تنبهت من نومي على صوت سائق سيارة الأجرة وهو يعلمني بأننا وصلنا للمكان المطلوب...
خرجت من السيارة وأنا أنظر للمنزل الذي أمامي...
كان منزلًا مذهلًا.. احتوى هيكله الخارجي على الكثير من الزخارف البديعة...
ارتسمت ابتسامة على وجهي.. وأيقنت أني سأرى شيئًا مميزًا اليوم...
تتابعت خطواتي نحو البوابة الكبيرة.. وضغطت على الزر الذي حسبته جرسًا...
ذُهلِت عند رؤيتي للباب تلقائيًا.. فتشت عيناي عن الشخص الذي سيستقبلني.. لكني لم أرَ سوى لافتة كتب عليها: "أرجو أن تتبع الأسهم الموضوعة على الأرض"...
فعلت ما طُلِب مني.. ووجدت نفسي في غرفة جلوس فخمة.. سبقني في الجلوس بها – أشخاص...
كان الصمت مطبقًا على الغرفة.. ألقيت السلام وجلست على أحد الكراسي الموجودة بانتظار مضيفنا الذي لم يبدُ أنه قد وصل بعد...
جلت بناظري لأقتل بعض الوقت.. وأحاول أن أتعرف على شخصيات من حولي...
لفتت انتباهي فتاة جلست في مقعد بجانب الباب.. كانت تبدو مفعمة بالحيوية.. بيد أنها لم تكف عن النظر إلى ساعتها بقلق.. بدا لي أنها على عجلة من أمرها...
صرفت نظراتي عنها وحولتها للفتاة التي جلست بمسافة ليست بالبعيدة عن الأخرى.. رأيت نظرة أمل حالمة تنير وجهها.. ابتسمت بهدوء وهي تحدق في الفراغ...
ثم طفقت أهيم بنظري هنا وهناك بعد أن رأيت جمود الآخرين والذي لا يمكن أن يدل على شيء سوى انشغالهم بأمور لا دخل لي بها...
أحسست بأن مضيفنا الكريم تأخر على الموعد الذي حدده في رسالته.. وتأكدت من ذلك وأنا أسمع تمتمات الضجر الصادرة من الجالسين...
وقفت إحدى الفتيات بعد أن نفد صبرها.. هتفت قائلة بأنها ستذهب لتتحقق من الأمر.. وغادرت دون أن تسمع أي تعليق على كلماتها...
ربما مر من الزمن دقيقة واحدة قبل أن نسمع صرخات قادمة من الأعلى...
لم أدرك الأمر إلا بعد أن وصلت إلى مصدر الصوت.. رأيت الفتاة وهي تجلس على الأرض.. وتمدد بجانبها جسد لامرأة في متوسط العمر.. والتي لم تكن سوى مضيفتنا!
أسرعت إليهما بينما عيناي لم تفارقا ذلك المنظر.. بدت لي مضيفتنا حينها كزهرة على وشك الذبول...
تحسست موضع النبض لأجد أنه -ولله الحمد- لم يتوقف.. لكنه كان خافتًا.. إذًا إنها فقط غائبة عن الوعي.. لم يبدُ لي أنها كانت مجرد حادثة.. لا بد أن أحدًا قد تسبب في هذا...
~~~~~
جمعت الضيوف الآخرين في الغرفة السابقة بعد أن تركنا مضيفتنا ترتاح في غرفتها.. فهي لم تستطع تذكر شيء رغم خروجها من حالة اللاوعي!
- حسنٌ أيها الرفاق.. لا أظن أن هناك حاجة للشرح.. لقد رأيتم جميعًا ما حدث.. وأنا متأكد أن الفاعل هو واحد منكم...
- ماذا؟!
- كيف تجرؤ على قول هذا؟!
- من أنت لتخبرنا بمثل هذا الكلام؟!
- أنا؟! يمكنكم القول أني ضيف خاص قد دعته السيدة لحضور ملتقى القصص الخاص بكم.. والآن لنكمل حديثنا.. أنا لم أتهمكم جزافًا.. فجميعكم تمتلكون السلاح المناسب لافتعال مثل هذه الحادثة...
- والذي هو .....؟!
التفت إلى الفتى الذي ألقى سؤاله بعدم اهتمام وهتفت: إنه القلم يا عزيزي...
ظهرت أمارات الدهشة والترقب على وجوه الجميع.. بينما وصلني سؤال آخر مملوء بالسخرية: وهل اكتشفت من هو الفاعل.. يا سيدي المحقق؟!
أظهرت ابتسامتي الواثقة وأنا أجيب: سأفعل ذلك حالًا.. فقط لدي طلب واحد.. ليعطني كل منكم القصة التي أرسلها للسيدة...
تفحصت الوريقات التي أصبحت الآن بين يدي.. وقرأتها تباعًا...
رواتي~
أسلوب رائع ومذهل ينقلك للعالم الذي تتواجد به الشخصيات.. أعجبتني العبرة من القصة فهي تحكي واقعًا مُرًّا نعيشه.. لا حُرِمنا عبق قلمكِ.. وفقتِ في وضعكِ للعبارة الأولى.. أما بالنسبة لـ"زهرة على وشك الذبول" فقد رأيتها بطريقة ما (ربما يكون ذلك بمساعدة الأشعة xD).. فقط نقطة وحيدة.. لقد غفلت عن بعض الهمزات هنا وهناك...
تشيزوكو~
قصتكِ أشعلت فيّ الأمل والثقة بأن القادم أجمل.. أعجبني أسلوبكِ القصصي وطريقتكِ في الوصف.. وكذلك وضعتِ العبارتين بشكل مناسب.. حفظكِ الله وبث في قلبكِ الأمل وأبعد عنكِ كل سوء...
أما بقية القصص.. فإنها لسوء الحظ لم تكن قد اكتملت.. بالرغم من أن بداياتها مبهرة...
رفعت رأسي لأواجه المشتبه بهم.. لم يخب ظني أبدًا وكان شكي في محله.. وها قد اكتشفت الشخص المطلوب.. الجاني هو: ......
أعلم أني ثرثرت كثيرًا,, لذا لا حاجة للإكمال الآن ^.^
وفقكم الله جميعًا لكل خير.. طابت أوقاتكم.. سعدت بهذه الفرصة التي جمعتني بهذه الأقلام الفذة التي لم تخط سوى كل ما هو مبهر مثير.. أسعدكم الله ولا فُضت أفواهكم...
في وداعة الله...


المفضلات