سبقني بالرد سامر، ولكن سأضيف ما لدي وزيادة الخير خيرين ...

باسمه تعالى

الحمد لله أولًا على ديننا الاسلامي الذي ليس -كما يقولون- يعادي كل شيء، بل هو يوضح كل شيء فنحمد الله دائمًا وأبدًا على هذه النعمة العظيمة

عيد الأم! وما أدراك ما عيد الأم! يوم يستعد فيه الناس بكل ما لذ وطاب عن الأم وكأنما لا قيمة للأم إلا من خلال هذا اليوم!

وما بين فرح وسرور وترقب لهذا اليوم؛ وكل هذا للتنويه عن الحب الكبير للأم! ولكن ما المغزى منه في الأساس؟!

هل لتوثيق الصلة بين الأم وأبنائها؟ أم هل هو يوم ليجتمع الكل بجانب الأم وبغيره تصبح الأم منسية؟!

هل يخرج الناس في هذا اليوم يصلّون لله شكرًا ويدعون لأمهم فيه؟! هل أصبحت الأم التي لها فضل كبير علينا أن نحصر محبتها في يوم واحد؟!

فيا سادة هذه أسئلة تتبادر للذهن، فهل من مجيب؟! لا أظن، لأن من السذاجة أن نجعل للأم في محبتها يومًا واحدًا فقط هو الذي نعبر فيه عن محبتنا لها

ولذا أعظم من سيربح في هذا اليوم أتعلمون من؟! إنه ببساطة (الشيـطان الرجيــم) نعوذ بالله منه ...

والمحبة الحقة هي التي تأتي ببر الأم لا بحكر الاهتمام بها والتعبير عن جلّ الاهتمام خلال يوم واحد، أو بهدية في يوم واحد

لهذا يا أمتنا، نحن لا نحتاج إطلاقــًا لمثل هذا اليوم لنعبر فيه عن حبنا الكبير لأمهاتنا، ولا نحتاج لوقت بسيط ثم إن انتهنى ينتهي حبنا لأمهاتنا

نرجو ألا نرى في أمتنا من يعمل بمثل من يحاول تغطية الشمس بيده؛ فالحلال بيّن والحرام بيّن، أي عيدٍ للأم هذا الذي يروجون له ونحن نراهم يتحدثون مع أمهاتهم بسفاهة في غير ذلك اليوم ويعاملونها كمعاملة الصديق! هل أصبح لكل شيء أحببناه عيدًا؟!

نريد باختصار أن نرى حب الأم في المعاملة في البر لها في إسعادها، لا أن نعطيها جلّ الحب في يوم واحد وهي تتذوق مرارة التعب والعصيان طوال السنة

أيتها الأمة المسلمة، اعلموا يقينًا أن حب الأم وبرها لا يحتاج ليوم ولا بحتاج لهدية في ذلك اليوم لتعبر عن حبك لأمك، بل ببساطة يحتاج لحب صادق بقلبك لأمك والبر على خير وجه

نصيحة مني لمن يؤمنون بهذا اليوم المقيت، فإن رحى الزمان تدور وغدًا ستصبح أبًا أو ستصبحين أمًا؛ فهل سترضى على نفسك أن يكون جلّ اهتمام ابنك لك يتلخص في يوم واحد؟ أم أنك ستحتاج لطاعته وبره طوال حياته؟

وباختصار ... الأم كنز لنا في الحياة فلا نرضى أن نجعل حبها يتلخص في يوم واحد، فحبها في القلب لا بتلك السخافات التي ينشّد لها البعض

يا رب ارحم أمي وأبي كما ربياني صغيرًا، واجعلني أبر بهما وأكون معينًا لهما وألا يتوفيا إلا وهما راضيان عني خير الرضى، آمين.

*
ضمن مسابقة قارئ القرآن ...

نأسف على الإطالة، ودمتم سالمين.