*_* قواعد العشق الأربعون للكاتبة " إليف شافاق " التركية، ترجمة السوري خالد الجبيلي *_*
عندما تقرأ رواية من خمسمائة صفحة بالتمام والكمال، فإما أن تكون تلك الرواية مشوقة جداً ومكتوبة بعناية فائقة، وإما أن تكون مجبراً على قرائتها لعدم وجود بديل، ولقد توفر ليّ السببان معاً منذ أيام قلائل، ولقد علق في ذهني الكثير من فقرات الرواية الرائعة، المليئة بالحكمة والموعظة البليغة، أقدم لكم بعض ماقالته المؤلفة على لسان (شمس التبريزي) بطل الرواية وهو ينصح (إبن جلال الدين الرومي) موضحاً له أن بعض الناس يحملون مخاوفهم وأفكارهم المتحيزة على أكتافهم، برغم ثقلها الذي يسحقهم، قائلاً :
*_*
( كان رجلان يسافران سوياً من بلدة الى أخرى، وفي الطريق وصلا الى جدول ماء فاض من الأمطار الغزيرة، وعندما أوشكا على عبوره لاحظا وجود إمرأة شابة وجميلة تقف وحيدة وتحتاج الى المساعدة لتعبره، وعلى الفور توجه اليها أحد الرجلين، حملها بين ذراعيه وإجتاز بها الجدول ، ثم وضعها على الضفة الأخرى ولوح لها مودعاً ، وتابع الرجلان سيرهما ، وخلال ما تبقى من الرحلة ، لبث المسافر الثاني صامتاً وعابساً ولا يرد على أسئلة صديقه ، وبعد مرور ساعات من التجهم لم يعد بمقدوره أن يظل صامتاً ، فقال: "لماذا لمست هذه المرأة , كان من الممكن أن تغويك ! الا تعلم أنهُ يحرُم على الرجل ملامسة إمرأة هكذا ؟ "
فرد الرجل الأول بهدوء قائلاً: "ياصديقي أنا حملت تلك المرأة , ووضعتها على ضفة الجدول الأخرى , وتركتها هناك , أما أنت ... فلا تزال تحملها .. منذ ذلك الحين !" )
*_*
ما أروع تلك الجملة التى تكاد تختصر الحياة كاملةً بين طياتها
المفضلات