المدينة التي تبتسم في وجوه الزائرين
ما زال في سوادها يتام ليل البادية
أنشأها العرب وسموها "
مجريط "





مدريد تاريخيًا :


تقول العديد من المصادر أن أول من اكتشف مدريد ووضع أول حجر فيها هم العرب ، فالسلطان محمد الأول عشق هذه المنطقة التي تشكل مدريد وأقام فيها برجًا في المكان الذي يحتله الآن القصر الملكي - قصر الشرق - وهو القصر الذي يستقبل في البلاط الملكي الأسباني السفراء لتقديم أوراق اعتمادهم


وقد جاء برج السلطان ليطل على أجمل بقعة تخلب الأنظار ، حدائق نسقتها الطبيعة العذراء ، نهر وفير وغابات خضراء تحيط بالبرج العربي وفي حمايته أقيم أول حي كان أساس إنشاء مدريد ، وخلف جدران هذا الحي ارتفعت الأسوار لتدافع عن حضارتها التي بناها العرب الذين بكوها حتى جفت المآقي وغادروها عام 1083 م .

العرب والاستراتيجية :


أنشأ العرب مجريط في ها الموقع لكي يسدوا بها حاجة استراتيجية ماسة للثغور الإسلامية المتاخمة ، وسرعان ما اتسعت القلعة العربية حتى أصبحت مدينة "شريفة" كما يصفها سائر الجغرافيين العرب !

وعلى الرغم من أن العرب منشئوا مدريد أو مجريط إلا أن كثيرًا من المؤرخين اختلفوا حول اسمها ، ويُقال أن الاسم "مجريط" معنى مركب من كلمة عربية وهو "مجرى" مضاف إليه مقطع نهائي من اللاتينية الدارجة "يط" بمعنى تكثير
ويقصد بها المدينة التي تكثر المجاري فيها ، والمجاري هي قنوات الري والقنوات الجوفية التي كانت تحمل المياه إلى البيوت المزارع ، فقد حفر العرب في مجريط مئات من الآبار الارتوازية لضحالة ماء نهرها المسمى بالمنثناريس .

تحوي مدريد العديد من المعالم السياحية ولست بصدد التفصيل عنها هنا إذ أنها جميعًا ترتبط بالأسبان كمصارعة الثيران ومتحف الشموع والقصر الملكي الأسباني ، وعلى الرغم من ذلك ما زالت تحتف بذاك الطابع العربي القديم بل إن أحد أحيائها يسمى بحي العرب ، سكنه سابقًا أبناء الشمس الذين لم تسمح لهم قلوبهم بمفارقة الأرض التي عشقوها يومًا .