عرفنا إذاً أنه كلما تقدمت
الحضارة ارتفع شأن اللغة..

هل تعلمون أن
العكس صحيح أيضاً؟! فكلما اهتممنا بلغتنا أكثر، ساعد ذلك على نهوض حضارتنا أكثر..!

كيف ذلك؟؟

لأن اللغة جزء من
الهوية.. إننا عندما نتحدث الأعجمية أو نطعّم بها كلامنا فإن هذا يشير إلى ضعفنا وتبعيتنا وتقليدنا لهم! فلو تخيلنا وجود أهل لغة أخرى يتفاخرون بالحديث بلغتنا وتقليدنا ألن نشعر تلقائياً بتفوقنا عليهم..؟






  • لأجل أن تقيم لها دولة ووزناً، قامت "إسرائيل" بإحياء اللغة العبرية التي كانت ميتة تماما..! لم يكن هناك من يستخدمها إطلاقاً..! ولكنهم عرفوا ألا حضارة بغير لغة..!



  • ترفض فرنسا تلويث الأذن الفرنسية بالإنجليزية حتى سن معينة، فلا تعلمها للأطفال وتسن قوانين صارمة لتكون نسبة الأفلام المترجمة صوتيا كبيرة كي لا يعتاد الناس سماع غير لغتهم..!



  • اليابان.. دولة تبلغ الآن مبلغا عظيما من الحضارة والعلوم.. لغتها المتداولة اليابانية.. ولغتها الرسمية اليابانية.. ومعظم اليابانيين لا يجيدون الإنجليزية ولا يستعملونها مع أنها تعتبر اللغة العالمية اليوم.. بل إنهم يمنعونها عن أطفالهم..! هذا مع أن لغتهم صعبة لأنها تعتمد نظام الرموز بدل نظام الحروف.. فهل أثر هذا سلبا على حضارتهم؟ لا بل على العكس.. إن اعتزاز اليابانيين بثقافتهم وهويتهم ولغتهم هو من أهم أسباب نهضتهم وحضارتهم..



  • وتحافظ ألمانيا على لغتها بقواميس وكتب ومعاجم لغوية متطورة كل عام ، رغم أن لغتهم صعبة وفقيرة..


فلماذا ؟
لأن اللغة هي جزء من الذات..

فلماذا نتخلى نحن عن العربية بكامل التسليم.. نهرع للانسلاخ عنها ..؟؟





هل تعلمون أن مساحة
العالم العربي أكبر من مساحة أوروبا كلها..؟

ومع ذلك يوجد في أوروبا
مائة وخمسون لغة مختلفة، بينما نحن في العالم العربي كله لدينا لغة واحدة فقط..!!

هل تتخيلون مقدار
القوة التي يمكننا أن نمتلكها بوحدتنا هذه؟ لغتنا توحدّنا وتقوّينا.. تخيلوا مدى التفكك الذي سنصل له إذا استمرينا بتجاهل اللغة العربية والجري خلف اللغات الأجنبية بحجة الحضارة..!

تذكروا أننا لا ندعو إلى ترك
تعلم اللغات الأخرى، بل هذا أمر محمود ومطلوب.. ولكن لأجل الانفتاح على الثقافات الأخرى وليس لأجل لاستخدامها في أحاديثنا وكتاباتنا وتعاملاتنا وتسمياتنا للأشياء..!