لم تتوقف معجزة هيلين هنا.. فعندما بلغت السادسة عشرة استطاعت أن تذهب إلى الجامعة..!
ودخلت كلية رادكليف لدراسة العلوم العليا فدرست النحو وآداب اللغة الإنجليزية..
كما درست اللغة الألمانية والفرنسية واللاتينية واليونانية.. أي أنها أتقنت خمس لغات..!
كل هذا ومعلمتها آن ما تزال تجلس إلى جوارها وتنقل بأصبعها كل ما يقوله الأساتذة في المحاضرات..
حتى تخرجت هيلين من الجامعة عام 1904م حاصلة على بكالوريوس علوم في سن الرابعة والعشرين..
وانتقل وفاء وتصميم آن ومشاعرها القوية إلى هيلين.. لتحمل عنها الراية وتتابع الطريق بعد وفاتها..
تقول هيلين:
{{
ولكن آن لم تستطع أن تتخلص من رغبتها في بلوغ الكمال.. ومضت تحمل هذا العبء الشاق دون توقف إلى أن مرضت مرضها الأخير..
ولم أحزن على شيء في حياتي قدر حزني عليها..
كانت هناك قوة تنتقل إلي من اتصالي بها بعد موتها..
وأحسست بالشجاعة وبالرغبة العارمة في أن أواصل البحث عن سبل جديدة.. كي أهب مزيداً من الحياة لغيري من الرجال والنساء ممن يعيشون في الظلام والصمت..
كانت مدرستي تؤمن بي وقررت ألا أخون هذا الإيمان..
وكانت تقول لي مهما يحدث لك فابدئي من جديد فتزداد قوتك وبذلك تحققين هدفاً آخر..
لقد حاولتُ مراراً لا عداد لها وأخفقت.. ثم انتصرتُ في النهاية..!
}}
وفي أوقات فراغها كانت هيلين تخيط وتطرز وتقرأ كثيراً، وأمكنها أن تتعلم السباحة والغوص وقيادة المركبة ذات الحصانين..!
ثم قفزت قفزة هائلة بحصولها على شهادة الدكتوراه في العلوم والدكتوراه في الفلسفة..!
تزوجت وألفت كتب وألقت محاضرات وسافرت إلى كل أرجاء العالم تدافع عن قضية المكفوفين..
ذاعت شهرة هيلين كيلر فراحت تنهال عليها الطلبات لإلقاء المحاضرات وكتابة المقالات في الصحف والمجلات..
وقامت بجولات متكررة في مختلف أرجاء العالم والتقت بالكثير من الشخصيات السياسية والاجتماعية المعروفة في رحلة دعائية لصالح المعاقين للحديث عنهم وجمع الأموال اللازمة لمساعدتهم..
كما عملت على إنشاء كلية لتعليم المعاقين وتأهيلهم، وراحت الدرجات الفخرية والأوسمة تتدفق عليها من مختلف البلدان..
وعندما اشتعلت نيران الحرب العالمية، قامت بزيارة الجرحى والمصابين و عندما تعجب الناس ، قالت لهم:
{{
إني أستطيع أن أتنقل وأنا عمياء وصماء وأنا سعيدة لأني أستطيع أن أقرأ أعمال الله التي كتبها بحروف بارزة لي فدائما عجائبه ومحبته تشملني..
}}
استطاعت هيلين كيلر إقناع الأمم المتحدة بتأليف لجنة لوضع حروف دولية بطريقة برايل يقرؤها المكفوفون جميعا..
ونشرت هيلين كيلير 18 كتابا..!
ومن أشهر مؤلفاتها:
قصة حياتي العجيبة
العالم الذي أعيش فيه
أغنية الجدار الحجري
الخروج من الظلام
تفاؤل
إيماني
الحب والسلام
فلنؤمن
وغيرها..
وتُرجمت كتبها إلى 50 لغة..!
وتوفيت هيلين كيلر في شهر يونيه من العام 1968م.. عن عمر ناهز ثمانية وثمانين عاماً..
بعد أن حصلت على ثلاث درجات دكتوراه من جامعات أمريكية وأوروبية وهندية، وأتقنت 5 لغات إتقانًا تاما، و ألفت 18 كتابا من شوامخ المؤلفات العالمية..!
تقول هيلين في بعض كتاباتها:
{{
لقد أدركت لماذا حرمني الله من السمع والبصر والنطق فلو أني كنت كسائر الناس لعشت ومت كأي امرأة عادية..!
}}
إن هيلين كيلر التي قهرت ظلمات ثلاث، وشقت طريقها الوعر بالإرادة الصلبة، تظل قصة حياتها إلى يومنا الحالي مصدر إلهام للكثيرين..
حيث قال عنها الأديب الأميركي مارك توين: "أهم شخصيتين في القرن التاسع عشر على الإطلاق هما: نابليون وهيلين كيلر"..
فهل ما زال لدينا عذر لنقول بأننا لا نستطيع..؟
تقول هيلين:
{{
عندما يغلق بابٌ للسعادة يُفتح آخر..
ولكن في كثير من الأحيان ننظر طويلا إلى الأبواب المغلقة، بحيث لا نرى الأبواب التي فتحت لنا..!
}}
وإليكم يا من ترون بؤسًا وتعاسةً في حياتكم.. تقول هيلين:
{{
لقد وهبني الله الكثير، حتى أنني ليس لدي وقت للحزن على ما حرمني إياه..!
}}
إن حكاية هيلين تخبرنا جميعا كم أننا نحن من يقرر الطريق الذي نخوضه في هذه الحياة..
فلا ظروفنا الصعبة ولا بيئتنا المختلفة تشكل سببا يوجه طريق سير حياتنا..
ففي النهاية نحن نملك الخيار.. ولا توجد كلمة تسمى بالمستحيل..!
شكرا جزيلا لكل من بلغ هذا القدر في القراءة..
حكاية هيلين من الحكايات الملهمة لدي، وأتمنى أن تصبح كذلك بالنسبة لكم :")
شكرا جزيلا كذلك لهوب تير صاحبة تصميم البوستر الأصلي، وأتمنى أن لا أكون قد أفسدته بالتعديلات ^^"
شكرا لكم جميعا..
ألقاكم على خير بإذن الله




رد مع اقتباس

المفضلات