أسعد الله مساءكم جميعًا بكل خير![]()
فعالية الامتحان أوحت لي بفكرة موضوع
عالجت الفعالية مشاكل الطالبة بعد أن اجتازت طريقًا في الدراسة والتحصيل
ولكن ما تراه حصل في الخفاء أو في الماضي؟
حاولتُ هنا التوفيق بين أسلوب تربية الوالدين والطفل في بداية مرحلته الدراسية
والتي ستُبنى عليها السنوات القادمة ، وكلي رجاء أن تستمتعوا بما كُتب
مع الأخذ بعين الاعتبار أن طبيعة الموضوع نقاشية
بعد عقود من البحث والدراسة أثبت علماء النفس أنه لا يوجد ما يسمى بالطفل الفاشل ،
بل يوجد آباء يفشلون في اكتشاف مهارات أبنائهم والتعامل مع كل ابن وفقًا لشخصيته
يفشل الآباء أيضًا في إقناع أطفالهم بجدوى التعلم والمسؤولية لأنهم لا يبدأون بأنفسهم !
فالجراح الذي يريد إجراء عملية استئصال للزائدة الدودية - مثلًا - باستخدام التخدير الموضعي ،
عليه أن يمر بنفس التجربة أولًا ، أو أن يفكر - على الأقل - بعقلية هذا المريض كي يستطيع إقناعه
بالخضوع للعملية وهو في كامل وعيه !
ينطبق نفس الأمر على تنشئة الأبناء وتعليمهم ، فحريٌ بالآباء أن يأخذوا بعين الاعتبار ما يلي :
- الأجواء التي تساعد الطفل على التحصيل .
- الذاكرة التحصيلية للطفل .
- النمط الاستيعابي للطفل .
أولًا أجواء التحصيل :
تختلف الأجواء المناسبة للتعلم من طفل إلى آخر - فيما يعتبره علماء النفس فروقًا فردية - مثل :
التوقيت :
بينما يعكف بعض الأطفال على استذكار دروسهم نهارًا ، يستمتع آخرون بالدراسة ليلًا !
ومن ثم على الآباء ألا يعاقبوا أبناءهم حين يلهون بالنهار ويتفرغون لواجباتهم المدرسية بالليل
فقد يكون هذا هو أفضل توقيت لإنجاز بلا إعجاز !
البيئة المحيطة :
يهوى بعض الأطفال الغرف المشابهة لمكاتب الموظفين ، فتجد الطفل جالسًا أمام مكتبه وأوراقه وأمسك بقلمه وانكب على المذاكرة
في حين تفضل فئة أخرى بعثرة الكتب والأدوات فوق السرير وعلى الأرض وفي كافة أرجاء الغرفة!
يشعر كثير من الآباء أن النوع الأول هو الأكثر ذكاء وتركيزًا ،
وأن الثاني فوضوي ومشتت الذهن ، بيد أن النوع الثاني يجيد التحصيل من خلال الفوضى الخلاقة ،
حيث يطفو كل ما هو غير مهم على السطح تاركًا مساحة كافية لأولويات واضحة ومرتبة .
الضوء والحرارة :
تتباين شدة التركيز من طفل لآخر وفقًا للضوء والحرارة اللذين يتعرض لهما ،
فبعض الأطفال يستمتعون بشدة الحرارة في حين تنعش البرودة آخرين .
وبينما يساعد الضوء القوي بعض الأطفال على التركيز، نجد الإضاءة الخافتة تستهوي بعضهم الآخر وتشجعهم على الاستذكار !
الذاكرة التحصيلية :
يختلف الأطفال من حيث ذاكرتهم التحصيلية ، فالأول يستذكر دروسه بعينيه ،
بينما يلجأ الثاني إلى القراءة بصوت مرتفع لأنه يتذكر ما يسمع
ويفضل ثالثٌ أن يكتب ما درسه عدة مرات ليرسخ في ذهنه ..... إلخ.
لذا حريٌ بالآباء ألا يفقدوا صوابهم إذا وجدوا أحد أبنائهم يذاكر في صمت ويدون ملاحظاته ،
في حين لا ينفك الآخر يقرأ بصوتٍ عالٍ ويردد كل فقرة عدةَ مرات .
لا يكمن الفرق هنا في الذكاء التحصيلي بل في اختلاف ذاكراتهم التحصيلية على النحو التالي :
- الذاكرة البصرية :
يعتمد الأطفال ذوو الذاكرة البصرية القوية على أعينهم في الدراسة والتحصيل ،
فيلجأون إلى قراءة الكتب أو المذكرات بهدوء.
ولهذا تفسير علمي ، وهو أن الصورة التي تلتقطها شبكة العين تختزن فورًا في مركز
" الذاكرة الحاضرة " في فص المخ الأيمن ،
وهذا المركز هو المسؤول عن استحضار المعلومات فور السؤال عنها .
[ لتمتين هذه المهارة على الآباء تشجيع أطفالهم بتوفير وسائل الإيضاح الملفتة للنظر مثل الصور والملصقات والخرائط ]
الذاكرة السمعية :
يعتمد أصحابها على الاستماع للمحاضرات أو قراءة المذكرات بصوت مرتفع ،
فالصوت يحل محل الصورة هنا ،
وتنتقل نبراته وتردداته لتختزن في مركز الذاكرة الحاضرة وكأنها تسجل على أسطوانة .
[ لتمتين هذه المهارة على الآباء تزويد أبنائهم بالأشرطة أو الأقراص المدمجة التي تحتوي على ما يهم من المعلومات ]
الذاكرة الحركية :
يعتمد أصحاب هذه الذاكرة على الحركة المستمرة أثناء تحصيل المعلومات .
فلا تندهشوا أيها الآباء ولا تعاقبوا أبناءكم إذا كثرت حركتهم من غرفة لأخرى أثناء استذكار دروسهم ،
ولا تجبروهم على الجلوس ، وتذكروا أن طفلًا على هذه الشاكلة يعتبر المدرسة عقابًا مروعًا لأنه لا يستطيع أن يبرح مكانه لفترات طويلة !
كما أن الحركة هنا هي " بروتوكول " التركيز لأنها تشحذ الذهن ، وتنشط الدورة الدموية ، وتقوي كافة مراكز المخ بما فيها - بالطبع -
الذاكرة الحاضرة . ويشبه استرجاع المعلومات هنا تمثيل أحد المشاهد السنمائية أو المسرحية المفعمة بالحكات واللفتات !
[ لتمتين هذه المهارة على الآباء توسيع صدورهم لأبنائهم ، وعدم التبرم أو إظهار الضيق من كثرة حركتهم ، والاكتفاء بلعب دور المشاهد والناقد البناء ]
النمط الاستيعابي :
يختلف الأطفال - حتى التوائم منهم - في الشخصيات والطباع ونسبة الذكاء والنمط الاستيعابي .
ويعرِّف علماء النفس النمط الاستعابي بأنه الكيمياء التي تحفز المخ على التقاط المعلومات ، وغربلتها ،
واتقاء المهم منها وتحصيله وتخزينه واستحضاره ، وسأعرض فيما يلي هذه الأنماط :
العقلاني :
يمقت الطفل العقلاني المفاجآت ، ويهوى وضع الخطط قبل تنفيذ أية مهمة ،
ومن ثم تجده يفشل في الاختبارات المفاجئة التي لم يستعد لها .
فالطفل العقلاني يجتهد في تحصيل دروسه لأنه يعل موعد الامتحان وأنه سيحصل على درجات تثبت جدارته
[ ويعد تشجيع هذا النوع من الأطفال بالهدايا والمكافآت من أفضل طرق التمتين مهارته " العقلانية التخطيطية " فعندما تتعهد لطفلك العقلاني بأن ستشتري له اللعبة التي يريدها إذا ما اجتاز امتحانه بجدارة ، سيضع خطة محكمة للتفوق ليحصل على المكافأة ]
المتأمل :
يمعن الطفل المتأمل التفكير قبل اتخاذ أي قرار أو تنفيذ أية خطة ، وهو في ذلك يشبع العقلاني .
بيد أنه لا يبتغي الحصول على أية مكافأة نظير اجتهاده ، فهو يقرأ ويتعلم ويتفوق حبًا في التحليل والاستبطان ،
ويعتبر حصوله على الدرجات النهائية أفضل تقدير على الإطلاق!
[ويتطلب تمتين هذه المهارة تشجيع الطفل ومنحه قسطًا وافرًا من الوقت لتفكير بدقة وإمعان ، وعدم التسرع بزجره إذا استغرق تفكيره وتأمله طويلًا ]
المغامر :
لا يهتم الطفل المغامر بالتعمق في البحث أو التأمل ،
فهو يهوى التحديا ولا يعبأ بالمخاطر - مثل العبث بالأدوات الكهربائية أو محولة تفكيكها لمعرفة كيفية عملها -
ولا حتى بنصائح والديه إذ يعتمد على فطرته وحدسه .
ورغم أن الطفل المغامر يزعج والديه بإهماله لواجباته المدرسية ، إلا أن ضجره السريع
يجعله يتنقل بين المهام حتى يصل إلى الواجب المدرسي باعتباره أحد ضروب التسلية أو مغامرة جديدة
يخوضها ويصر على اجتيازها بنجاح !
[ لذا يشير علماء النفس على أبوي الطفل المغامر بألا يزعجاه بالرقابة - اللصيقة - بدعوى حمايته من الأخطار وأن يحاولا تمتين مهارته بتوجيهه عن بعد دون تدخل مباشر ، كأن يحاول الوالد مثلًا إصلاح الغسالة أو التلفاز ويطلب من الطفل مساعدته في عملية التفكيك نظير مكافأة بسيطة أو قطعة حلوى ]
كلمة أخيرة :
ادرسوا شخصية أطفالكم ، وتعرفوا على مواطن قوتهم ومتنوها ،
وتذكروا أن هذه المواطن ليست واضحة دائمًا
فالكثير منها يتوارى خلف جدار أنانيتكم الذي يجعلكم تحاولون تشكيل شخصيات أبنائكم طبقًا لأهوائكم
مما يحول دون ملاحظتكم لما يوافق أهواءهم وميولهم ، لكن الآباء الواعين يوطنون أنفسهم على استشعار أفضل الأجواء
والبيئات الملائمة لأطفالهم ، وإدراك تباين شخصياتهم ، ومحاولة التعامل مع كلٍ منهم بما يتناسب مع شخصيته لينشئوا جيلًا من الموهوبين المنجزين
- ما تقييمك للموضوع ككل ؟
- أثمة فكرة تملك تفصيلًا عنها وتصحيحًا لبعض أجزائها ؟
- من أي أنواع الأطفال كنت ؟ وهل ما زلت ذاك الشخص أم تغير أسلوبك؟
- إن كنت أبًا أو أمًا فأي شخصية تتمناها لابنك؟
- هل صدف أن مررت بأب يشكل شخصة ابنه كما تنشد أنانيته ؟ إن كان نعم فما كان موقفك؟
- هل أخل اختصار المعلومات بجوهر القضية أم أنه ملائم؟
وأخيرًا شكرًا لفعالية حول التي خدمتنا في قضية التصاميم وشكرًا لأنامل بينكو صاحبة الفواصل المدهشة













رد مع اقتباس

المفضلات