لوخ البر :
إيقاع متردد تصدره آلة الحياة في برود، أوتارها الغير مشدودة مرهقة لا تصدر النوتات المناسبة، مترهلة رخوة أشبه بإسفنجة بحرية عفنة ...
يتماطل الزمن كطفل مشاكس يتعهد لشيطانه المماحكة طول العمر، يكسر أضلعًا سئمت التماسك دون جدوى
لا يبالي لشظية استقرت في الزاوية من انفجار نوية في رحم تالف،
يتصاعد منحنى الميعاد ضمن مدرج الجزع، لا شيء البتة سوى صوت الآتي يختنق بين سحايا الكوخ.
كان ضمن الممكن التوقف لوهلة والفرار إلى آخر بقعة من العالم والالتصاق بالركن حد الفزع،
التوار بعيدًا عن اللطخة سوداء تتعقب ضحيتها في نهم مريع لتلتهمها بتلذذ أهول ...
القلب يدق بدل الثواني يعبر ما تبقى للساعة الصفر،
تطل بربع عين من خلف ستار النافذة على منظرِ الخالي من كل مرئي مترع بكل ما هو كامن ومضمر،
تتقلص حدقة عينها أكثر وأكثر لتقارب الاختفاء كأنها تبصر ما لا يبصر، تنكمش معها أشياء أخرى تضيق بالقفص الصدري، لكن لا مجال لصراخ من الأعماق يبدد أسراب الكوابيس...
تروح ذهابًا ومجيئًا تنحت الأرضية الخشبية البالية بنقوش الهم،
تنهش الذاكرة وأجساد أمواتٍ أسكنهم الزمن التراب ووارى معهم روائحهم،
تتحسس حفيف أوراق الشجر لعلها تدلها على أحد يقترب، تجس من حين لآخر بطنها تستشعر روحًا تداعب أحشاءها في مزيج لزج أحمر ...
تتلفت بعد عناء مشدوهة للشظية الزاوية المثبتة بصرها في اللاشيء،
تلمس برودة النظرات في رعاش ثم تمضي لموقع آخر من بين آلاف المواقع في هذا الكوخ الضيق تلهي عقلها بجلي أوانٍ لم تستعمل البتة منذ أيام ...
و لا يتسلى عقلها إلا بحادثة الآتي والحاضر و الشريط المتروك لذاكرة اللقاء الأول، الأحلام، المشاريع، الخاتم و الفستان الأبيض الذي جبل بالأحمر، بسمة ثغر الشظية الأولى و بعض الحطام بعد هذا ..
لم يكن متوقعًا أن الستار يحجب عجينًا من الجنون وروائح العته، لم تشك يومًا أن شذى العنبر القوي عمده تغطية دلائل خلله واختلاله كل ما كان قائمًا تحقيق حلمٍ خيف مردوده أسخف ...
تبرد قدر المستطاع نظراتها تريح ملامحها من التواءات الفزع تتقمص دور الشظيةِ القنبلةِ المنفصلةِ عنها بجدارة الشكل لا المضمون، تراقب القابع في الزاوية تتنفس في بطء وتقرر، لا معدم آخر لا جرائم أخرى لا فرصة لتغدو مطلوبة دوليًا لأنها تحمل زولديك آخر ...
القرار سهل، التقمص سهل، الإقدام سهل، التنفيذ أسهل ... لكن التنفيذ الفعلي أصعب ..
وإنما؛ فرض قاطع أن هذا الشبل من ذاك الوحش ...
ولكن؛ كان ضمن الممكن أن تعيش الحياة التي لا طالما حلمت بها وداعبتها، لو تزوجت رجلا أقل تكلفة، غير سادي محكوم عليه بالإعدام ترك جزءًا غير يسير منه في عمر الحضانة الأولى لذلك الاضطراب الدموي الهوسي وعلقة تحمل نفس الطفرة في طور التشكل ... كان بإمكانها أن تنتظر الرجل المناسب بدل اللهو مع لوخ البر.
وكان ضمن الواقع أن تهذي وتقتنع أنها فعلا قد تزوجت لوخ لتنجب طفلين يحملان نفس طفرته وتمعن في تبلد بلمحات فاترة مصوبة نحو حائط المصحة ... قد قتلت فعلا أطفالًا لم تنجبهم.
>> تمت بحمد الله
[HR][/HR]
رد مع اقتباس

المفضلات