الســـرّ : " أسمى مراتب الحب ما يستعصي التعبير عنه "
قالتْ: تحبُّ؟ فقلتُ: بَهْرًا! كيف لا
وأنا الذي أعلنتُ حبي للملا؟
***
لا ذكرَ لي إلا الشامُ وحبُّها
وأرَقُّ حبي ما يكونُ تأمُّلا
***
لا .. لا تلومي يا شامُ قصائدي
وهي التي قصدتْ عيونَكِ مَنهلا
***
تلك الرؤى تجري بعيني أدمعًا
تنسَلُّ جرحًا في الهوى مُتسلِّلا
***
شرطُ الهوى عندَ المشيبِ أجزْتُهُ
أنَّ الذي في القلب لن يتبدَّلا
***
لكنَّهُ أرَقُ المُضِيِّ مُهاجرًا
مُتقلِّبًا في غُصَّةٍ مُتنقِّلا
***
لا الدارُ لا وتدُ الخيام ولا صدىً
لا الحُلْمُ في غَبَش الرؤى فيه انجلى
***
لا الشامُ قُدّامي لتبرَدَ مقلتي
أو نهلةٌ ليطيبَ قلبي المُبتلَى
***
جفَّتْ قواريرُ المساء.. فغُربتي
ظمأى.. فلا كأسٌ لشعري أو طِلا
***
لا حرفَ إلا ما تقادَمَ وقْعُهُ
في خاطري ويضيعُ منّي ما خلا
***
عبثًا تحاولُ أن تشيخَ عواطفي
آليتُ إلا أنْ تثورَ على البَلا
***
تلك البقايا من ملامح هِمَّتي
قامتْ تُذكّرني الزمانَ الأوَّلا
***
مادمتُ لا أثرٌ لديَّ أضُمُّهُ
ماذا سأبكي إن فقدتُ المنزلا؟
***
لو كنتُ عند حبيبتي مُتنعِّمًا
ما ثُرتُ حتى أستميتَ وأُقتَلا
***
لا الشيبُ يأذنُ بالحياة مؤبَّدًا
كلا.. ولا الحزنُ الطويلُ تَجمَّلا
***
قالتْ: أحبُّكَ ثائرًا مُتوقِّدًا
حَمَلَ الأحبّةََ قلبُهُ والمَوئلا
***
قُمْ يا حبيبي فاصْطنِعْ لك قوةً
حتى تحبَّ الشامَ دهرًا أطولا
***
أو خُذْ بضعفِكَ إنْ تشأْ مَرثيّةً
وابكِ الديارَ إذا وقفتَ لتَسألا
***
ما الحبُّ أن ترقَى بشعرِكَ أنجمًا
وتعيشَ وحدَكَ فوقَ نجمِكَ مُهمَلا
***
الحبُّ أن تبقى بدارِكَ شاعرًا
مهما رحلتَ تعبُّدًا وتبتُّلا
***
واعلمْ بأنَّ الحبَّ ليس لعاجِزٍ
أولستَ أهلاً؟
قلتُ من فوري: بلى
***
إني اتخذتُ سبيلَ وصلٍ خافيًا
واللُّطفُ ليس بِبَيِّنٍ أو مُجتلَى
***
بيني وبينَ الدار قلبٌ ذاكرٌ
فهو العصِيُّ بذاك أن يتحوَّلا
***
لن يفهمَ الأعداءُ كيف أُحبُّها
حُبًّا خَفيًّا في الفؤادِ تَأصَّلا
***
إنْ هَجَّروهُ فلن يُهاجرَ مؤمنٌ
والسرُّ فيهِ فإنْ نفَوْهُ تَوصَّلا
***
نحن الذين إذا بلغنا رتبةً
في الحبِّ عُليا لم نقُلْ أين العُلا
***
المفضلات