علت ابتسامة وجه الجلاد الشرس. يُقال أن الابتسام يزيد الوجوه الدميمة قبحًا وفظاعة، لكن تلك الأوصاف تنحني تواضعًا أمام وجه الجلاد الفريد.
لم يكن سبب سعادته أنه يرى سبعة متهمين يُساقون من زنازنهم نحو المحكمة، بل لأن عددهم سبعة وليس ثمانية. أجل، أيها السادة. لقد فات الأوان بالنسبة لأحد المتهمين، إذ لم يتمكن من إرسال دفاعه، أو بالأحرى دفاعها، في المهلة المحددة. خسارة كبيرة لنا، أن نرى عالم الأحلام تودعنا بهذه السرعة، وغالبًا لن نعرف السبب، إذ إنها ستقضي الأيام المتبقية حتى انتهاء المحاكم في زنزانة انفرادية في انتظار المصير المحتوم!
التصويت سيكون لاختيار من يستحق البراءة من المتهمين. يمكنكم اختيار أكثر من واحد، لكن العدد الأقصى للاختيار هو 6 متهمين في هذه الجولة (أي إن اختيار كل السبعة سيلغي صوتكم تلقائيًا). هذا يعني أن المتهم (أو المتهمين) الذين لا تصوتون لهم هم الذين تحكمون عليهم بالذنب، وتقربونهم خطوة نحو سيف الجلاد.
يمكن لأي كان، سوى المتهمين المشاركين في هذه الجولة، التصويت، شرط أن يكون له أكثر من 50 مشاركة في المنتدى.
أما المتهمون، فليحاولوا دعوة مَن استطاعوا مِن أصدقائهم ومعارفهم إلى هذه المحكمة، علّهم يحضرونها ويشهدون على براءتهم بأصواتهم! (بشرط ألا يخبروهم أية حجة دفاع تعود لهم)
مدة التصويت في هذه الجولة 48 ساعة فقط
التهمة
في السابع عشر من الشهر الجاري، انهار السيد م. ع. أرضًا أثناء سيره في الشارع العام، وتوفي في غضون دقائق قبل وصول عربة الإسعاف. أكّد تقرير الطبيب الشرعي أن سبب الوفاة هو التسمم، وقد عُثر على آثار السم في معدة القتيل وفي قارورة مياه غازية ألقاها الضحية في سلة مهملات قريبة قبل دقيقة من سقوطه أرضًا، حسب أقوال بعض الشهود. عُثر على بصمات المتهمين على تلك القارورة، إضافة إلى بصمات القتيل.
حجج دفاع المتهمين السبعة:
1- سيدي القاضي،
أيستنكرُ سموكم الكريم أن تبقى آثار أناملي -أنا البقّال- على قنينةٍ ابتاعها المرحومُ من دكّاني؟
2- سيادة القاضي والحضور الكرام وجهتم إلى هذه التهمة الباطلة وعلى ماذا استندتم في حكمكم هذا على أثر بصمات وجدتموها،أحب أن أخبركم أن السيد م.ع كان صديقً لي منذ الطفولة وقد كنت عنده الليلة الماضية والتي تسبق وفاته وأنا الذي أحضرت له هذه المياه الغازية فمن الطبيعي أن تجدو تلك الآثار،سعادة القاضي أنا لا يمكن أن أخون هذه العشرة الطويلة ولست مجنوناً كي أترك هذا الأثر الواضح وأنا شوهدت معه والجيران راؤني لو كنت أنا الفاعل لفعلت فعلتي في الخفاء،لقد أحزنني موته ولقد صدمت ولقد أثر الخبر فيني وما كفاكم ذلك بل اتهمتموني ظلماً،أرأفو بدمعات رجلٍ كبير على رحيل أعز أصدقائه وما أفجعه حتى زدتم عليه جراحه
3- سيادة القاضي.. أنا الماثل أمامكم لم أعرف يوما هذا المدعو م.ع. حتى أرغب في قتله.. وإن كانت بصماتي موجودة على قارورة ما فلعلها كانت هناك عندما ناولتها لرجل سقطت منه في الطريق -لعله كان السيد م.ع.- ! وعلى ذلك لا مصلحة لدي في قتل رجل لا أعرفه..!
4- سيدي القاضي، السادة المحلفين الكرام،
لا غرابة في وجود بصماتي على علبة السيد م. ع. لأن عملي في محل التموينات يتطلب مني لمس ما يشتريه الزبائن أثناء إدخال بيانات المشتريات إلى الحاسوب، ووضع الأغراض لهم في الأكياس، وهذا ما فعلته حين أتى الضحية إلى محلي. الآن، أطلب منكم الإذن أيها السادة في العودة إلى محلي الذي اضطررت لإغلاقه لحضور هذه الجلسة!
5- قبل الإدلاء بإفادتي، إليك جرعة تحليلة لصورة القضية. السيد م.ع ملقىً على أرض عارية، الشارع لايخلو من المارة، دعنا نقل بأن الطقس يحتاج إلى مشروب بارد، القارورة في مكب النفايات، المُجرم خارج نطاق المعرفة بعد أن كان في دائرة الجُرم سائراً مع فريسته التي ينتظر الإنقضاض عليها في الوقت المناسب. والمتوقع أن تكون خطته محكمة الإغلاق، إذ اختار السم طريقة للخلاص منه. ولكن كيف به يضع نفسه في الكماشة قبل البدء! بعد الطريقة المحنكة التي أراد أن يسلكها! فإنه من غير المعقول أن تصبح منطقة التمثيل بالمقتول شاهدة على القاتل بأعين المارة! فما بالك وهو يترك بصمات باردة في مشهد ساخن! إلا إن كان يَملك حصانة على روحه لاتكلفه عناء الوقوف محلي الآن! لا أحتاج بعد إذٍ الجواب على سؤالك فيما إن كنت أنا قاتلة أم لا!
6- سيدي القاضي سادتي المحلفين الكرام ... لا أدري كيف أصوغ احتجاجي أو أبرهن حجتي ..
فهذه مرتي الأولى أمثل بين قضبان الحديد محتجزة في قفص الاتهام كمجرمة قاتلة ، اختارت لضحيتها الموت السريع بدماء باردة
لست أدري كيف أضحت بصماتي من أدان شخصي وغدت من شهود تجريمي وظلمي
فلتشاهد نظراتي واقرأ الصدق في تعابير وجهي هل أملك تعبير المدان ، ليس لي شاهد إثبات البراءة غير صدقي ...
في ذلك اليوم كنت أدفن رأسي بين كتبي قرب أسوار الحديقة ، لم أشاهد المغدور أو أشرع بالجريمة ... وهنا أنهي اعترافي
7- كنت بصحبة مجموعة من أصدقاء الجامعة كنا 6 أشخاص اجتمعنا في منزل أحدهم حتى وقت متأخر من الليل تحدثنا وضحكنا طويلاً وختمت الجلسة بتاول الكعك مع الشاي الذي عرجت لشرائه "من قسم الحلويات في السوبر ماركت وأنا في طريقي"وحدث أثناء تسوقي أن تمزق صندوف قواير المشروبات الغازية الذي كان يصفه العامل وتدحرجت منها القوارير نحوي فقمت بمساعدة العامل برفع القواير وصفها داخل ثلاجة المشروبات






رد مع اقتباس


المفضلات