وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته ~

أشكرُ لكِ نشاطكِ وتفاعلكِ الملحوظ والمثير للإعجاب حقيقةً في الفترة الأخيرة
في قسمَي المعرفة والتصميم ، مواضيع حصريّة مفيدة وهادفة ما شاء الله !
اللّهم زد وبارك

[
أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ
فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ
فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ
]

^ هذه الآية القرآنية قد مرّت عليّ من قبل ، واعتقدتُ وقتها بأنّ هذا الإعصار مصحوب
بـ الصّواعق الكهربائية المعروفة وهي المسؤولة عن حرقِ الجنّة ، فكما لا يخفى
على أحد هذه الصواعق تحرق الأشياء مثل النار تماما ! ولم أتخيّل أبدا أنّه إعصار ناريّ
بالمعنى الحرفي للكلمة
!! نارٌ تدور في شكل إعصاريّ دوّامي !! يا له من شيء مخيف >~<



OMG !!
لو أنّكِ لم تُدرجي هذه الصّوَر لشككتُ في صحّة المعلومة ولطالبتكِ بصوٍَر حقيقيّة
عن هذا الإعصار الناري الرهيب .. لهذا الإعصار قوة تدمريبة كبيرة حقا ، يأكلُ الأخضر
واليابس نسأل الله العفو والعافية وأن يُبعِد عنا هذا الشّيء !!
-
بالنسبة لـ الأعاصير النارية على سطح الشمس فهي ناتجة عن الإنفجارات الهائلة فيها ،
تنتج عن هذه الأعاصير ما يسمّى بـ
الرّياح الشمسيّة ، وهي سَيلٌ من الإشعاعات الحراريّة
والجسيمات الكهربية تتحرّك بسرعة هائلة في كلّ الإتجاهات ويبلغ مداها النظام الشمسي بأكمله !!

لولا المجال المغناطيسي المحيط بكوكب الأرض لكان هذا الأخيرُ كوكباً مقليّـاً عن آخره
ولانعدمت الحياة على سطحه بسبب هذه الرياح الشمسيّة ، أثرُ هذه الرّياح واضح جدّا
في المناطق القطبية إذ أنّ احتكاكها -الرياح- مع جزيئات الهواء يجعل هذه الأخيرة مثارة فتتألّق
وتنتج إشاعات تظهر لنا فيما نسمّيه بـ الشفق القطبيّ ، وهو من أجمل الظواهر الطبيعيّة على الإطلاق :



^
المجال المعناطيسي للأرض يحمي هذه الأخيرة من الرّياح الشمسيّة المدمّرة .. كيف ذلك ؟!
معروف أن الجسيمات الكهربية كالإلكترونات والتي تشكل جزء كبيرا من الرياح الشمسية
تتأثر وتنحرف وتغيِّر إتجاهها إذا دخلت مجالا مغناطيسيا ما ~> حقيقة تجريبية بسيطة .
+ لاحظوا بأنّ جانب المجال المقابل للشمس مضغوط نحو الأرض على عكس
الجهة الأخرى وهذا بسبب دفع الرياح الشمية القوية له .



^
الشفق القطبيّ عبارة عن أضواء ملوّنة وخلّابة وأحد نتائج الرّياح الشمسيّة
.

أعجبتني الفقرة الأخيرة : " أوجه متعدّدة للإعجاز في الآية "
ذُهِلتُ حقا من دقة القرآن في وصف الإعصار وخصائصه ، إعجاز علمي-لغوي من أروع ما يكون !
يبقى هذا الإعجاز من الأسباب الرئيسيّة في إسلام الكثيرين وإعتناقهم لهذا الدين .

أشكرك حقا على هذا الطرح المعرفيّ الهادف والمفيد (y)
موضوع يستاهل التميّز وبجدارة ! شيء جميل أن تشاركينا معلوماتك
ومكتسابتك العلميّة وليس مثلي أنا الذي أكتمُ ما أنعمَ الله عليّ من عٍلم مع أنّي
أنا الخاسر الوحيد من هذا وقد أُلجَمُ بلجام من نار بسبب كتمي وبخلي اللّامسؤول .

أعجبني كذلك تنسيقك المُريح لفقرات الموضوع وتوثيق المصادر ، حسّيت أنه بحث أكاديمي خخخ
نتطلع للقادمات ، كلّ التوفيق والسداد لك ، دمتِ ذخراً للمعرفة ~> والتصميم طبعا xD

واسمحي لي بأن أستغلّ هذه الفرصة والتأكيد على ضرورة العمل العلمي والتجريبي
لاكتشاف الظواهر والحقائق الطبيعية الواردة في القرآن الكريم وألّا ننتظر الغرب بأن يقوم
بهذا دائما :/
.. هذه الإعجازات العلمية وردت في القرآن من أجل أن نشدّ الهمّة ونكتشفها
بأنفسنا وسواعدنا لا أن نعرفها " نظريا " ونقرأها آناء الّليل واطراف النهار فحسب !!

في أمان الله ~