السلام عليكم
عذراً على التأخير @_@""
واجهتني بعض الضروف ذكرتها في الرد السابق XDD
أتمنى أنكم مستعدون لبعض التشويق -w-
ستتعرفون الآن على الشخص الذي سيغير حياة دارك جذرياً
فتابعوا معي =w=
![]()
//
..
إستدرتُ إلى سيارةِ الشُرطةِ حيثُ مايك جالسٌ أمامِي.. صدري يؤلِمُني..
والدُموعُ المملوءةُ بالدِماءِ تُغطي وجهي الأبيض المُخيف..
لسوءِ الحَظ.. هذا كُلُّ مَا تبقّى لِي مِن ذِكرَى بَين صدى خلايَا دِماغِيَ المحبوسَة داخِلَ جُمجُمَتِيَ المتجمِّدة..
إِعتدتُ عَلى كَونِي ناقِصاً.. ناقِصاً.. ناقِصاً..
هَذهِ هِيَ الحقيقةُ الّتي قَضَتْ عَليَّ وجعَلتْ مِنَ الوحدة.. العُزلة.. الألم.. رفاقِيَ الغالِين..
مَضَيْتُ قُدُماً صَوبَ غُرفتِي السوداءِ المُعتمةِ الغارِقة فِي صنبورٍ مِنَ الدِّماءِ تَجرِي مُتراصَّةً عَلى جُدرانِها..
//
..
فِي عُزلَتِي تلكَ، جَثَيتُ عَلى سَريريَ الأسود، فتحتُ التِلفازَ فإذا بِي أرى نَفسِي هُناك..
ضحِكتُ قَليلً وفِي أَعماقِ نَفسِي سألتُ "أأنا هذا الّذي يتكَلّمُون عَنه؟؟"،
رَفعتُ الصوتَ قليلاً كَي يدخُلَ مَسامِعَ أُذُنِي فإذا بالمُذيعِ يقول:
"يَبدوا بأنَّ الجريمةَ الّتي حدثتْ قبلَ ساعةٍ كَانَتْ لِمقتلِ مُجرمٍ آخر.. وكَما عَلِمتْ أسماعُنا وأبصارُنا، فَقد كانَ القاتِلُ هَو صيّاد المُجرمِين.. القاتِلُ الأسود، دارك.. وَكما قالَتِ الشُرطةُ وأَكّدتْ ذلِك.. والدليلُ إسمُهُ المرسومُ بِدماءِ الضحيَّةِ عَلى الأرضِ بِجانبِ الجُثّة، وبخطِّهِ المَعروف وطريقة تهشيمهِ للجُثّة بثلاثِ رصاصاتٍ مُستديرَة.. بَقِي أَنْ نسألَك أَيُّها القاتِلُ الأَسود.. أَأَنتَ راضٍ عَلى هذا كُلِّه..؟ كَان مَعكُم سايك مُباشَرةً مِنْ مَوقِعِ الجريمة.."
//
..
أَنا راضٍ.. وبِشِدَّة..
إستلقَيتُ عَلى فِراشِي مُغلِقاً عَينيَّ بِجفنَيَّ البارِدَينِ إِلى نومٍ كَاد يكتمِلُ لولاَ رَنينُ هاتِفِيَ المحموُلِ فِ الّرابِعَةِ فَجرَ يومٍ حالكِ الظلام..
إِعتقدتُ فِي البِدايَةِ أنّهُ مُنبِّهِي فأغلقتُهُ ونهضتُ مِنْ فِراشِي فعُدتُ بَعدَ أَنْ غسل الماءُ وجهِي وبدّلتْ يدايَ ملابِسي..
لِأسمَعَ وَقعَ خطواتٍ كُثُر.. مَن تجرّأَ عَلى أَخذِ خطواتٍ فِي قَصرِ عائِلتي..؟
//
..
خَرَجتُ لِأرى رِجالَ الشُرطَةِ إِمتلأَ مَدخَلُ القَصرِ بِهِم..
رأيتُ هاتِفِي وإذا بثلاثِ مُكالماتٍ مِنْ رقمٍ مَجهولٍ لَم أرُدَّ على حضرتِه..
نَزلتُ السُّلّمَ مُتزحلِقاً عَلى حافّتِهِ "أَهَكذا الأدبُ الّذي يُعلّمونَهُ فِي المَدرسة..؟ حَمداً للهِ أَنَّنِي بَقيتُ أَتعلّمُ فِي السِجنِ ثلاثَ سِنين"
قُلتُ بإستخفافٍ وإستفزازٍ فإذا بِرِجالِ الشُرطةِ يرتعدُ أغلبُهُم خوفاً مِنّي ويرتجِفُ آخرون والقادةُ صامِتون..
//
..
"واو.. عَددُكُم كَبير، واحدٌ كَان يَكفي.. إذاَ، مالأَمر الّذي سَمَح لَكُم بأخذِ خُطواتٍ فِي قَصرِي..؟"
قُلتُ وعينايَ مِنَ الحِدَّةِ كانَتْ ستقتُلُ الأنفاسَ بِدونِ قاتِلٍ.. ولا جريمة..
إذا بالقائدِ الّذي أعرِفُهُ مُنذُ فترةِ مُكوثِي فِي السجن -آندِي- يَرُدُّ قائِلاً بصوتٍ عَميق:"سنأخُذُكَ إِلى قِسمِ التحقِيق.. لاتُقاوِم فلدينا كُلُّ الوسائلِ لإيقافِك!"،
همهمتُ قائِلاً:"ولِمَ الغَضب؟ ألا تستطيعُ قولَ شيءٍ بهُدوء، يا آندي؟"
//
..
إشتاط غضبُهُ وقال: "لاتُماطِل! بِسُرعةٍ إلى السيّارةِ وإلاّ.."، "وإلاّ ماذا..؟ تعلمُ عِلمَ اليَقينِ بأنّهُ ليسَ بإمكانِكُم قَتلِي صحيح؟"
إقتربتُ مِنهُ قائِلاً بصوتٍ حادٍ يخنُقُ الأنفُسَ فأكملتُ:"لكِنَّنِي أعلمُ بأَنّنِي لَم أفعَل إِلاّ الصّواب.. لِذا بَعدَ التَحقيق، تُعيدونَنِي إلى هُنا، مفهوم؟"..
تمتمَ آندِي قائِلاً:"مجنون" فخطفتُ بَين الجميعِ مُمسِكاً بِرقبتِهِ بِقُوّةٍ شديدةٍ قائِلاً:"ماذا..؟" بدأَ يعجزُ عَنِ التنفُسِ ولا أحدَ تحرّكَ مِن مكانِهِ مُطلقاً خوفاً مِنّي إلاّ..
"أُترُكهُ وأقطعُ لكَ عهداً على أَنَّ هذا لَن يتكرّر" أحدُ الرِجالِ قالَها وَهو مُمسِكٌ بِكتِفِي بكُلِّ هُدوء..
تَركتُ رقبةَ آندِي وإستدرتُ ناحِيةَ هَذا الشُرطِيّ بِنظرةٍ حادةٍ فبادَلها بإبتسامةٍ قائِلاً:"دارك، أليس كذلك؟"
صُعِقتُ وصُعِقَ الجَميع..! لَم يُنادِنِي أحدٌ بغيرِ القاتِلِ الأسودِ مُنذُ خُروجِي مِنَ السِجن..
ذاكَ الوجهُ الأَبيضُ المُسمرُّ تنسدِلُ عَلَيهِ خُصلٌ شقراءٌ كَخُيوطٍ مِن أشِعَّةِ الشّمس..
تلك العينانِ المُلوّنتانِ بألوانِ السّماءِ فِي الشّتاء.. كأَنّنِي رأَيتُهُ سابِقاً، قبلَ ملايين السنين والسنين والسنين..
لكِن مَن هُوَ..؟
//
..
"اوه؟ يَبدوُ بأنّ شَجاعَتكَ تَهُزُّ الوُحوشَ أيضاً".. قُلتُها كاسِراً جِدارَ الصمتِ الّذي رُسمَ بَيننا فِي تلكَ اللحظةِ العمِيقة..
فإبتسمَ قائِلاً:"رُبّما، أَلا تَشعُرُ ببعضِ الراحةِ الآن؟".. "أَجل، شُكراً لإيقافِكَ صَوتَ آندِي.. كادَ يُفقِدُنِي أَعصابِي"..
قُلتُها بإبتسامةٍ بارِدةٍ وأَنا أنظُرُ صَوبَ جَليدِ عَينيه، ثُمَّ تابعْتُ قَولي:"سيّارةٌ وأَنا وأَنتَ فَقَط.. لا أُريدُ أَيَّ إزعاجٍ مِن أَحد، هَذا أَمرٌ لَيس طَلباً"،
"لَكَ هذا.. ولَكِن لاتُؤذِ أَحداً" ردَّ عَليَّ بِهُدوءٍ فَسِرتُ فِي طَريقي أضحكُ بإستخفَافٍ قائِلاً:"حاضِرٌ يا ماما"
//
..
ذُهِلَ الجَميعُ مِن هُدوءِ الحِوارِ بَيننا وأَنا نَفسي.. كُنتُ مَذهولاً..
وَقفَتْ قَدَمايَ عِندَ السيّارةَ وعَينايَ الحادّتانِ المُستخِفّتانِ لا تُفارِقانِ وَجه آندِي الّذي إشاطَ غَضبُهُ بَعدَ الإِتفاق، رَكِبَ الجَميعُ السّياراتِ كَذلِكَ هُوَ..
"لَقد أقنَعتُ القائدَ آندِي، إركَبْ رَجاءً" قالَ ذاكَ الشُّرطِيُّ بِهُدوءٍ وإِبتِسامةٌ جادَّةٌ تَعلُو وَجهَهُ
فَرددتُ عَليهِ قائلاً:"لَيس لَكَ حاجةٌ بِإحترامِ سَفّاحٍ أَليس كذلك؟"..
فقالَ وَهُوَ يَفتحُ بَابَ السيّارةِ مُبتسِماً:"حتى وَلو.. لاتَزالُ بَشراً، صحيح؟"..
صُدمتُ وإتّسعَتْ عينايَ ذُهُولاً، ورَكبتُ فَرددتُ مُبتسِماً قائِلاً:"يبدو.. بأَنَّك الوَحِيدُ فِي هَذا الكونِ مَن عَامَلَنِي عَلى أَنَّنِي بَشر"
//
..
تَحرّكنا وَكانَ الهُدوءُ يَعُمُّ السَيّارة حَيث أجلِسُ والتّعبُ الوسِنُ أَخذَ طَريقَهُ إِلى جُمجُمَتِي فَتمدّدتُ فِي المَقعدِ الخلفِيِّ مُغلِقاً تلكَ النّوافِذ المُظلّلة تَبعَها إِغلاقُ عَينيَّ القِرمِزيّتَينِ بِجفنَيَّ الأبيضَين.. فضَحِكَ بِضحكَةٍ خافِتهٍ ذاكَ الشُّرطِيّ..
فجأةً، إذا بِهاتِفِهِ يَرِنُّ "هُنا آندِي! لانس! أتسمعُني؟! أَجِب!!"، ذاك الآندي مُجدداً.. كم هُوَ ثرثار.. لانس إِذا..؟..
"إِهدأ يا سِيادةَ القائِد لاتصرُخ.. ما المُشكِلة؟" ردّ لانس بِهُدوءٍ فصرخَ آندِي قائِلاً:"لِماذا أَغلقْتَ النّوافِذ؟! أَم هُوَ دارك؟! أَيُحاوِلُ قَتلك؟!"..
نَظرَ لِي لانس ونظرتُ إِليهِ بِعينٍ واحِدةٍ فُتِحَتْ بِصُعُوبةٍ مُلوِّحاً لَهُ بِيَدِي.. "لا لَم يَفعَلْ ولَمْ يُقدِم عَلى أيِّ شَيءٍ كَهذا..
والأَجدرُ بالذكرِ كَونُهُ يشعُرُ بالنُعاسِ فالساعةُ تُشيرُ إلى الرابِعةِ والنّصفِ فَجراً"
رَدَّ عَليهِ لانس بِضحكةٍ خافِتةٍ فَتَمْتَمَ آندِي:"كُنْ حَذِراً على كُلٍّ" وأغلقَ الخَط..
//
..
"إذاً.. إسمُكَ لانس؟"
قُلتُ كاسِراً حاجِزَ الصمتِ بَيننا، فَردَّ مُبتسِماً:"أَجل، هذا صَحيح"..
تَمتمتُ بِمللٍ "متى الوُصولُ إلى المركَز..؟" فأجابَ: "لاتقلَق، القليلُ بَقِي والكثيرُ إنتهى"..
عُدتُ وإستقمتُ فِي جُلوسِي فاتِحاً تلكَ النوافِذَ المُعتِمةَ الجَميلَة..
بَعدَ حِينٍ قَصيرٍ وَصلْنا وطَوقٌ مِنْ رِجالِ الأَمنِ يُحيطُ بِي إِلاّ لانس، حَيثُ كَانَ يَمشِي بِمقربةٍ مِنِّي..
لِسببٍ غَريبٍ، أَحسستُ بِهِ كَحضِنِ والِدِيَ الدّافِئ..
دَخلنا المَركزَ والصّدمَةُ يَتلوهَا رُعبٌ يَعلو وُجوهَ الجَميعِ هُناك، يالَها مِنْ مراسِيمِ إستِقبالٍ سيِّئة..
//
..
كُنتُ أَمشِي غَيرَ مُكترثٍ ولامُبالٍ واضِعاً كَفَّيَّ فِي جُيوبِ سُترتِيَ السّوداءِ القاتِمة..
جَاءَ آندِي وَمعهُ أَصفادٌ حَديديّةٌ بَشِعةٌ كَادَ يُطوِّقُ بِها مِعصمَيَّ الجليديّين..
"مُحال!"
قُلتِها وأَنا رافِضٌ لفكرةِ تَصْفِيدِهِما، وإذا بِـ لانس يأَتِي مُوقِفاً شرارةَ القَتلِ الّتي كَانَتْ تَجرِي فِي عُروقي بِكَونِهِ سيتَولّى التّحقِيقَ وبِدونِ أَصفاد..
رَبّتَ عَلى كَتِفي فأَبعدتُ يَدهُ قائِلاً "شُكراً".. إنتَهَينا مِنَ التحقِيقِ بِسُرعةٍ وكَان لانس مُبتسِماً طوال الوقت ومداه..
ما خَطبُه..؟ سفّاحٌ أَنا وَهُوَ مَلاك..
حَتّى رِجالُ الشُرطةِ وآندِي ذُهِلَ مِنْ هُدوئِيَ الغَريبِ ذاك..
فجأةً مَدَّ لانس يَدهُ لِيُصافِحَنِي، أَمجنونٌ هَذا الشُّرطِي؟! "ما بِك؟ تُصافحُ سفاحاً..؟ أَمجنونٌ أَنت..؟"
قُلتُ والإستِغرابُ يملؤُنِي، فَردَّ قائِلاً بِضحكةٍ قَصيرة:"أَمِنْ مُشكِلةٍ فِي ذلِك..؟"..
ضحِكتُ ضِحكةً خافِتةً ومَددتُ يَدِيَ إِليهِ مُصافِحاً إِيَّاه لِثانِيةٍ وأَبعدتُها بَعدَها..
نَهضْنا وَخَرجْنا مِنَ غُرفةِ التحقيقاتِ لأَرى الجَمِيعَ ينظُرُ إِلَينا وَعلى أَلسِنتِهِم وَهمساتِهِم..
"إِنّهُ لانس.. المُستجِدُّ صَديقُ المُجرِمين" ..
"مُنذُ جَاءَ إِلى المَركزِ والتحقِيقاتُ مَعَ المُجرِمِينَ أَصبحَتْ أسهَل.."..
"لكِنْ مَن كانَ يَتوقّعُ بِأَنّهُ سيُسيطِرُ عَلى بُرُودِ وَعِنادِ القاتِلِ الأَسود؟!"..
وهكذا حَديث..
سلّمَ لانس التَقريرَ إلى آندِي وإستدارَ نحوِي قائِلاً:"سأُقِلُّكَ إلى المَنزِل.. إِتبَعنِي"..
حقاً هُناكَ شَيءٌ غَريبٌ فِيه، وهَذا ما جَذبَنِي نَحوه.. "حاضر يا ماما" رَددتُ قائِلاً فَضحِكَ لانس وصَمتَ الجَمِيعُ مَصفوعِينَ ذُهولاً..
//
..
فِي السيّارةِ قُلتُ ناطِقاً:"هُناكَ أَمرٌ شَغلَ بالِي.. ما سِرُّك..؟ لِمَ تُعامِلُني وكأَنّنِي شخصٌ جَيِّد..؟"
فردَّ لانس ضاحِكاً:"أَنتَ هُو السّبب!" صفعةٌ على وجنَتي إستلمتُ.. "ماذا؟؟" قُلتُ بإستغرابٍ يشوبُهُ صوتٌ ناعِس..
فردَّ بصوتِ هادئ:"حِينَ كُنتُ صَغيراً سَمِعتُ بحادِثةٍ كُنتَ أَنتَ فاعِلَها وأَنتَ فِي العاشِرةِ مِنْ عُمركَ حَبسَتكَ ثلاثَ سِنينٍ فِي السجنِ صَحيح؟
مُنذُ ذلك اليَومِ وأَنا أتمنّى لِقائَكَ عَسانِي أَعلمُ مَنْ هُوَ القاتِلُ الأَسودُ ذائع الصيت..
وهَا قَدْ أَتى اليَومُ أَخيراً، أَنتَ لَستَ كَما يَقولُون يا دارك.. فَعلى الرّغمِ مِن كَونِها أَوّل مُقابَلة..
إلاّ أَنّنِي أَحسستُ بِأَنّ جَرائِمكَ لَها سَبب".. وصَلنا إلى القصرِ البارِدِ فَخرجتُ مِنَ السّيارةِ قائِلاً:"أَنتَ حَقّاً.. غَريبُ الأَطوار"
//
..
مَضيتُ فِي طَريقي ولانس فِي طَريقِهِ مُفترِقَين.. كَان لَطيفاً، كأبي وأُمّي..
ذهَبَ وكأنّنِي لَنْ أَراهُ مُجدداً كَما لايَعودُ المَاءُ إِلى الصُنبورِ بَعدَ فَتحِهِ..
ذَهبتُ صَوبَ غُرفَتِي ماِشياً راكِضاً فرَمَيتُ جَسدِيَ المُنهكَ عَلى السّرير..
على وِسادَتِيَ السّوداء أنظُرُ بِعُمقٍ إِلى سَقفِ غُرفَتِي حَيثُ رَسمتُ بِدماءِ ضَحايايَ زَهرتِيَ السّوداءَ المُلطّخةَ بالدِّماءِ الحَمراء..
أُتفكَّرُ.. وذِكرياتِيَ الفارِغَةِ مَعِي مُحاوِلَينِ إِيجادَ البُقعةِ العَمياءِ حَيثُ إختَفى ظِلُّ لانس فِيها..
فَغفوتُ جَرّاءَ سَحابةِ الهُدوءِ الّتي عَمَّتْ غُرفَتِي ذاكَ الصباح الغَريب..
//
..
شخصٌ غَريب..
شعرُهُ أَبيضٌ يَرتَدِي أَمامَ عَينَيهِ نظارات..
مِعطفُ مُختبرٍ يُغطِّي جِسمَهُ الضّخمَ ذاك..
أَنا..
مُقيّدٌ عَلى لَوحٍ ولا أَزالُ فِي رَبيعِ عُمرِي، لا بل أَصغر..
صعقاتٌ تَلتها مِنّي صرخاتٌ ومِنهُ ضحِكات..
//
..
أَفقتُ وصَدرِي يحترقُ مِنَ الأَلمِ والعرقُ يتصبّبُ مِنّي.. كابوسٌ كان..
لَكِن، مَنْ هَذا الشخص.. ولِمَ أَنا مُقيّد.. أهذهِ حَقيقة.. لا أعلم.. لا أعلم..
هدّأتُ نَفسِي بِحمّامٍ ساخِنٍ فإسترخَتْ قليلاً أَعصابُ قلبيَ الميّتةُ فِي هذا الصباحِ المُعكّر..
خَرجتُ بَعدَ ساعةٍ وجفّفتُ شَعري.. والساعةُ إنطبقَتْ عقارِبُها عَلى السابِعة..
//
..
خرجتُ أَتمشّى فِي حَديقةِ القَصرِ التي تَبدو كَتِلالٍ مِن صحراءٍ سوداء.. بإشجارِها الّتي تهشّمت أغصانُها..
وزهُورٌ فارقت الحياةَ إلى أرضِ اللاعَودَة ببتلاتٍ رماديّةٍ مُهشّمةٍ كأنّها إحترقتْ بِلا نِيران.. لا شيءَ حَيٌّ هُنا..
سوى أَنا..
وزَهرَتِي السوداء الحمراء..
كَيف لَمْ تَذبُل خِلالَ هَذهِ الأربع وعِشرينَ سَنة..؟ لَم أعتنِ بِها مُنذُ وفاةِ والِدَيَّ ولَمْ أَسقِها حَتّى..
مَع ذلِك، فإنَّ بَريقَها كالماسِ الأسودِ المُتخلّلِ بَينَهُ قِطعٌ مِنَ ياقوتٍ أَحمر..
بيديَ لامَستُ تِلكَ الأَشواكَ السوداء الجَميلة مُستنشِقاً عِطرها المُميّز.. لَيسَتْ كأَيِّ عطرٍ آخر..
إِنّ لَها رائِحةً كدِماءٍ مَغسولةٍ بالمِسك.. لَكِن.. شَيءٌ غريبٌ فيها لايجعلُ يدِيَ تنزِفُ وأَنا لا أتألّمُ حِين ألمِسُها..
"أَتغلّبُ عليكِ ولاأدري كَيف.. لَمْ تُؤذِني أشواكُكِ الّتي تكادُ تكونُ كُمخالِبِ الذّئاب"
//
..
تركتُ الزّهرةَ مِنْ راحةِ يديّ وذَهبتُ صَوبَ النافورةِ الرُّخاميّةِ البيضاء الّتي إلتفّت عَليها أشواكٌ سَوداء..
جلستُ عَلى أحدِ أَطرافِها وأنا أنظُرُ إلى إنعكاسِ صورَتِي عَلى الماء الّتي بَدَتْ كقمرٍ خاسفٍ جُزئيّاً..
وفجأةً ظهرَ إنعِكاسُ صورةِ أُمِّي على يَميني وأَبي على الشمالِ.. إستدرتُ مَصعوقاً ولكِن لا أحدَ هُناك..
"مَتى سيتوقّفُ عَقلِي عَن نسجِ صورِ طَيفَيهِما حَولي..؟
سَئِمَ رأسِيَ الإنتِظار حَتَّى عَودةِ ذِكرياتِي إلى هذا العَقلِ المَخفِيِّ بَين عِظامِ جُمجُمَتِي المُنجمِدة.. سأَبدأُ تِلكَ الرّحلةَ الآن..
تِلكَ الّتِي رأَيتُ مُخطّطَها قَبل أيّام.. لِذا إستعِدَّ يا سِلاحِيَ الحبيب ويا رصاصاتِيَ المُستدِيرة..
فهُناكَ أشخاصٌ بحاجةٍ إلى التخلُّصِ مِنْ حَياتِهِم خِلالَ هَذهِ الرِّحلةِ الطويلة"
قُلتُ وأَنا مُبتسمٌ لاعِقاً شِفاهِيَ وعَينايَ الحادّتَانِ إرتعدَتْ مِنهُما الصُقورُ أُغلِقَتا شَيئاً.. فَشيئاً..
//
..
وهكذا ننتهي من فصلنا الجديد -w-
آمل أنكم استمتعتم بالقراءة 3:
في الجزء القادم
سنكتشف بعض الحقائق عن هذا الشخص الذي رآه دارك في حلمه
وستتعرفون على عالمةٍ ستصفق لدارك! لماذا وكيف وما علاقتها به
أحداث غريبة ستتعرفون على حقائقها في الأجزاء القادمة
أمّا عنوان جزئنا الرابع سيكون
..//|*|~مُجرمٌ.. وَملاك~|*|//..
إلى لقاءٍ آخر
دمتم بود~




رد مع اقتباس

المفضلات