في كل يومٍ ,
تغرب الشمس ,تهاجر الطيور ,
يرحل الرفاق , ولا يعودون ,
تحلُم بالصباح , وقبل الشروق , ترتدي نظارتك الشمسية ,
و بعيداً .. بعيداً ,
تختبئ ,
كي لا ترى الحقيقة .. حقيقة رحيلهم دون الرجوع ،
والظلام مستمر والفراق باقٍ , ولا امل بعودة الشمس
وكأنك اصبحت اعمى لا ترى الا الظلام ،
كأن ظلامَ روحك قد غَمَر الحياة ,
كأن الحياة من بعدِهم أصبحت متكررة ,
تقف بانتظار الحافلة , تصطدم براكبٍ أو اثنين , تبدأ في شجاراتك اليومية ,
وحين تخلد للنوم , تتسائل ماذا يحدث إن مُت ؟ ألن يُغيِّر هذا روتينك اليومي قليلاً ؟
سيرتاح ركَّاب الحافلة من راكبٍ مشاكس ,
و"هُم" سيتخلصون أخيراً من هذا الغبي , الذي رَأي فيهم "أصدقائه" ,
تفلت دمعة شاردة , تعلم أنها لن تعود ,
وأنَّ سبب هطولها , لن يختفي ,
وتمهد الطريق لنهر الدموع المتلاحق،
مع انك تدرك انه بلا قيمة!
فلا "هم" يعودون .. ولا انت تموت!
وتصنع من دموعك نهراً تُسيّر به اوهامك , وترى فيه احلامك
ولا تزال ترى الموت وكأنه النجاة ,
حتى مات القلب وبقى الجسد ,
مات الشعور وبقى الألم ..فقط ،
تظل في ظلامك!
وبيدك قرارك في فتح النافذة وخلع نظارتك،
بيدك تضئ حياتك! وتشرق شمسك!
بيدك فقط , تَتحر من أسر الـ "هُم"
تشرق ذاتك , وتنطلق للحياة ,
بعيداً عن حياتك المتكررة , بعيداً عن خساراتك التي لا تعد ,
بيدك فقط تكون أنتَ أنتْ !
بيدك فقط , تشرق الشمس , ينقشع الضباب , وتغرد الطيور أغنية اللقاء .


رد مع اقتباس

المفضلات