هب نسيم عطر عذب صافي وجعل يجول في أرجاء الدنى، يسبح في نور صدور أهل الإيمان رافلًا في قلوبهم،
قد أزكم عطره أنوفهم وأشعل هبوبه نفوسهم حتى انبجس الحماس فيهم يفجر الدماء في عروقهم
حتى ما عادوا يشعرون بِحر الذرى من تحتهم ولا فراغ الفلاة من أمامهم ولا تضيق الأطواد من حولهم..
فأي ضيق يشعرون به وخليط الجنة قد فاح في صدورهم؟
وأي هم يحملونه للدنيا ومتاعها وقد فتحت الجنة أبوابها على مصرعيها أمامهم؟
أو يستحببون الأدنى بالذي هو خير؟..
ارتفعت أصوات ترتجس كرعد أو كريح عزفت الهوج العاتيات..
مكبرة بذلك النداء السرمدي "الله أكبر"
زلزلوا قلوب الأعداء وما الأعداء زلزلوهم..
فكيف تخيف بالموت من طلب الموت؟
باعوا دنياهم مقابل أخراهم ..
فربح البيع!
فربح البيع ونعم البضاعة والسعلة
ونعم هم!
قد مدت الحور العين لهم أيديهن ونادت العيون النضاخات بأسماهم
ورقصت الأشجار شجوًا لهم
قد طاروا وارتفعوا بعيدًا عن دنيا النصب
وحلقوا بأجنحتهم بلا تعب
إلى..
الفردوس!
موضوعنا كما هو موضح عن الجهاد في سبيل الله تتساءلون أيهما
هو الخاطرة هذه أم التي بالأسفل؟ XD
اختاروا ما تشاؤون منها فكلها وليدة نبع واحد هو..
اللحظة.
مهما كتبنا وتحدثنا فلن نوفي حقوقهم ولن نصل بحناجرنا إلى حجورهم
فقد رموا الدنيا بما فيها إلى أدبارهم!
فهلموا بنا نطير معًا إلى دنياهم..
إلى دنيا الآخرة!
كيـف القرار ونـار الحرب تَستعِر
والهول مُضطرم الـبركان مـُنفجِر
***
ويـحَ العيونِ أيغشاها النُّعاس وقد
شفَّ الهلالَ عليها الحزن والسهر
***
يَبيت يَخفق مِن خـوف ومن حذر
حـــران يَرقُب ما يــأتي به الــقدر
خيولٌ قد انقدحت من حوافرها النار إلى جنة الخلد سائرة نعم المآل!
ما أصعب وطأة الفراق وما أخزاها!
فكيف بنا عندما تكون بفراق الأحباب والأصحاب ودنيا المتاع ؟
أناس قد استمعوا لصوت أخذ يطوي أفق السحاب حاملًا نداءً يخترق الألباب قائلًا "حي على الجهاد"
قد لفظوا حب الحياة وراء ظهورهم وارتفعت في نفوسهم حدأة الجهاد
أخذوا يسيرون وهم "جند الله" وأي فوق ذلك من علاء؟
قدموا الراحة الباقية بدنيا البلاء.
في صدر ساحات الوغى أفئدة تتقافز، ورؤوس تتطاير، وسيوف قد ضربها الصليل حتى جعلها تتقافز..
وكل ذلك لم يردهم عن ثباتهم قيد أنملة وكيف وقد التهبت أرواحهم شوقًا إلى بارئهم
حتى احترقت فأضآت قبس النصر يصطل الدنيا حاملة رايات الحق ترفرف في سما العزة
قدمت كل غالي ورخيص، قدمت الموت على الحياة والسهاد على النيام
فأي عطاء بذلوا؟ وأي فخر حملوا؟
أجسادهم هنا.. وأرواحهم هناك!
.
.
.
يتبع










رد مع اقتباس

المفضلات