من بطن الحوت ; ذروة اليأس ، ودَرك الواقع المظلم بزغ النور .." فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ " ليس التسبيح هو مجرد قول باللسان - كما تعودنا - بل هو رؤية كاملة تغيرت ، فكرة جديدة نبتت ، وعي جديد لمعنى الظلم والمسؤولية .. " لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ " .. هو الذي ألقي في البحر بعد قرعة ظالمة ؟! .. لكن معنى الظلم تغير بعد أن شاهد أوجهاً مختلفة للظلم .. ولم يكن ذلك كافياً فالمهم هو الأيمان الداخلي بإمكانية التغيير ، الإيمان بجدوى العمل .. وفي العراء تجسم الأمل " فَنَبَذنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ * وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ "
في العراء نبتت شجرة أمام يونس فجأة لتعطيه درساً يمحو اليأس من أعماقه ،إنه اليقطين الذي أثمر في نفس يونس وانتصر على ظُلمة يأسه ، إنه الإيحاء بأن التغيير ممكن " وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ "
حيث صار بإمكانية رجل واحد أن يفعل الكثير ...
القرآن للتغيير نحو الأفضل




المفضلات