قصة مؤثرة وحزينة... واللطيف أن نهايتها أفلتت من براثن التراجيديا بأعجوبة، مع أن الكاتبة من تعرفون.

أسلوب الوصف الجميل هو الطاغي، وهو ليس مسرفًا ولا مقترًا، وتسانده الاستعارات والمجازات وغيرها من الصيغ البلاغية التي رقيت بالنص أكثر. من أكثر ما أعجبني من ذلك:

ابتلعت حروفها حين لاحظت تلك العينين المتراخيتين تترقبها بنظرات الشفقة المعتادة من طرف الباب الذي نسيت إغلاقه
تشبيه الأجفان المرتخية بالباب الذي نُسي إغلاقه تشبيه بليغ جدًا.

أحداث القصة تترك أثرًا عميقًا في النفس، حتى أن المرء قد يتساءل: ماذا كان ليحدث لو أن الأم لم تكتب تلك الرسالة قبل دخولها في الغيبوبة، أو لم تعثر ابنتها على تلك الرسالة؛ أكانت البنت ستزور أمها في المشفى آنذاك، وهل كانت يدها شبه الميتة ستجد يدًا تدفئها بغمر الحب والحنان وترجو لها أسرع شفاء وإفاقة؟

شيء أثار فضولي بعدما انتهيتُ من القراءة، ما سبب وقوع الأم في الغيبوبة؟ سبب لم يُذكر في القصة، أو قد ذُكر وفاتتني قراءته؟

هناك ملاحظات طفيفة أودّ ذكرها، وهي عن أخطاء قد بهتت بجانب بهاء القصة وجمال أسلوبها، لكن طالما باب النقد موجود، أرجو ألا يكون هناك مانع من أن أطرقه.

أولاً لاحظتُ كلمتين من الكلمات الدارجة في النص، وهما "تهزيئة" و"تعيير". يمكن أن ينوب عن الأولى "استهزاء" أو "تهكم"، وعن الثانية "ضبط"، فالتعيير في اللغة الفصحى هو وصف الشخص بصفة عار، كما ورد في قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه: "أعيّرته بأمه؟! إنك امرؤ فيك جاهلية".

ثانيًا، واو العطف تلتصق بالكلمة التي تليها ولا تنفصل عنها بأي حال من الأحوال، مثلها مثل الفاء وحروف الجر الموحدة كالباء والكاف واللام.

وأخيرًا، أودّ أن أشكر أختنا أثير على فديتها الفريدة. لا تنسي ذكر اسم سجينكِ أو سجينتكِ في موضوع الفعالية بعد استئذانهـ/ـا.