ~ رغم اضمحلالها بعض الشيء لردحٍ من الزمن رغم ريح النسيان التي تذروها بقايا ، رغم مشيخ الذاكرة وصخب الليالي في آذانها الصماء ~
نجدنا نذوي في ربيع مشرق زاهر ،يقطر الشهد من أيكاته الفتية ، وتفرد العصافير أجنحتها الملونة في هواء شمسه ، وتتوج الأرض بسنابل قمحها ذهبيّ العود .. ونحن نذوي في الريح العاصف الجافّة ، والظلماء المنطوية على أضلعها كجنين يخشى النور ، و في كآبة الذكرى ، وكآبة التذكّر ~
ويأتينا سؤال الأمس ، وسؤال الغد ، وسؤال اليوم الذي يفرّ بين أًصابعنا المهتاجة طيفًا لم يكن .. هل كنّا إلا إنسُ ؟!
المفضلات