|[غوصٌ في الماهيَّات ]| ... صورة وتعليق ~> تفاعلي ~

[أثير الفكر]

-إني أتألم كثيرا يا أمي.

و مالذي يؤلمك ؟!

-وطني ..أشعر به أقرب للموت .

-لا تخش عليه ؛مخاض المجد يكون عسيرًا يا بني.

-و هل يتطلب هذا المخاض قرونًا من الدماء ؟ و ما هذا المجد الذي نسير له في انحدار؟! أليست الأمجاد قممًا نرقى لها !

لم أشعر أني بدأت ألمح دركات الجاهلية تلوح لنا؟ نحن نهوي يا أمي .. نزحف بعزتنا قهقرة للوراء..نحن لا نعيش مخاضًا .إننا فقط نعيد سيناريوهات مآسينا بشكل أبشع..و أردى :

"سقوط غرناطة و قرطبة ..سقوط بغداد ..سقوط دمشق ...و القسطنطينة .. و القدس"و تمضي القرون و نحن نتساقط تباعًا ولاشيء مما سقط منَّا يعرف طريق العودة..

مايؤلمني يا أمي أنا نعيش المأساة مرتين ، نعيشها تاريخا ثم نبكيها واقعا مرًا،جيوش الأسبان و ما فعلته بأجدادنا في الأندلس مقاصلهم ،مذابحهم ، بربرية التتر ووحشيتهم و انعدام إنسانيتهم و عدائيتهم لبني الإسلام .

كلها سيناريوهات تتكرر في شوارع بغداد ..و سماءات دمشق و غزة و بيروت و ما كل شبر في ثرى أوطاننا عن ذاك ببعيد !

أمي .. أشعر بنا نتساقط ، ولاشيء منا يرتقي ،حتى أرواحنا..اضمحلت منها مشاعر الإنسانية.. لو علم أجدادنا أننا سنصفق لبني صهيون ؛ أتخالين أنهم كانوا سيفنون عمرهم في ساحات المعارك!


لو علم أجدادنا أنا سنقدم بعضنا قرابين لعباد الصليب أتخالين أنهم كانو سيهبونا أرواحهم في سبيل مجدنا ؟!


لو علم أجدادنا أننا في زمن ليس عنهم ببعيد، سنبيع ديننا و عزنا بعرض من الدنيا و أننا سنلقي بما صنعوه من مجد وراء ظهورنا و تحت أقدام أعدائنا .. كيف تخالين يا أمي أنهم صنعوا !

أمي .. هل تبكين ؟!

-لا ..و لكنها عيناي أبت إلا أن تبوح تصديقا لما ذكرت ، أرعني سمعك يا بني :


إن لم تكن ترى ، ماتمر به الأمة الآن -مخاض مجد- فانهض و اصنع لها ذاك المخاض .. فو الله ما بقي الإسلام دينا لعصرنا هذا الا أن الله سخر له من يرفع به رأسا ..و يذود عنه بدمائه عن عزته

سقطت القدس..و استرجعها مسلم


سقطت دمشق ..و استرجعها مسلم ، سقطت بغداد و استرجعها مسلم ،كف عن جلد ذاتك و لوم المسلمين ، ولتكن أنت ..من يسترجع كل ما سقط منا ..

يسدل الستار ..ويبتلع الليل ماتبقى من كلماتها.

و ينبلج الصباح في عيني ولدها مبكرا ..إصرارا و عزما على إسترجاع ماسقط


>> أرسلوني إلى أقصى كواكب درب التبانة .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />

بعد أن كتبتها انتبهت لطولها


[ تعليقٌ آخر ] :

انهض !

فلا يليق الكسل بصنَّاع الأمجاد .

وانفض عنك هذا التراخي والركون !

لك مجدٌ لا يُبنى بطول سهاد أو رقاد

فإما أن تكون أو لا تكون