أقوال القضاة - الجلسة الأولى
نفتتح الجلسة مع المتهم الأول:
عَتمةٌ استَحوذَتْ عَلى الشمسِ كاسيةً إيّاها ظِلاً دامساً
فارتوتِ الأرجاءُ بِكساءِ ظلمةٍ مُعلنةً أنَّ الليلَ قَد أتى
حَيثُ في القطار راقبت أعيُني مُفترق الطرقِ هامِساً
وضوضاءٌ في ينبوعِ المدينةِ يكسوهُ هُدوءٌ حَولها
مِن مَحطتي توقفتُ أستطلِعُ ما جرى
تلخيص نقاط الادعاء - ممثلاً بأثير الفكر - كالتالي:
1- عدم بروز الفكرة جيدًا في النص
2- عدم الالتزام بالسجع في كل القالب
3- الاعتراض على بعض الأخطاء الإملائية واللغوية
4- احتياج النص للقراءة أكثر من مرة حتى يُفهم
5- الأسلوب مصقول وليس عفويًا
أما المحامون، فقد دافعوا عن القالب كما يلي:
أولاً، تلخيص دفاع تشيزوكو:
1- الإثناء على الجانب الوصفي في القالب
2- الشهادة بأنه مطابق للفكرة والبهارات المطلوبين
3- الرد على النقطة رقم 1 من الادعاء بأن عدم الدخول في التفاصيل مقصود لأن الأمر أشبه بمشاهدات شخص عابر.
4- الرد على النقطة 2 من الادعاء بأن غياب السجع يعبر عن الحالة النفسية الشاعرية.
5- تبيين أن ما ورد في النقطة 3 من الادعاء ليس أخطاءً إملائية أو لغوية.
6- الرد على النقطة 4 من الادعاء بتبرير مشابه لما في النقطة 3 من الدفاع.
7- الرد على النقطة 5 من الادعاء بأن النص من النوع التصويري.
ثانيًا، تلخيص دفاع Hope Tear:
1- الإثناء على بلاغة النص وموافقته للفكرة والبهارات المطلوبين وأصالته.
2- الإشارة إلى بعض الأخطاء الإملائية وتصحيحها.
3- الاعتراض على اختيار بعض الألفاظ التي لم تتلاءم مع باقي السياق.
بعد دراسة وقراءة ممحصة لكل ما سبق من أقوال، قررنا ما يلي:
1- المدعي العام أثير الفكر نقدت القالب من جميع الجوانب الممكن لها فيه ذلك.
2- المحامية الأولى تشيزوكو ردّت على النقاط 1 و 2 و 3 من كلام الادعاء بشكل مقنع، فالنص لا يُشترط به التفسير كثيرًا إن كان مشاهدة من مارٍ عابر، والسجع ليس ملزمًا في كل النص لغير المقامات وأشباهها، والأخطاء الإملائية المشار إليها ليست أخطاءً فعلية وإنما هي أقرب للتفضيلات. بخصوص نقطة السجع، نرى أن مستوى النص كان ليرقى أكثر لو التُزم بالسجع في جميعه، لكن ذلك ليس ملزمًا. أما النقطة 4 من الادعاء، فردّ الدفاع بعيد عن المقصد، حيث أن وصف شخص عابر لا يوجب التعقيد أو عدم الوضوح بحيث يحتاج إلى قراءته أكثر من مرة كما وصف الادعاء. والنقطة 5 من الادعاء لم يُجب عليها مباشرة، إذ لا شيء يمنع النص من كونه تصوريًا وعفويًا في الوقت نفسه، لذا هذه النقطة للادعاء. ويكون الحاصل في هذا الدفاع نقطتين للادعاء وثلاث نقاط للدفاع.
3- المحامية الثانية Hope Tear، وكلامها انقسم إلى قسمين: دفاع وادعاء، ولم تجب على نقاط الادعاء السابقة بل نقدت القالب نقدًا منفصلاً. نقطة الدفاع عندها هي الإثناء على جودة النص وموافقته للفكرة والبهارات، وهي نقطة مشتركة مع المحامية الأولى تُحسب لهما نقطة واحدة. أما نقطتا الادعاء رقم 2 و 3 في تلخيص كلامها، فهي محقة منها، وهما نقطتان تُحتسبان للادعاء.
الناتج: 4 نقاط للادعاء و 4 نقاط للمحاماة.
الحكم الفاصل: يُعطى للادعاء لبقاء نقاط لم يُجَب عليها بشكل شافٍ.
نأتي الآن إلى المتهم الثاني:
حين يصهر الصلب يأتي الحديد..
وحين تشرق الشمس يولد يوم جديد..
وحين تطفل الشمس بيد الليل يعم المغيب..
تكور الليل على النهار فاستشربت الظلماء من الشمس ضوءها واحتوتها بكفها..
تلخيص نقاط الادعاء (أثير الفكر):
1- خطأ في ترتيب التوصيف في البداية (الشروق والغروب).
2- المبالغة في الوصف في أول النص.
3- بعض الأخطاء اللغوية.
4- تناقض دلالي في وصفة الأهزوجة بالمعتمة بينما العتمة يُقصد منها السلبية عادة.
تلخيص رد الدفاع، المحامية الأولى تشيزوكو:
1- اعتبار التشتيت في ترتيب التوصيف تعبيرًا عن المشاعر المكبوتة، ردًا على النقطة 1 من الادعاء.
2- ردًا على النقطة 2 من الادعاء، اعتبار تغيّر قوة الوصف مناسبة وتبعية للأمر الموصوف.
3- التقليل من شأن الأخطاء اللغوية لندرتها.
4- الرد على النقطة 4 من الادعاء بأن الأهازيج لا تكون سعيدة دومًا.
تلخيص رد الدفاع، المحامية الثانية Hope Tear:
1- الإثناء على سلاسة النص وانسيابيته وترابط جمله.
2- بعض الأخطاء اللغوية الطفيفة.
حكم القاضي:
1- رد الدفاع على النقطة الأولى لم يكن موفقًا تمامًا، فقد كان الأولى القول أن إعادة الوصف إلى الشروق من جديد بعد وصف الليل هو وصف لشروق اليوم التالي.
2- الرد على النقطة الثانية رد مناسب، فتغير قوة الوصف حسب الموصوف والمشاعر يضفي جمالاً للنص. نقطة للدفاع، أما النقطة الأولى في الأعلى فكانت للادعاء.
3- الأخطاء اللغوية (ثلاثة منها مما ذكر من الكل يمكن عده كذلك)، أشبه بالشعرات: ثلاث شعرات قليلة في رأسن ولكنها كثيرة في صحن حساء! لذا اعتبار القلة والكثرة حسب المادة، وهنا هي أقرب لاعتبار القلة.
4- النقطة الرابعة، الادعاء لم يقصد أن الأهازيج لا تكون سعيدة، بل أن أهزوجة الكاتب سعيدة ومع ذلك وصفها بالمعتمة مما شكّل تناقضًا. رد الدفاع كان بعيدًا عن الهدف.
الخلاصة: نقطتان للدفاع ونقطتان للادعاء، لكن الكفة تميل للدفاع لأن الانتقادات التي أدلى بها الادعاء لا يُعدّ أغلبها قادحًا في جودة القالب المعنيّ.
بخصوص القالب الثالث، لم يكن هناك ملاحظات فعلية عليه في كلام الادعاء، إذ ليس فيه ما يستحق النقد، وبالتالي لم يكن هناك سوى إطراء من جانبي الادعاء والدفاع على القالب. لذا لا تجد المحكمة ما تحكم فيه سوى تهنئة الكاتب على ما خطّه قلمه.



رد مع اقتباس


المفضلات