هناك قاعدة شهيرة تقول أنه يحق للشاعر ما لا يحق لغيره! ذلك ممكن، ولكن بضوابط طبعًا. أحيانًا يلجأ الشاعر إلى تصريف ممنوع من الصرف، أو تسكين متحرك، أو غير ذلك من التعديلات الطفيفة التي تخالف قواعد النحو، ولا حرج ذلك ما لم يكثر منه ويتعد الحدود، وما لم يكن التغيير ضخمًا أو يؤدي إلى خطأ فاحش، والله أعلم.
بالنسبة لسؤالك، هل كتابة الشعر تستلزم دراسة العروض. الجواب: قطعًا لا. علم العروض محدثٌ ولاحق على الشعر وليس سابقًا له، وهو محاولة لتقعيد أوزان الشعر العربي وتسهيل أمره على الناس بعد أن رطنت ألسنتهم واختلطت بالعجمة. لكنك عندما تعتمدين على الإيقاع فقط في نظم الشعر ستجدين نفسك تنسجين غالبًا على نظم بحر واحد أو اثنين من بين البحور الستة عشر (وبالمناسبة، بحر الرجز يسمى حمار الشعراء لكثرة ما ينظمون على وزنه ولأنه أسهل البحور، ويشابهه بحر الكامل، ويأتي بعدهما في السهولة الوافر والمتقارب، وهذه الأربعة هي أكثر ما يُستخدم في الشعر الذي يُتغنى به أو يُنشَد). لكن التنويع في البحور يُكسبك قوة أكبر على كتابة الشعر ويزيد من مقدرتك على ارتجاله ويرفع من حصيلتك الأدبية.
وأسهل طريقة لتذكر أوزان البحور للنظم عليها هي حفظ مفاتيحها المشهورة، نحو:
طويلٌ له دون البحور فضائلُ *** فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلُ
(إلى آخر المفاتيح)
فيمكن أن تستخدمي هذه المفاتيح مثل الميزان، فتقارني بينها وبين بيتك الذي على وزنها، فيتضح لك مكان وموضع الكسر فيه إن وُجد.
وأخيرًا، كتبتُ مرة درسًا متواضعًا عن طريقة لتسهيل نظم الشعر، قد تودين الاطلاع عليها:
[h=1][درس.ع] [فكّ رقبة أسير][مدرسة الشعراء ~ احترف نظم الشعر في ساعة][/h]
بالتوفيق



رد مع اقتباس


المفضلات