أن تأتي متأخراً خيرٌ من أن لا تأتي أبداً ~
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ~
مضت فترة مذ قرأت رواية ألواح ودُسر~
لقد استمتعت بحق ^.^
لكن الكسل سيطر عليّ و أحال بيني و بين النقاش >_<
حدثت ضجة قبل أيام معدودة في المنطقة بسبب افتتاح مول جديد!
لم ألقِ للموضوع بالاً و أهمشته
حتى حصل ما حصل بالأمس!
و تذكرت رواية ألواح ودُسر
شعرت بالخنق مما حصل فكتبت تدوينة في مدونتي بعنوان: "سفينة نوح تعود، انجو بنفسك أو اغرق في الطوفان"
و هذه هي ~
ملاحظة: (ستفهم أكثر إن كنت قد قرأت رواية ألواح ودُسر)
مؤخراً صار الضجيج يحوم حول التطور،
ويترجم صوته إلى شكل ماديٍّ حولنا ~
عجت المنطقة بالمباني الشاهقة،
و تكاثرت الإعلانات هنا وهناك،
وصار الهاتف الذكي في مقبض كل الفئات،
وجيل الآيباد يفشي الغباء و السخافات معه
بنقرة زر على الإنستجرام أو السناب شات ~
إنتهت المرحلة الأولى بظهور (الجيل الرابع) و ما تبعها
بعد الإعلان عن أول هاتف في العالم يعمل اللمس…
و جائت المرحلة التي تليه!
و بدأت بالبثور شيئاً فشيئاً من خلال المباني الشاهقة
وخصوصاً مبنى معين، بدأ أساسه بالبزور سريعاً
كما لو كانوا يتسابقون متحدين الوقت لإنجازه
ومع تعاقب الأيام صار يعلو ويعلو
ملفتاً أنظار الناس و المارة
كان العمل عليه سريعاً لدرجة مثيرة للاهتمام
و مع الوقت، صار القِليس جاهزاً للإفتتاح
برزت علامات النصر على ملامح أبرهة الذي انتظر هذه اللحظة منذ زمن طويل ~
لحظة!
قليس و أبرهة!!
ما معنى هذا في القرن الواحد والعشرين!
ترقب الناس موعد الافتتاح بشغف!*
و تبادلوا المعلومات عن هذا القليس ~
محواه، شكله، هئول بنيانه، وغيرها...
و سيصبح محطة لوجهاتهم كما خطط أبرهة تماماً
هناك شيء ما يعلو القُليس مؤخراً!*
"ذي أفينيوز مول"
...
...
إذاً قليس هو المول
و لمَ لا يكون كذلك؟!
و هو المكان الذي صارت الناس تتوجه إليه مراراً تلبية لاحتاجاتها و أهوائها...
صار المول مكاناً يجذب الناس كلما ظهرت اللوحة الحمراء المبتسمة التي ترسم عبارة "تنزيلات" عليها
و باتت تدفعهم لإنفاق عشرات أو مئات الريالات في جولة واحدة فيها،
لأجل شراء ما يقع قلوبهم عليه وليس ما يحتاجونه في الأساس!*
ليخرجوا بأكياس تحمل "ما اشتهيناه" أكثر مما تحمل "ما نحتاجه حقاً"
صار المول كما لو كان مكاناً يُعبد،
كالقليس تماماً!*
يُذهب إليه في العطلات و الأعياد
و كلما اشتهت نفوسهم إليها،
وكلما رغبوا في تغيير الجو المحيط بهم
يوم الافتتاح ~
تناقل الناس الخبر بنهم
و تعازم البعض على الذهاب إليه
و صار حديث الناس الذي يُتناقل عبر جميع مواقع التواصل
و مع بدء عطلة نهاية الأسبوع...
كنت عائدة مع عائلتي للمنزل بعد زيارات عديدة لأقربائنا
مررنا من حيث يقبع القُليس/ المول
كان ازدحام السيارات يثير الخنق
تتوافد السيارات من كل الاتجاهات و تحاصر المبنى
و شمل الازدحام مئات الأمتار بعيداً عن المول!
و بدا أن توافد السيارات لن يقل في وقت قريب
رغم أن الساعة تجاوزت التاسعة مساءً!
حمداً لله أننا كنا في الجهة المعاكسة ~
لا يمكنني تصور مقدار الاكتضاض الذي يعج المبنى
و كل هذا و ليست كل المحلات جاهزة لاستقبال فضول الناس، و استمالة قلوبهم تجاه منتجاتهم!!
ألا يدرون أن الأسواق مكان يبغضه الله تعالى؟!
فعن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها) رواه مسلم.
بعد أسابيع قليلة سندخل في شهر رمضان ~
و هنا لن تنتهي الحكاية للأسف!
فبالنسبة لبعض الناس، شهر رمضان هو شهر التراكض في الأسواق لشراء ملابس العيد!
و فيه -للأسف- يكثر التهافت إليها بشكلٍ ملفتٍ للنظر
و تستمر هذه الأسواق في استقبال مهاجميها حتى وقت متأخر من الليل...
حان وقت الطوفان و جاء قرارك الآن ~
إما أن تختار النجاة بسفينة نوح
أو تلقي لنفسك في التهلكة بالطوفان
(محاولة لنقل المشهد البسيط بطريقة د.أحمد العمري)
المفضلات