مُحاماة!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيادة القاضية الموقرة -w- كُلنا هنا في اجتماعٍ رحبٍ آخر من هذه المحكمة الجميلة
وبالطبع عَلينا الردُّ على الإدعاءِ العام كَوننا يتوجب علينا الوقوف بجانب المتهمين!
احم احم~ نبدأ على بركة الله
النص الأول:
حقاً جعلني النص أعيشُ أجواءَ قصةٍ قصيرةعندما أراد الخروج لعمله في الصباح الباكر.. وجد على عتبة بابه علبةً تحوي نظارةً سوداء.. تلك كانت البداية..
الألفاظ الخفيفة الرقيقة، الكلماتُ جاءت تحمل كلّ عبارةٍ وتُعطيها معنىً ولذة أخّاذة
الوصفُ المُسترسل لأحداث ومجرى النص كان موفقاً حقاً
وعذوبته الطاغية عليه حقاً أثبتت كون بهاراته
"شاعرية"
يا سيادة القاضي مِمّا لا شك فيه هو أنّه أُسلوب الكاتبعندما أراد الخروج لعمله في الصباح الباكر.. وجد على عتبة بابه علبةً تحوي نظارةً سوداء.. تلك كانت البداية..
كما يعلم قاضينا الوقور والذي لا يخفى على بقية الحضور أن هذه المحاكمة تنطبق عليها قوانين هذه المدينة مدينة اللغة، ومن قوانين هذه المدينة: الكتابة بالعربية الفصيحة، وقد وجدنا أن الكاتب استخدم النقطتين في محل الفاصلة وهذا كما تعلمون خطأ إملائي جسيم، ولم يكتفِ الكاتب بذلك بل قام بفصل اسم الإشارة "تلك" عن المشار إليه "البداية" وهذا مما لا يقبله البلاغيون.
فحالياً أغلبُ الكتاب يتبعون اسلوب النقاط المعبرة عن صفو الأحداث وانسيابها بين علامات الترقيم الأُخرى
ولا مشكلة فيها على ما يبدو، فعلامات الترقيم لا نتبعها إلاّ للنصوص المطبوعة
ونحن لم نطبع شيئاً منها بعدُ في كتابٍ أليس كذلك؟
وبالنسبة للتقديم لا أرى مشكلةً فيها بل وعلى العكسِ مما تقولهُ أخي
فقد رأيتُ في اعماقها أَلماً يُمهد للقادم لو تمعّنت فيها وتركتَ أمر "البلاغيين"
نحنُ لسنا كبار شُعراء هُنا، نحنُ نطمحُ لبلوغ مرتبةٍ واسلوبٍ خاصٍ بنا
هذا ما أراهُ واللهُ أدرى بما في قلب الكاتب :"")
هُنا يا سيادةَ القاضي اعتراضٌ كبير في المنطق!تساؤلات كثيرة حامت في ذهنه حول هذه النظارة.. أهي هدية..؟ إذا كانت كذلك فلماذا أرسلها صاحبها بهذه الطريقة المريبة..؟
أيها القاضي، يبدو أن أخطاء علامات الترقيم ليس لها حد في هذا النص، فهو لم يكتفِ بوضع النقطتين بل زاد عليهما بحذف الفاصلة التي تسبق السؤال.
أيضًا لا يحوم الشيء داخل شيء بل حوله، وهنا حامت التساؤلات في الذهن لا حوله، كيف ذاك؟
كيف يحوم التساؤل حول الذهن أي خارجه؟!
فإذا خرج التساؤل عن الذهن، كيف يُعدُّ تساؤلاً إذاً؟؟
أعتقدُ أنّ الأمر واضحٌ وجليٌّ أنه يجب في هذه النقطة كتابة "في ذهنه" فلو حامت "حول ذهنه"
لن يُعد ذلك تساؤلاً ^_^
وهل نقلب الحساء بأيدينا حتى يتخلل أصابعنا سيدي المُدّعي ^_^ ؟؟قلّبها بين أصابعه وأخذ يتفحصها بناظريه.. لا تبدو جديدة.. ولكن.. ولسبب ما إنه يرغب حقا باستخدامها..! ربما يكون من أرسلها هو أحد زملاءه في العمل وربما يعترف بذلك إذا رآه يستخدمها.. تبدو قديمة وملية بالخدوش.. لا بأس.. ليومٍ واحدٍ على الأقل.. الشمس مؤذيةٌ اليوم على أية حال..
رفع النظارة السوداء ووضعها على عينيه.. وانطلق إلى عمله..
التقليب يكون للغرض الذي يمكنه أن يتخلل الأصابع كالسبحة ، والقلم.
لا مُشكلة في تسلسلٍ مختلط بل هو من ناحية الغُموض شيءٌ رائعلقد نسي أمرها تقريبا مع مشاغل يومه الكثيرة.. لم يعرف مرسلها.. لعلها مزحة سخيفة.. عليه ألا يستخدمها مجدداً.. الأهم الآن.. ما سر هذا الألم الفظيع الذي يغزو صدره منذ الصباح..؟
هنا يا سعادة القاضي خطأ بلاغي، كيف يكون الضمير "ها" يشير إلى شيئين مختلفين في جملة واحدة بل وتسلسل مختلط؟
اعذرني حضرة القاضي ولكني سأوجز.
أرى أنّ الكاتب وثّق بين جملتي "لم يعرف مرسلها.. لعلها مزحة سخيفة.." و "لقد نسي أمرها تقريبا مع مشاغل يومه الكثيرة.. عليه ألا يستخدمها مجدداً.."ايثاقاً قوياً عكس ما قُلت
فلو أنّه استبدلها بضميرٍ آخر، أعطِنا مثالاً سديداً لنقتنع ^_^
الارتياب صورةٌ اقوى من الاستغراب وهذا أبلغ برأييولكنه ويا للغرابة لم يحاول حتى مد يده لانتزاعها.. فقط تابع عمله وكأنه نسي أمرها تماماً..! بقي وائل يراقب تصرفات صديقه بارتياب.. إنه حقاً لا يبدو على ما يرام.. يبدو.. يبدو تعيساً بشكل أو بآخر..
نفس الملاحظة السابقة حول "دائمًا" ولكن هذه المرة على "فقط"
ضعف في النص هنا، الصديق لا يرتاب من تصرفات غير طبيعية بل يستغربها.
فلو استبدلها باستغراب، لكان الامرُ عادياً ولكن ارتياب كان وقعها اقوى في النص
هو لم يعرف الأمر بعد إلاّ أنّهُ اراد استكشاف الامر وخفاياه فصديقهُ لم يُحدّث احداً عنه سابقاًولذلك قرر أن يدعوه إلى العشاء الليلة.. عله يكشف شيئا عما ألمّ بصديقه.. أو يتمكن من مساعدته بشكل ما على الأقل..!
اكتشاف الشيء يعني أن ذلك الشيء كان غائبًا كليًا، فهل فكر أحد ما في العصر القديم أن هنالك بشرًا يعيشون في القارات الأخرى؟ أم أنهم كانوا يحاولون إثبات كروية الأرض؟
وائل هنا يعلم أن صديقه في كربة ولكنه لا يعرف خباياها؛ لذا كان استخدام يعرف أو يعلم أفضل من يكتشف
أو أن يتمكن من مساعدته، لتقوية العبارة وتوكيدها.
مما يُعتبر كالاكتشاف أليس ذلك صحيحاً؟؟ ^_^
"حاول وائل أن يفتح عدة مواضيع سعيدة وممتعة مع صديقه ولكن الأخير كان يكتفي بإجابات مقتضبة..""وأخيرًا قرر" توحي بأن القرار من وحي اللحظة وأنه لم يخطط لهذا وهذا ما يناقض سبب دعوته للعشاء أساسًا.
ألا يكفي هذا إيحاءً لصحة "وأخيراً قرر" ؟؟
فهو فكر بأساليب وقام بها ولم تنفع
ثم قرر أخيراً أن يقوم بالحركة القاضية ليعلم ما يجول في خاطر صديقه
لذا لا خطأ فيها من أيّ ناحيةٍ كانت
كان + هما (اسمها مستتر مرفوع) + زميلي (خبرها منصوب) فأين الخطأ ؟؟ وحتى لو قلبتها من كل الجهات فهي صحيحة وليست خاطئةخطأ نحوي، كانا زميلا دراسة وليس زميلي، وصارا صديقان وليس صديقين.
ونفس الشيء بالنسبة لـ "وسرعان ما أصبحا صديقين" = أصبح + هما (اسمها مستتر مرفوع) + صديقين (خبرها منصوب) ما الخطأ فيها @_@"..؟؟
لا أرى أيّ ذرة خطأ في النص هنا 0_0
ولا خطأ هُنا كذلك! هو لم يفكر بالزواج أصلاً وأنت قلت "التأسيس الجيد قبل الزواج لابعده""لم يفكر بالزواج حتى يؤسس نفسه جيداً" التأسيس الجيد قبل الزواج لا بعده.
هو أصلاً لم يتزوج فكيف تقول بأن التأسيس الجيد قبل الزواج لابعده؟
لو تمعنت قليلاً بعد لوجدت التالي:
هو أراد تأسيس نفسه قبل الزواج في حال فكّر في القدوم عليه
وهذا ما يعنيه "هو لم يفكر بالزواج حتى يؤسس نفسه جيداً"
وليس ما قلته أخي الفاضل
ألم تفكر في أنّه قد يكون فقد ذكرياته؟ أو رُبما حالة من الـ Deja Vu؟ثم كيف يشتاق أحد إلى أحد دون أن يعرف عن شيئًا، ولو كان سحرًا فهو لن يدرك أنه لا يعرف عنهم شيئًا عكس ما ورد في الحديث.
في كِلا الحالتين، يشعر الشخص برغبة في رؤية أحدهم ولكنه لايدري من هو فقد نسي شكله واسمه تماماً
وهذا أحد أسباب الرغبة الشديدة والعميقة في اللقاء
وتذكر كون البهارات "شاعرية" فلولا شيءٌ كهذا، ما كانت لتوصف بشاعرية
وأنا رأيت المقطع سليماً عكس ما رأيته
ربما تحتاج لقراءته بتمعنٍ مرةً أُخرى أخي الفاضل
ومن قال أنّه أراد السرعة والمباغتة أصلاً 0_0""تناولها لا تفيد السرعة والمباغتة كان الأولى كتابة أخذها.
يا سيادةَ القاضي مما أرى فأنا لاحظتُ بأن "تناولها" جاءت في محلّها فهو لم يكن في معركة كي يسرع ويباغت
انما "تناولها من يد صديقه وقربها من عينيه متفحصاً لها باهتمام.."
أرى بأنّ كلامي واضح
ها؟ @_@جملة مرر يده تحتاج لإعادة تركيب، التمرير يكون بين الأشياء
إذاً فخصلات الشعر هي وهمٌ على كلامك أخي
لم أكُن أعلم بأنَّ الشعر شيءٌ يُلمس ولا يُستشعر به، شكراً للمعلومة
واستطاع اينشتاين اثبات أمر طول الوقت خلال نظريته النسبية لو سبق وقرأت عنها :"")أشهر وطويلة لا يتناسبان، جمع قلة مع وصف كثرة.
حيثُ اوضح بأنّك تشعر بالوقت طويلاً وقصيراً حسب ما تشعر به..
وهذا ينطبق على: طول اليوم وقصره، طول الاشهر وقصرها وكذلك طول السنين وقصرها
وأرى بأنّ هذه النظرية صحيحة 100% والكثيرون يوافقون على ما أظُن
النظر للامور من الناحية السطحية وترك العمق في المعاني هو خطأ المدّعي في هذه النقطة -لا أقصد الاهانة ولكن هذا ما لاحظته-
هذا ما لديّ عن النص الأول
ننتقل إلى النص الثاني في الرد القادم بحوله تعالى :"")
رد مع اقتباس

المفضلات